عرض مشاركة واحدة
قديم 01-23-2013, 08:40 AM   #29
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: نشر رياحين العهد المبرم على حسن مناقب مآثر القبيلة السوقية ـ كل بُرَمْ.



رحلاته العلمية ـ رحمه الله تعالى:
إنها رحلة جميلة رحلة في طلب العلم الشرعي:
فسبحان من جعل للكل شيء سببا...
هذا وإن صاحب الترجمة الشيخ العلامة عمر بن مسلم...
كان قبل رحلته تلك من شباب السوقيين الذين يظن فيهم كثير من العامة بل والخاصة في أفقهم أنهم من أهل العلم، لاشتهارهم بذلك وضربهم في ذلك أروع الأمثلة، خاصة بين أهل تلك العصور، ومن قبلهم، وما زال الأمل مشرقا حتى الآن فيهم ـ ولله الحمد على تلك المنن العظام...
وعلى كل حال فإن المترجم له: خرج من حيه في سفر فنزل على حي من قبائل: إنَسْلمنْ ـ قبيلة: كَلْ كايْقَو ـ اسم منطقة ضواحي: بانْزِينا جهة ولاية: تنبكتو المدينة التاريخية الشهيرة.
وصاحب الترجمة الشيخ عمر ـ رحمه الله تعالى ـ كان وقتئذ شابا، لم يركن إلى طلب العلم الركون الكافي لدى القبائل السوقية العلمية، وإنما هو طويلب علم صغير نجل العلماء الفطاحلة الأفذاذ ـ آل سوق العلم الكبير، الذين يظن فيهم خاصة بين جماهير سكان صحراء الطوارق أنهم علماء كباراً وصغاراً، كما شهد لهم بذلك الخاصة، وعلى ذلك بلغ عامة المجتمع الظن الحسن في تمكنهم في العلوم الشرعية ما منه إشارة هذه القصة، وهي:
أن الرجل الذي نزل عنده هذا الشاب السوقي ـ صاحب الترجمة ـ رفع إليه رسالة ابن أبي زيد القيرواني، ليتلقى مضيفه منه درساً فيها.
فأخذها هذا الشباب السوقي الذي يظن فيه مضيفه أنه إمام في العلوم الشرعية، فلما نظر المترجم له في الرسالة المشار إليها، غاب عنه وعيه بسبب شدة الحياء الناشئة من عدم قدرته وقتئذ بتدريس مضيفه درسا ينم عن تمكن علمي محكم، كما هو المعهود من سلفه آل مجوهرات سوق العلم الغني.
فما لدى هذا الشاب إلاّ أن جنح إلى السلم بغرر من الاعتذارات، إذ قال لمضيفه الطالب الكريم أنظرني حتى أعود إليك عوداً حميدا بتدريسك هذه الرسالة على الوجه الذي يرضيك عني ـ بإذن الله ـ فقبل منه مضيفه وعده، ثم ودعه بإكرام.
فلما رجع الشاب السوقي عمر من سفره إلى بيت والده الشيخ العلامة مسلم، وهو من أهل العلم الذين درسوا في قبيلة تنغاكل أيضا...
كان أمر هذا الشاب أن أخذ رأساً من بقرهم وباعه، واشترى ملابس الزينة الفاخرة، التي يتزيى به الرجل السيد من ساداة صحراء الطوارق، ثم أنشأ رحلته العلمية إلى مجمع بحور العلمية قبيلة تنغاكل...
فلما احتضنته قبيلة تنغاكل، كضيف كريم، وكان من سنن السوقيين لا سيما تنغاكل في باب كرم الضيافة خاصة للضيف العلمي، أن تتودد له بالسؤال عن حاجة مروره الكريم بهم...
وذلك بعد ما يتبين من حاله ذلك، فيجد ذلك الضيف مدخلا كريماً له لبيان حاجته، خاصة إن كان أتى لأجل طلب العلم..
الذين منهم المترجم له، الذي لما تحقق له وصول قبيلة تنغاكل، واستقبل بضيافة كريمة، المعززة بسؤالهم عن أسباب حط رحله في ساحاتهم، فقال لهم: قصدتكم لأجل طلب العلم عندكم.
فقيل له: حدد من تقصده من علماء هذه القبيلة ـ تنغاكل ـ فقال لهم: الشيخ أحمدُ بن مقا...
فلما سمع بذلك الشيخ العلامة العلم أحمد بن مقا التنغاكلي ـ حفظه الله ـ قال له: تعال إذن إليّ.
وكان من سنن علماء السوقيين، خاصة قبيلة تنغاكل المتعلقة بمن يقصد العلم عندهم، أن يأمروه بالتقشف بلسان المقال، حتى أصبح عرفا جميلا وأدبا راقيا لدى طلاب العلم معمولا به جيلا جيلا إلى عهد قريب ـ حسب ما أدركناه من واقع الحال...
الذي من شواهد أصوله ما قام المترجم له من امتثال توجهات شيخه الجليلة الأدب التي أصولها راجعة إلى التزي بزي التواضع الذي أولى من يتزى به أهل العلم الذي منهم طلابه...
وعلى كل حال فإن صاحب الترجمة قام باستبدال ملابس الزينة بملابس متواضعة تليق بطالب العلم، الذي يريد أن يجتهد في طلب العلم، فيكون بذلك له مبدء من مبادئ الشروع في طلب العلم الجاد، وعلامة من علامة الجد والاجتهاد الذي لا نهاية لحده، حتى يصل المجتهد من طلاب العلم فيهم مرحة التفنن في العلوم ـ حسب إستمراره في دراسة مقررات المتون من: النحو، والتصريف، والفقه، والأصول، والمعاني، واللغة..
كما حصل للمترجم له، الذي لزم شيخه أحمد بن مقا ـ إلى أن بلغ غاية عالية من الغايات في العلوم الإسلامية، ما بوأه مبوأ صدق في فنون العلم، إذ أصبح منهلاً من مناهل طلاب العلم النجباء...
كما مر شيء من براهين ذلك في مسرد طلابه...


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 01-27-2013 الساعة 11:38 AM

رد مع اقتباس