الموضوع: فصول من حياتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-15-2012, 11:45 AM   #67
مراقب عام القسم الأدبي


الصورة الرمزية السوقي الخرجي
السوقي الخرجي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 32
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 06-03-2016 (12:32 AM)
 المشاركات : 780 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: فصول من حياتي



عقدة الكمال حيث أننا أمة مغرمة بحب الكمال ، والتشدق به ، وتكلفه ، والتلبس بزيه أحيانا ولا ينجو من ذلك الداعية ولاالمدعو ولا المناوئ.
فالناقدون للدعاة يرون فيهم قدرا من الكمال وبالتالي فكل ما يصدر منهم فلابد أن يكون كاملا وإلا فالويل لهم من التجهيل والنعت بعدم الحكمة, والتشبع بمالم يعطوا وأنهم طلاب دنيا وأصحاب مشاريع وغير ذلك .
وكذلك فإن هذه النظرة الكمالية وجدت عند كثير من الشباب ونتج عنها عدم مراجعة طرحنا الدعوي وإصلاح الخلل إن كان فيه وحصل هناك خلل في فكرنا بين قدسية وكمال ما ندعو إليه وبين طينية وآدمية ما نمارسه من أعمال وأفعال ولم يتم النظر إلى فرضية نقص يعتري أوعيب يكتنف وصرنا نركن في عملنا إلى التقليد الذي نعيناه على غيرنا وتحولت بل استحالت ممارساتنا الدعوية تعاني من استنساخ مستمر!!..
وصار بعضنا يسير وهو لايدري في نفس الخط البياني الذي رسمه اعداء أهل السنة من أهل الاعتزال الذين حاولوا فرض عقائدهم على الناس بالقوة, وتحول فهم الشيخ أو رأيه في النص عند هؤلاء إلى الوجه الوحيد الممكن لفهم النصوص, حتى صُور عند البعض أن أقوال شيوخهم هي الصورة المثلى لعطاء الاسلام ومعالجته للأحداث والمشكلات.
والطامة الكبرى أن بعضا ممن ينتسب إلى العلم من هؤلاء المقلدة لايرضون أن يشاركهم غيرهم صفاء التوجه ونقاء العقيدة خاصة إذا كانت أصوله غير (نجدية) فقد قال الشيخ الريس بالحرف الواحد أنه يحمده الله على توصله إلى نتيجة لاتقبل الشك في رده على الشيح الحسن الددو وهي أن من كان (صوفيا) في الأصل والمنشإ يبقى على صوفيته وبدعته وإن تظاهر بمظهر أهل السنة, ولا أدري لماذ تنفق الأموال وتسير قوافل الدعاة, وتبث منح الدراسة في أنحاء المعمورة, وما الفائدة وراء هذا كله إذا كان الأمل مفقودا في أن يتحول هؤلاء الطلاب إلى سنيين وسلفيين.
وأشد من هذا كله من انشغل عن عيوبه بعيوب الناس وادعى جورا وزورا أنه يخدم العقيدة والدين , فأنفق وقته في تصنيف الناس وأعجبني قول العلامة بكر أبو في وصفه البليغ لهؤلاء:
( وإذا علمت فُشُوَّ ظاهرة التصنيف الغلابة ,وإن إطفاءها واجب , فاعلم أن المحترفين لها سلكوا لتنفيذها طرقا منها :
* أنك ترى الجراح القصاب , كلما مر على ملأ من الدعاة اختار منهم ((ذبيحا)) فرماه بقذيفة من هذه الألقاب المرة,تمرق من فمه مروق السهم من الرمية,ثم يرميه في الطريق, ويقول: أميطوا الأذى عن الطريق,فإن ذلك من شعب الأيمان؟؟؟
* وترى دأبه التربص,والترصد:عين للترقب وأذن للتجسس,كل هذا للتحريش,وإشعال نار الفتن بالصالحين وغيرهم .
* وترى هذا ((الرمز البغيض)) مهموما بمحاصرة الدعاة بسلسلة طويل ذرعها,رديء متنها, تجر أثقالا من الألقاب المنفرة, والتهم الفاجرة ,ليسلكهم في قطار أهل الأهواء، وضلال أهل القبلة, وجعلهم وقود بلبلة , وحطب اضطراب وبالجملة فهذا (( القطيع )) هم أسوأ (( غزاة الأعراض
بالأمراض )) والعض بالباطل في غوارب العباد , والتفكه بها , فهم مقرنون بأصفاد : الغل , والبغضاء , والحسد , والغيبة , والنميمة , والكذب , والبهت , والإفك , والهمز , واللمز , جميعها في نفاذ واحد .
إنهم بحق : (( رمز الإرادة السيئة )) يرتعون فيها بشهوة جامحة .
نعوذ بالله من حالهم , لا رعوا).
ومن حبنا للكمال والتفاني في سبيل الوصول إليه أننا نخبويون لانعرف التعامل إلا مع النخب والدليل على ذلك أننا توجهنا مباشرة إلى دعوة العلماء وطلبة العلم ومحاسبتهم على أخطائهم العقدية والسلوكية وكان نقد التصوف والصوفية هو الحاضر الذي لايغيب وقد جرت محاولات جادة لضغط المراحل الدعوية واختصار مسافاتها من خلال هؤلاء المشايخ الذين نظن أننا نستطيع إقناعهم بما جئنا به وبالتالي فلا حاجة في تجشم المعاناة التي لاقاها الأنبياء في سبيل إيصال رسالتهم إلى الناس كل الناس وإلى الأرض كل الأرض وغضضنا الطرف عن دعوة العامة والدهماء ولم نستطع خلال هذه السنوات العشر إيجاد منابر ثابتة في القبائل المجاورة لنا مما أدى إلى دوران دعوتنا في أطر ضيقة وعاشت في قوقعة صلبة ظاهرها لايسمح بمرور من ليس من السوقيين وباطنها يصفي وينتقي ولا يتعامل إلا مع النخب من السوقيين فقط وكأن عقدة حب الكمال قدرنا الذي يلاحقنا أنا اتجهنا.
وأخشى ماأخشاه أن تتخذ بعض العراقل التي تمر بها الدعوة عندنا أوأخطاء من أخطأ فيها ذريعة للتملص من واجب الدعوة علينا فيصدق علينا قول القائل:
ألقى الصحيفة كي يخفف رحله والزاد حتى نعله ألقاها
فلا ينبغي أن نعطي الفرصة بان يصرع الحق الذي ندعو إليه من قبلنا, فللباطل جولة , وللحق جولات, كيف لا يكون ذلك ونحن نعلم أن الحق وجود, والباطل عدم, فالداعية ينبغي أن يكون مثل الطبيب, الذي لايمنعه صراخ المريض أو سبه من إنجاز مهمته.
2- عقدة المال, حيث أن بعض الدعاة يرى أن كل شيء من أمر الدعوة لابد أن يكون بالمال وفي اعتقادي الذي لا ألزم به أحدا أن هذا أخطر شيء تواجهه الدعوة في مجتمعنا حيث أننا ربطنا أنشطتنا وأعمالنا بالمال وهذا ليس جيدا أ ن يتعود عليه المجتمع وهو مساعدة لهم بلون آخر من الممارسة التي كانت سائدة عندهم, ولاتنمى فيهم مواهب العطاء في مجالات الدعوة ولنضرب مثالا بإفطار الصائم وغيره من أعمال الخير فلا يوجد مجتمع في نظري إلا ويستطيع أن يكتفي ذاتيا في مثل هذه الأعمال إذا وجه ودرب على ذلك.


 
 توقيع : السوقي الخرجي

غــدا أحلـــــــى .. لاياس ... لاحزن.. لا قنوط من رحمة الله.نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الخرجي ; 07-25-2012 الساعة 04:07 PM

رد مع اقتباس