الموضوع: همسات للدعاة
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-27-2011, 09:50 PM   #13


اليعقوبي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 46
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-20-2020 (12:54 AM)
 المشاركات : 668 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: همسات للدعاة



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م الإدريسي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أخي اليعقوبي, أنا أوافقك على أننا إن كنا طائفة نفرت للتفقه في الدين, بنية الرجوع إلى قومهم لنذارتهم, فإن هذه النعمة(الانترنيت) يمكن أن تختزل لبعضنا (مرتادي الأنترنيت) الطريق؛ من أجل الوصول إلى عموميات تنظيرية في كيفية التعامل مع قومنا, لكن لا يستفاد من تلك النتظيرات إلا بعد الرجوع لنذارتهم, هذا إذا كنا كما تدل عليه طروحاتنا من كون دعوتنا خاصة بالطوارق والسوقيين, أما إذا كانت نظرتنا كافة, كما كانت الدعوة, فلا شك أن أي كلمة تكتبها في الإنترنيت, فمن الممكن جدا أن يطلع عليها من أراد الله, وربما نفعت وعاد لك من الأجر الشيء الكبير.
أما الدعوة الفعلية لمجتمع الصحراء, فجدوائية الإنترنيت فيها ما زالت ضئيلة, بل لربما تكون دعوتهم على الإنترنيت ضربا من العبث, لا يجوز للمسلم إنفاق دقيقة واحدة من وقته فيه.
ورغم كل ذلك, فمن المتعين ـ ولا سيما في الوقت الراهن, وفي هذه المرحلة بالذات ـ أن نعيد النظر في كيفية تعاملنا مع ديننا, والدعوة إليه, فلا شك أن إخلاص من سبقنا لمبادئهم أكبر من إخلاصنا إن كانت عندنا مبادئ, ومسؤولية إعادة النظر هذه ترجع إلى طلبة العلم عموما, وإلى خريجي الجامعات السعودية خصوصا, فهم الذين تتوجه إليهم الأصابع؛ من أجل قيامهم بمسؤوليتهم في قيادة مسيرة الدعوة, وتوجيهها إلى الطريق الصحيح, وهم أولى من فكر في هذا الأمر, وأولى من خاطب به, وأولى من ناقش المشايخ الكبار, وأهل الخبرة من الدعاة؛ من أجل الاستفادة من تجاربهم, والاستضاءة بأنوار معرفتهم في هذا الطريق, وليس كل من لفق كلمات غير موزونة ورصعها ببعض الآيات والأحاديث وأقوال السلف, يجوز للأمة أن تشجع استمالته لأبنائها, كقائد أو كموجه, فمن الخيانة السافرة أن تقدم جاهلا للناس على أنه علامة سني, لا بد من متابعته والسير وراءه, للوصول إلى شاطئ الأمان, فيجب على المتخرجين من طلاب المنطقة أن يقوموا بدورهم وأن يعيدوا النظر في الموضوع, كما يجب على الجميع الدعوة إلى احترام الدين والعلم, حتى لا يتكلم فيهما كل من دب وهب بما يحلو له.
لا ينبغي أن تصل بنا الرغبة في المنهج الصحيح إلى توجيه الناس إلى الاقتداء بفاقد العلم بدلا من العلماء؛ من أجل وجود بعض الانحرافات في منهجهم.
فأول قدم في هذا الطريق إيجاد المرجعية, السنية, السلفية, المثابرة, المرابطة للتعليم وإبراز المثال الصحيح للشخصية المسلمة الحقيقية, لتكون بديلا من المرجعيات المنتقدة والتي أصبحت يستهزأ بها وتصنف على أنها صوفية أو رجعية أو ,,أو.
وفي قناعتي الشخصية أن المرجعية السلفية (المرضية عند الجميع)غير موجودة عندنا, بل لا أراها في الأفق القريب.
نريد رجلا مثل مقبل الوادعي ـ رحمه الله ـ, يجلس, ويعلم, ويثابر.
نريد رجلا مثل الألباني, يؤلف, ويمحص, ويضع السنة بين يدي الأمة في المنطقة, ويشرح المبادئ السامية بلغة القوم.
ثانيا: نشر ثقافة (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) فلا بد من وجود رقابة اجتماعية تمنع الجهال من التطاول على من هو أعلم .
ثالثا: الحد من الانجراف وراء الأطماع المادية ومن النظر إلى التعلم والتدين على أنهما وسيلتان للكسب المادي, والتي وصلت من الاستشراء بحيث ينظر إلى طالب العلم الذي لا يمتلك مشروعا يدر بعض الأرزاق على أنه ناقص الأهلية, هذه نقطة خطيرة تجعل العلم قليل الجدوى عند كثير من النشء فيجب الحد منها.
ثالثا: يجب التحذير من كل من يستغل الدعوة للوصول إلى أغراض قبلية أو تصفية حسابات شخصية مع بعض أقرانه أو منافسيه, لا نستطيع اجترار أثقال هؤلاء وراءنا, إن كنا نتحرك بجدية.
رابعا: لتكن دعوتنا متوجهة لنا نحن بالأولى, فليس من المقبول أن تجلس معي, وأنت تعرف مني قصورا ملحوظا في جميع ميادين الديانة, ولا تنبهني إلى ذلك, ولا تنصحني؛ لأنني صحيح العقيدة, ثم تأخذني معك في سبيل هداية الناس فإن فاقد الشيء لا يعطيه, لنبدأ أولا بأنفسنا, إذا رأيتني على معصية, فاستخدم معي تلك الأساليب التي تجهزها لاستخدامها مع الآخرين, فالداعية هو المدعو, ليس الداعية شيئا آخر غير البشر, فلا بد من توجيه الدعوة إلى الدعاة.
خامسا: يجب التحرر من الثقافة التصادمية التي تحرص على إقصاء الناس, وتجعل الشر والشرك والكفر أصلا في المسلمين, يجب التخلص من هذه الثقافة, كونوا مبشرين ولا تكونوا منفرين.

هذا بعض النقاط التي يجب التنبه لها, والله من وراء القصد.


أخي أحسنت.. وبورك فيك..
مساهمة رفيعة..
تأصيل علمي..
وحس دعوي..
بوركت ووفقت..


 
 توقيع : اليعقوبي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس