عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-13-2009, 09:44 PM
مراقب عام القسم الأدبي
السوقي الخرجي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 32
 تاريخ التسجيل : Feb 2009
 فترة الأقامة : 5559 يوم
 أخر زيارة : 06-03-2016 (12:32 AM)
 المشاركات : 780 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : السوقي الخرجي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي مصطلح التربية الاسلامية



مصطلح التربية الإسلامية:
على الرغم من شيوع هذا المصطلح في هذا العصر, واستخدامه الواسع النطاق في مجالات كثيرة ومتنوعة فإن هذا المصطلح ليس مستعملا عند الأوائل من التربويين في هذه الأمة, ولاشك أن هناك مصطلحات كانوا يستخدمونها في المجال التربوي تؤدي نفس الدور,والذي يتتبع ويقرأ في هذا الموضوع يجد أن التربوية هي اختصار لكثير من المصطلحات التي كانت مستخدمة في عبارات الأولين وتراثهم المعرفي ولم يرد هذا المصطلح لا في القرآن ولا في السنة النبوية وإن وردت ألفاظ التربية فيهما فليس المقصود بها نفس المعنى الاصطلاحي الحديث والذي ظهر في الربع الثاني من القرن العشرين كما أشار إليه محمد منير مرسي.
المعنى اللغوي : قال الجوهري في الصحاح:
ورَبَّ فلان ولده يَرُبُّهُ رَبَّاً، ورَبَّبَهُ، وتَرَبَّبَهُ، بمعنىً أي رَبَّاهُ. والمَرْبوبُ: المُرَبَّى. قال الشاعر:
من دُرَّةٍ بَيْضاءَ صافِيَةٍ ... مِمَّا تَرَبَّبَ حائرُ البَحْرِ
قال : والرِبابَةُ أيضاً: العهدُ والميثاقُ. قال الشاعر علقمة بن عبدة:
وكنتَ امرأَ أَفْضَتْ إليك رِبابَتي ... وقبلك رَبَّتْني فَضِعْتُ رُبوبُ
ومنه قيل للشعور رِبابٌ. والأرِبَّةُ: أهل الميثاق. قال أبو ذؤيب:
كانَتْ أَرِبَّتَهُمْ بَهْزٌ وغَرَّهُمُ ... عَقْدُ الجِوار وكانوا مُعْشَراً غُدُرا
وقال في القاموس : (ورَبَّ: جَمَعَ، وزادَ، ولَزِمَ، وأقام، كأَرَبَّ، والْأَمْرَ: أصْلَحَهُ، والدُّهْنَ: طَيَّبَه، كرَبَّبَه، والشَّيْءَ: مَلَكَهُ، والزِّقَّ رَبًّا، ويُضَمُّ: رَبَّاهُ بالرُّبِّ، والصَّبِيَّ: رَبَّاهُ حتى أدْرَكَ كَرَبَّبُهُ تَرْبيباً وتَرِبَّةً كتَحِلَّةٍ، وارتَبَّهُ وتَرَبَّبَهُ وربِبْتُه).
وأشيرهنا إلى أن ماكتبه الدكتور صالح أبوعراد يكفي ويشفي حيث قال:
... يعود أصل كلمة التربية في اللغة إلى الفعل ( رَبَا ) أي زاد ونما ، وهو ما يدل عليه قوله تعالى :( وترى الأرض هامدةً فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوجٍ بهيج ( ( سورة الحج : الآية 5 ) .
كما أن كلمة تربية مصدر للفعل ( ربَّى ) أي نشَّأَ و نَمَّى ، وقد ورد هذا المعنى في قوله تعالى :( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً ( ( سورة الإسراء :الآية 24).
وفي قوله عز وجل :( ألم نُربك فينا وليداً ولبثت فينا من عمرك سنين( ( سورة الشعراء : الآية 18 ) .
وهذا يعني أن كلمة التربية لا تخرج في معناها اللغوي عن دائرة النمو و الزيادة والتنشئة . وفي ذلك يقول الشاعر العربي القديم :
فمن يَكُ سائلاً عني فإني بمكةَ منزِلي وبها رَبيتُ
ولأن المعاجم اللغوية تُرجع الكلمة إلى حروفها الأصلية لإلقاء الضوء على مفهومها ؛ فإن كلمة " تربية " التي تتكون من خمسة حروف تعود في أصلها إلى حرفين أصليين هما الراء والباء ( رب ) ، ولهذين الحرفين عند اجتماعهما العديد من المعاني التي أشار إليها ( محمد خير عرقسوسي ، 1419هـ ، ص 18 - 19) بقوله :
" وهكذا نجد أن ( الراء و الباء ) يجتمعان على معنى السمو والإصلاح ، وتقوية الجوهر ، مع فروق طفيفة في تدرج هذا المعنى حيث يُستعمل للأمور المادية ( ربا يربو ) تعبيراً عن زيادةٍ ماديةٍ في جسم الأشياء ، بينما يُستعمل للإنسان والحيوان ( ربَّى يُربي ) مثل خَفَّي يُخفي ، بمعنى ترعرع في بيئة معينة ؛ ويستعمل للأمور المعنوية ( ربأ يربأ ) لتكريم النفس عن الدنايا ، ويُستعمل للرُقي بالجوهر : ربَّ يَرُبُ على وزن مدَّ يمُدُّ ، حتى نصل إلى ( الرَّب ) وهو خالق كل شيءٍ وراعيه ومصلحه ؛ فهو التربية الكاملة ".
وانطلاقاً من ذلك فقد كانت تعريفات سلفنا الصالح للتربية متقاربةً ومتشابهةً إلى حدٍ ما لأنها اعتمدت في ذلك على المعنى اللغوي للكلمة ؛ فقد عرَّفها ( ناصر الدين البيضاوي ، د . ت ، ص 3 ) بقوله :
" الرب في الأصل مصدر بمعنى التربية .وهي تبليغ الشيء إلى كماله شيئاً فشيئاً ".
و يُعرَّفها الشيخ الرئيس ابن سينا ؛ كما أورد ذلك ( مقداد يالجن ، 1406هـ ، ص 22 ) بقوله :
"التربية هي العادة ، وأعني بالعادة فعل الشيء الواحد مراراً كثيرةً ، وزماناً طويلاً في أوقاتٍ مُتقاربة " . كما أنه أورد تعريفاً آخر يرى فيه أن التربية " إبلاغ الذات إلى كمالها الذي خُلقت له " .
في حين يُعرِّفها ( الراغب الأصفهاني ، 1412هـ ، ص 336 ) بقوله:
" الرب في الأصل التربيَةُ ، وهو إنشاءُ الشيءِ حالاً فحالاً إلى حَدِّ التمام ، يُقالُ رَبَّهُ ، ورَبَّاهُ ، و رَبَّبَهُ . وقيل : ( لأنْ يَرُبَّنِي رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَرُبَّنِي رَجُلٌ مِنْ هَوَازِنَ ). ..ولا يُقالُ الرَّبُّ مُطْلَقاً إلا لله تعالى .. وبالإضافة يُقالُ له ولغَيْرِهِ ".
المعنى الاصطلاحي لمفهوم التربية الإسلامية.
هناك دراسات وكتب أشبعت هذا الموضوع دراسة وتحليلا لجميع مفرداته ومفاهيمه, وعرفته تعريفا يزيل اللبس وذكرا لدكتور صالح أبوعراد في كتابه التربية الإسلامية المصطلح والمفهوم عدة تعاريف لعدة علماء ومفكرين عرفوها قائلا:
1-" إعداد المسلم إعداداً كاملاً من جميع النواحي في جميع مراحل نموه للحياة الدنيا والآخرة في ضوء المبادئ والقيم وطرق التربية التي جاء بها الإسلام ".
2- النظام التربوي القائم على الإسلام بمعناه الشامل ".
3-النظام التربوي والتعليمي الذي يستهدف إيجاد إنسان القرآن والسُنة أخلاقاً وسلوكاً مهما كانت حرفته أو مهنته "
الفرق بين المفهوم والتعريف:
قال أبو عراد مانصه:
(لا شك في أن هناك فرقاً بين المفهوم والتعريف ؛ فالمفهوم كما جاء في ( المعجم الوجيز ، 1400هـ ، ص 483 ) : " مجموع الصفات والخصائص الموضحة لمعنى كلِّي " . أما التعريف فيُقصد به كما أشار إلى ذلك ( المعجم الوجيز ، 1400هـ ، ص 415 ) : " تحديد الشيء بذكر خواصه المُميزة " . ومعنى هذا أن المفهوم يكون شاملاً ، وواسعاً ، ومعتمداً على ما يتم استيعابه عن طريق العقل . أما التعريف فهو توصيفٌ لشيءٍ مُحدد ودقيق ومتفق عليه إلى حدٍ ما).
انطلاقا مما تقدم مفهوم التربية الإسلامية فهناك اختلافٌ بين المهتمين بالقضايا التربوية حول مفهوم التربية حيث تتعدد الآراء ووجهات النظر في هذا الشأن ؛ نظراً لتعدد الأطراف المُشاركة في العملية التربوية ، واختلاف الزوايا التي يُنظر من خلالها لهذه العملية ؛ إضافةً إلى اختلاف الاتجاهات ، والآراء ، والثقافات ، والفلسفات ، واختلاف ظروف الزمان ، والمكان ، والجوانب التي يتم معالجتها ، ونحو ذلك من العوامل الأخرى ويمكن اخصاره في الآتي:
1-أنه منهج مقررات المواد الإسلامية في المدارس .
2) أنه تاريخ التعليم ، أو تاريخ المؤسسات التعليمية ، أو تاريخ أعلام الفكر التربوي والتعليمي في العالم الإسلامي .
3)- أنه تعليم العلوم الإسلامية .
4)- أنه نظام تربوي مستقل ؛ ومنبثق من التوجيهات والتعاليم الإسلامية الأصيلة ، ويختلف عن النظم التربوية الأخرى شرقيةً كانت أو غربية ".

( منقول





آخر تعديل السوقي الخرجي يوم 05-03-2009 في 10:36 PM.
رد مع اقتباس