لؤلؤة غالية ملتقطة: من حياة:
الشيخ العلم عَمْنا ـ غَمْنا ـ ابن أَخَّدُو بن بَكِّي السوقي التغاكلي ـ رحمه الله:
إن مما أتحفني به عمدة النقل من لطائف البر، في معرض مكارم الأخلاق ما أثر عن هذا العلم الشامخ، الشيخ العلامة غمنا ـ رحمه الله ـ وذلك في قصة ظريفة جرت له مع ضيف، وهي أن: جاءه ضيف من العرب، فأكرمه الشيخ غمنا بضيافة كريمة، وليس بينهما معرفة سابقة، وإنما جاءه كضيف من ضيوف أبناء السبيل، فقام بكرم الضيافة له كرما يشعر بمقام ضيف كريم عزيز.
فلما أصبح ذلكم الضيف العربي الكريم، أخرج للشيخ غمنا قطعتين من القماش، من باب الهدية.
فأبى الشيخ غمنا قبول تلك الهدية من ضيفه ـ خشية أن يظن به أن صنيعه ذلك وقع رغبة في المكافأة...
فلما رأى ضيفه العربي مبالغة الشيخ غمنا في الرفض، الذي بلغ به أن اضطر الشيخ غمنا أن يقول لضيفه، إن ما وقع هو من باب قول الباري ـ جل في علاه: إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا.
فقال له الضيف العربي اللبيب الكريم، خذ ما أعطيتك، لقول الله ـ عز وجل: هل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان...