عرض مشاركة واحدة
قديم 09-13-2015, 10:09 AM   #13
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: مجزرة جديدة في حق السوقيين في تن أهما



مقامات الأنبياء وورثتهم مقامات سمت بفعل الطاعات وترك المنكرات

هذا فمن أعظم أنواع الطاعات والقربات، هي طاعة وقربة الجهاد في سبيل الله تعالى، القتال المشروع بين البشر المأمور به شرعة لأجل إعلاء كلمة الله تعالى..فكان الأنبياء ـ عليهم السلام ـ هم الذين نزل عليهم الأمر به جملة وتفصيلا..فكان الأنبياء ـ عليهم السلام ـ هم حملة لواء الجهاد في عصور أممهم، وهم القاتلون القادة ومن تبعهم ممن آمن بهم وجاهد معهم وهم جند الله المنصورون..كما في قوله تعالى: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون}.
وعليه فالأنبياء في ميادين القتال المشروع هم القاتلون أصحاب البأس والبطش الشديد في صفوف عدوهم قتلا وأسرا..فضلا أن ينال منهم بالقتل كما يجليه قول ابن عباس ـ رضي الله عنهما: «لم يقتل قط من الأنبياء إلا من لم يؤمر بقتال، وكل من أمر بقتال نصر» .
المصدر: المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز.
ومثل تلك المقامات التي تسمو إليها مقامات ورثتهم في الشجاعة والنصرة في ميادين القتال المشروع كما أثر عن ابن المبارك العالم الزاهد الورع فيما رواه البيهقي بقوله ـ رحمه الله تعالى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سِنَانَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ الْمُبَارَكِ، وَالْمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بِطَرسُوسٍ، فَصَاحَ النَّاسُ: النَّفِيرَ النَّفِيرَ.
قَالَ: فَخَرَجَ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَخَرَجَ النَّاسُ، فَلَمَّا اصْطَفَّ الْمُسْلِمُونَ وَالْعَدُوُّ.
خَرَجَ رَجُلٌ مِنَ الرُّومِ يَطْلُبُ الْبِرَازَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ مُسْلِمٌ فَشَدَّ الْعِلْجَ عَلَى الْمُسْلِمِين، فَقَتَلَ الْمُسْلِمَ، حَتَّى قَتَلَ سِتَّةً من الْمُسْلِمِينَ مُبَارَزَةً.
فَجَعَلَ يَتَبَخْتَرُ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ يَطْلُبُ الْمُبَارَزَةِ لَا يَخْرُجُ إِلَيْهِ أَحَدٌ.
قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَيَّ ابْنُ الْمُبَارَكِ، فَقَالَ: " يَا عَبْدَ اللهِ إِنْ حَدَّثَ بِي حَادِثٌ الْمَوْتِ، فَافْعَلْ كَذَا ".
قَالَ: وَحَرَّكَ دَابَّتَهَ، وَخَرَجَ فَعَالَجَ مَعَهُ سَاعَةً، فَقَتَلَ الْعِلْجَ، ثُمَّ طَلَبَ الْمُبَارَزَةَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ عِلْجٌ آخَرُ، فَقَتَلَهُ، حَتَّى قَتَلَ سِتَّةً مِنَ الْعُلُوجِ مُبَارَزَةً.
ثُمَّ طَلَبَ الْبِرَازَ، فَكَأَنَّهُمْ كَاعُوا عَنْهُ، فَضَرَبَ دَابَّتَهُ، وَنَظَرَ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ، وَغَابَ فَلَمْ أَشْعُرْ بِشَيْءٍ، إِذَا أَنَا بِابْنِ الْمُبَارَكِ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ.
فَقَالَ لِي: " يَا عَبْدَ اللهِ لَئِنْ حَدَّثْتَ بِهَذَا أَحَدًا وَأَنَا حَيٌّ، - فَذَكَرَ كَلِمَةً - "، قَالَ: " فَمَا حَدَّثْتُ بِهِ أَحَدًا وَهُوَ حَيٌّ ".
المصدر: شعب الإيمان.
قلت: فصور شجاعة أهل العلم في القتال المشروع فائقة في القتل والشجاعة والبطش والمنعة من عدوهم..حتى كان في صدر الإسلام أن العلماء هم قادة الجيوش الإسلامية لعلمهم بفضل الجهاد وأحكامه والتفاني في حب نصرة الدين بالنفس الغالية..فصورهم في ذلك كثيرة لا تعدى ولا تحصى في عصور الجهاد المشروع..ولقد برز علماء السوقيين وغيرهم في أفقنا زمن جهاد النصارى بشجاعة فائقة وقتال شديد بنفسية عالية لما كان القتال في سبيل الله تعالى قتالا مشروعا مأذونا به.
هذا ولقد بنيت أيضا مقامات الأنبياء وورثتهم على ترك المنكرات التي من أنكرها قتل النفس بغير حق، كما في قوله تعالى:
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّل مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ المُتَّقِينَ*لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ العَالَمِينَ*إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ }.
قلت: وإن كان في معرض الدفاع عن النفس كما هنا مبالغة في خوف العالم من قتل النفس ولو كان معه حجة الدفاع عن النفس..
هذا فمن له علم بهذه الآية وغيرها من النصوص الوحيين كيف تسول له نفسه أن يفكر في قتل نفس بغير حق..فضلا أن يعد وسائل القتل..فضلا أن يقوم فيباشر القتل.. ـ والعياذ بالله تعالى من ذلك.
لذا ففضل مقامات الأنبياء وورثتهم مقامات سامية شرعا وعرفا وذلك لأن الأنبياء وورثتهم أشد الناس امتثالا لأوامر الله تعالى في فعل الطاعات التي من أجلها بذل السلام المعنوي والحسي الحميد للخلق.. كما في الآية السابقة..وكما في معاني حديث كن خيري ابن آدم المقتول لا القاتل.. كما أن الأنبياء وورثتهم هم أبعد الناس عن المعاصي التي من أنكرها التعرض لدماء الناس وأموالهم وأعراضهم..فضلا عن قتلهم نفسا ما إلا في سبيل الجهاد المشروع السابق الإشارة فجرّ ذلك كل غاو طاغ شقي خبيث خسيس بغيض إلى قتل الأنبياء وورثتهم..لبعده هو عن تقوى وعلم وفهم وأحكام آية: ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق.
قلت: فلما كان الأنبياء هم القدوة الحسنة في كل خصال الخير، والقدوة الحسنة في العبد عن خلال الشر اقتدى بهم ورثتهم ـ العلماء في ذلك جملة وتفصيلا...
لذا تجد كثيرا من أبناء القبائل العلمية يغتاظون لما يجري على أفراد قبائلهم من القتل.. بل بلغ السيل الزبى إذ بلغ شر الأشرار مستوى التعرض لبعض القبائل العلمية بمثل هذا القتل والتشريد..اللهم لا ترفع للظلة راية وأرنا فيهم كل عبرة وآية..


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ


رد مع اقتباس