عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 12-22-2009, 01:58 PM
مراقب عام القسم التاريخي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل : Feb 2009
 فترة الأقامة : 5554 يوم
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : السوقي الأسدي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
نضرة الورود الثالثة



نضرة الورود الثالثة:

مع أثر نثر الشيخ الأثري الحسن بن محمد السوقي البنغوي ـ رحمه الله تعالى ـ المتعلق بجوهر تقريظه كتاب: صرف العتاب عن المتمسكين بالسنة والكتاب. تأليف فضيلة الشيخ العلامة اللغوي الأديب الفقيه الأصولي الداعية الرباني الشيخ عالي بن محمد بن اليمان الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله رحمة واسعة.
ومن نثره الأثير، قوله ـ رحمه الله: هذه قصيدته أنشأ حين وصلت إليه قصيدة عبد الله بن بون الجكني، ثم المدني..
قبل الشروع في موضوع هذه النضرة المتعلقة بالشيخ العلامة الداعية عبد الله بن بون الجكني ـ رحمه الله رحمة واسعة.
المستفتح مقالها بهذه الخطرة:أيها الإخوة الكرام، إن الإنسان في حياته حدث ذو أثار عظام، بها تتعلق كثير من حقائق العظات والعبر، وستمر عليه العصور ـ بعد أن عاصر عصره ـ في عداد من غبر.
هذا فلما لم يخل إنسان من أثر له في الحياة، خاصة من اندرج تحت معنى حديث مهاجر أم قيس ـ إنما الأعمال بالنيات.
فالناس في ذلك على قسمين، قسم يهتم الخلق بآثاره لكونه من أهل الشأن.
وقسم آخر لا يهتمون بآثاره لكونه من عوام الناس، والصنفان يستويان في ميزان الحق، كما يتجلى في هذه الآية العظيمة التذكير للخلق:
{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} (12) سورة يــس
فهذه آية عظيمة ـ والله ـ قبل وقوع الوقع الواقع، يوم لا مال ولا بنون ولا غيرهما نافع، لا أم ولا أب ولا أخ ولا صاحبة ولا صديق حميم، منقطع النظير في يوم عظيم شدته وخطره ـ يوم التغابن والكرب ـ مغضوب فيه على من لا يحمل القلب السليم، من الشرك الأكبر والأصغر والخفي، وما دونه من الأوزار والأثقال يوم يذاد فيه عن الحوض من أحدث أو آوى محدثاً السريع حسابه من الطرف الخفي.
يا أولي العظة بالموعظة والتذكير، هذه آية ـ تالله ـ عظيمة التقديم والتأخير: ( إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ). متى!
آثار كتبت بعد موتهم بداية رفع التكليف؟ أم آثار كتبت حين يخرجون من الأجداث سراعاً إلى وزن الأعمال بلا تطفيف؟ أم آثار كتبت قبل التطاير ثم تطايرت مع الصحف؟ آثار كتبت يوم كل واحد حيّ صحيح التصرفات أخّاذ التحف؟ سليم القدرات؟ متحكم في حركات جوارحه وموطن الاعتقادات؟ حبله على غاربه؟ غافل عما يعرض منه له بين يدي ربه ـ سبحانه.
لا إله إلاّ الله سبحانه، محمد رسوله ـ صلى الله عليه وسلم، بلغ رسالة ربه ـ والله ـ وأدى الأمانة ـ تالله ـ ونصح الأمة ـ بالله.
القراء الكرام إن عرض الخواطر السابقة كلها تتوجه إشاراتها إلى آثار كتبت يوم: حبل الإنسان على غاربه: {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ}.
{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ}
أسلوب عظيم التذكير، ثقيل العرض زجير التعبير، سياق أغفل جانب أن كان الإنسان في الحياة الدنيا، فتركز عليه بعد مضي أحداثه بموته، بأن سيقدم عليه أثره لا محالة فمستقل ومستكثر، ومستحي من الله حق الحيا، سباق إلى الخيرات والمرضاة، أو جانح إلى السيئات الموبقات.
حذف نحوي الحقيقة يعربه الأخرس بلسان حال السعي الفصيح، والعجمي بلسان عربي العمل المبين الصريح، اختصار بلاغي واقتصار سياقي التلخيص، لقصة تاريخ الإنسان في حياته الأولى بالاستغناء عن ذكرها وأضغاث أحلامها إلى خلاصة حصر آثاره، يوم: {وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَدْعُونَ مِن قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ}.
ساعة يكون اتضاح الغبن بالندم وبأس النصيح، كل ثريّ بالحسنات يومئذ بخيل بها غاية البخل شحيح.
فهل ترى لهم من باقية:{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ}.
يوم: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ}.
{وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ}
جملة عظيمة محكمة البناء، منبئة عن خفايا الآثار الدقيقة التي لن يميتها ما وقع لأصحابها من الفناء،
أحصاها: {مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ}. الخبير المحيط بكل شيء علماً العلي العظيم.
فلا تكتب يمينك غير شيء * * * * يسرك في القيامة أن تراه
اللهم ارحم سلفنا وإيانا وخلفنا تحت الأرض، ويوم العرض، وجميع المسلمين، وأكرمنا وإياهم جميعاً بجنة عرضها كعرض السماوات والأرض.
ووفقنا إلى العمل الذي ترضى، واجعل خير أيامنا يوم لقائك ـ راضين مرضيين ـ يا رب العالمين.
إخوتي القراء الأفاضل، ما زال القلم يجري بتعليقات حول مادة درر موضوعات كتاب: صرف العتاب عن المتمسكين بالسنة والكتاب.
وقد توقفت فيما مضى حول ما يتعلق بالشيخ الداعية الرباني ابن بون الجكني ـ رحمه الله ـ وكان ذلك قرب العطلة الصيفية المنصرمة أواخر الشهر السادس- 1430هـ إذ ارتبطت برحلة دعوية إلى أرض الوطن دولتنا ـ مالي.
ففارقت إخوتي زملائي أرباب الأقلام الخيرية، والآراء المبدعة النيرة، وكان الغياب بسبب متعلقات الرحلة ذهاب وإياباً، ولسان حالي في ورد يومي رطباً لسانه ببيت الشاعر:
لا مرحباً بغد ولا أهــلاً به إن كـــان تفريق الأحبــة في غد
ولكن أحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات أن جعل سبب مفارقي مجالس نوادي منتديات مدينتكم ـ مدينة السوق الجميلة آثار المعارف، رحلة دعوية وصلة بعض الأرحام، وملاقاة بعض أعيان المنطقة الكرام، فكان ذلك عزائي عن مفارقتكم.
كما أحمد الله ـ جل في علاه ـ أن متع عودتي بالأخبار السارة عنكم أينما كنتم، ونسأله مزيد الحامدين الشاكرين.
كما أهنئكم بملتقى الرقي، ملتقى ((كل السوك ـ آل السوق ـ أهل السوق ـ السوقيين)) الجميل الأثر النقي ـ المتشوق إلى تحقيق عقهده، على أحسن وجه وأكمله توفيقاً ممن يعز من يشاء وفضلاً من عنده، ويجعله شجرة طيبة تؤتي أكلها كل حين، يا متفضل بالهبات الوافرة يا بر يا كريم يا رب العالمين.
آمين آمين لا أرضى بواحدة ... حتى أبلغـها ألفـين آمــينا
ملتقى يبعث في نفوس أبناء المنطقة ككل أصدق معاني الأمل، فضلاً عن المنتسبين إليه أولي المعرفة والعلم والفضل، بناة المجد والدين، الذين لا يملك التاريخ نفسه لو نطق إلاّ أن يقول: إني لما أودعني سلفكم الكريم المحتد من مآثر تحف المناقب الرفيعة لكم مدين، أرباب الثقافات المتينة الباهرة، والمناقب الجليلة الجلية الظاهرة، والمدارك الدقيقة الواسعة، الرافعين لواء فنون المعارف والعلوم الإسلامية النافعة، ألم يأن لنا أن نتبه بقل القائل:
البَيْتُ لا يُبْتَنَى إلا لهُ عَمَــدٌ...ولا عِمادَ إذا لَمْ تُـرْسَ أَوْتـادُ
وإنْ تَجَمَّعَ أَوْتادٌ وأَعْمِــدَةٌ...وساكِنٌ بَلَغُوا الأَمْرَ الذي كـادُوا
إذا تَوَلَّى سَراةُ القَوْمِ أَمْرَهُـمْ...نَمَى على ذاكَ أَمْرُ القَوْمِ وازْدادُوا
حانَ الرَّحِيلُ إلى قومٍ وإنْ بَعُدُوا...فيهِمْ صَلاحٌ لِمُرْتـادٍ وإرشـادُ
فسَوْفَ أَجْعَلُ بُعْدَ الأرْضِ دُونَكُمُ ...وإنْ دَنَتْ رَحِمٌ منكُمْ ومِيلادُ

فجر الذيل إلى أخذ بقول الآخر:

فعزز مجداً بناه الســابقون لنا بالبذل والعزم والإقدام والهـمم

وقل كما قال الشاعر الثابة الثقة، وقله أنت ثقة بالله تعالى وحده ذي الفضل العظيم.
سيكتُبُ الدهرُ فليكتبْ فليس يَرَى إلا صحائفَ تشريفٍ وتمجيدِ
نَمَت خلائقُه في بيتِ مَـكْــرُمة ٍ في سُوحِهِ المجدُ فينانُ الأماليد

مختتماً بقول من قال:
فماددهم حبال الود وانهض..
فالآن آن لنا التعرج إلى أصل موضوع المقال، المتعلق بهذا الداعية الجليل الأثر الشيخ ابن بون الجكني المدني ـ رحمه الله.
هذا وقد سبق في النضرة الثانية القصيدة التي وجهها إليه صاحب كتاب: صرف العتاب.. البديعة المطلع:
وافت مجــددة هــدى المختار***سلفـــية بمــحاسن الأشعار
عربية مدنية (من) هــــو على ***أضدادها بـــــدلائل الآثار
حوكت على (ميز) الكتاب و(صرفها)***بأحاديث صـحت عن الأحـبار
فنريد أن نشفعها بقصيدة أخرى موجهة إليه من الشيخ العلامة نابغة عصره، وزينة دهره، الشيخ الداعية الرباني، والسيف اليماني، الشيخ إِغْلَسْ ـ السالم ـ بن محمد بن اليمان الإدريسي السوقي المرسي ـ شقيق صاحب كتاب: صرف العتاب عن المتمسكين بالسنة والكتاب..
منوهاً بمقام هذا العلم الشامخ، ابن بون نجل السادات العلمية وأعلام المشايخ ـ رحمهما الله:
قائلاً في قصيدة رائية متينة رائعة:
نَـــمَّ القبول بنسمة الأزهـــار****هبـــت بطيبة مهبط الأنـــوار
أرج عــلى أرج تنـــاثر طيـبه****بيــد الصــبا من أكرم الأمـصار
خطفـــته جَوّانــية فَـرَت الهوى****بمـــكهربــات أربـع كـدرار
يحــكي إذا اضغـطت أرازم عَسجُها****ولطــرف طرفـك تنــهي لمـطار
فنــشفتـها نشـقاً أحـس بـبرده****حـتى ارتـوت من نــشره إعـشار
فأصـــــغت إصغاء لـناطق حالها****والأذن خــالية مـن الأوقـــار
تمــلي أحـاديث التــهاني وثـيقةً****عــن بــشر الميـمون عن بشـار
عــن هانئ هو عن رباح وهــو عن****سعـــد فــذلك أهـنأ الأخبار
عـــن أم أيمن وهي عن مــيمـونها****أصــحاب ميـــمنة ذوي أقدار
فاطـــرب لطلعتـها عليك كما تـشا****مــن حــاكم الإيراد والإصدار
والـــبدر مَسَّ بأخمصــيك ونـافس****مـــلأ العلى لطلوعــها وفخار
هـــي نزهــــة أو تحفة بل حظوة****خصــتك من فَـيَّاض فيـض البار
تنــمو بـهـا أبدا ولا تخـشى الشـقا****وتـطا الرقـاب مـراغم الأغـيار
وكـــفى انتعاشا أن ذُكرتَ بـمحفـل****عكـفـوا بمسـجد سيـد الأبرار
واطــــمع بسـابقة العنـاية غـير أن****لا تـأمـن العقـبى على الأقـدار
واشـكر لـمن أدلاك مـغـناطـيسـه****لمـحافـل الأدبــاء والأخـيار
ولأشــكــرنــك يا بــونٍ بعد ما****شفــتاك بي نبـست بقرب الدار
ولــئن محوتَ عن الغِـسان بها الصـدى****لـرَفَـوت عـنـي بـالي الأزرار
[overline]وكــسـوتــني بردا قــشيـباً واسعاً****أحــجوه بـرد سكيـنتي ووقار[/overline]
وأتــيهُ من جــرائه مــرحــاً بـه****وأجــول بين فـــدافد وبرار
مــا ذا عــليك وكنـــت لي منـكر****شــم استحال العـرف عن أزار
اللـه أشـكـره عـلى أنــعـــامـه****اللـه أحـمـده مــدى الأعمار
كـــم واصـــف لشعـوره في شعره****فـنـبى عـن الأسمـاع والأنـظار
لــكن شــعورك هذا لي مـــحـرك****مـار وذو حـــض على الإدرار
ذكــرتــني المعتاد لـــستُ بغــافل****تحــريك قــطب رحاه بالتكرار
ســـاررت جمــع مــذكر ومــونث****وآحــاد مــوحد تارة بجهار
لكــنـه مـا انـقـاد إلا عـــنــوة****مــتجـبرا كنــافش الأبصار
كـــلــفت أعــلم بــين فلـج لامه****والـفج قد حكموا على الأقـطار
أو قــلت لي ارقم فــوق دجـلــة ولبين****فـوق الغـصون إشارة الأسـطار
أو ثـــقف المعــوج بعد جـــفــوفه****أو نـــاد صــما حالة الادبار
فـــغدا يغرد صــائــحاً أُغـــرُ ودَها****فـــوق المنابر جملة الأسـحـار
صبـــغوا بـيـبس صـــنيعهم من قبل ذا****وتــرى كثــيرا كيف بالإنكار
إلاّ بــــقـلـبي في اتـــقـــاد دائم****يـــرمي بأشـرار على أشـرار
فــــسل الأولى فروا إلـــيك بديـنهم****مــا إن عـلى مستضعف من عار
والـــشيخ سيـــد محمد نــجم الهدى****بــحــر المـكارم من سليل نزار
والـــشيــخ حمـــاد غـزالة جــيله****مـــاضي العزيمة ثالث الأقـمار
لــو لم أعــــق بعوائــق مــعدودة****لســـبقتهم ولكــنت أول سار
فــالســابق الســباق أول قـــارع****أسمــاعنا بـــزواجـر الأذكـار
أعـــني به المـــــدني عـبـد الله من****رشــحاتــه تـنـبي عن الأسرار
كــــم أثــــرت نَـبــثاته في أمة****ونـــبت عــلى أخرى كسيل هار
كــــم خـــازروه بـــأعين محمرة****وبـــأوجه قـبضت على اكفـهرار
فـــجزاه الله عــــنا خير ما جـزى****كَــــلِفاً بــحفظ شـريعة المختار
أثــنى ـ الصلاة ـ مع الســلام كليهما****لمــحـمـد في حــزبه الأطــهار

اهـ
يتبع إن شاء الله تعالى



 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ


آخر تعديل السوقي الأسدي يوم 12-22-2009 في 02:28 PM.
رد مع اقتباس