بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على من نبي بعده
وبعد:
فمن الدرر التي عثرنا عليها خلال هذه (النفاضة) قصيدة للشيخ الداعية والداعية الشيخ والشاعر الكبير عبد الله بن المحمود الأدرعي السوقي يبتهل فيها إلى ربه ويشكو إليه ما أصاب الناس من الجدب والقحط وضيق الحال ونفوق الكثير من الحيوانات في صحراء (مالي ) وقد ظهرت في مقدمة القصيدة عاطفته العقدية الصادقة وبها نختم النفاضة الشعرية وجعلناها مسك الختام وسوف نبدأ بعد العيد إن شاء الله بالنفاضة النثرية وهاهي القصيدة:
يا من له التدبير في الأكوان = يا فرد ذا الملكوت والسلطان
يا حي يا قيوم يا رب العطا = يا دائم الإفضال والإحســــان
يا راحما للعالمين وكاشفا = لشدائد الآباد والأزمــــــــان
ولك اليمين ولا شبيه لربنا = سحاء ليل نهــــــار بالفيضان
أنت الذي نجيت نوحا بعدما = غرقت نواحي الأرض بالطوفان
ولقد مننت على الخليل برحمة = أنجته من متأجج النيــــــــــران
ولقد مننت على الكليم بمأمن = إذ فر من فرعون ذي الطغيان
ونجا المسيح من اليهود وكيدهم = وجعلتهم في خزية وهــــوان
ولقد مننت على الحبيب بعصمة = من شر ما يأتي به الثقـــــلان
أزكى الصلاة مع السلام عليهم = ما يمم الحجاج للأركـــــــــان
إن العباد وأنت أكرم ناظر = هلكت مواشيهم من العصيان
وتماوئت أنعامهم وتنكرت = أحلامهم بتضور الصبيــــــان
ضاقت بنا ارض بمارحبت من ال=ـجدب المخوف وكثرة الموتان
فرج على أبناء آدم عاجلا = يا ربنا وافرج على الحيـــوان
واصفح عن العصيان صفحا شاملا =واسمح لنا بالعفو والغفران
والطف بنا والمسلمين جميعهم = وامنن علينا رب بالرضوان
وارحم عبيدك في نزول شدائد = عمت فمالهم بهن يـــــــدان
يارب لا ندعو سواك وإنما = ندعوك في سر وفي إعلان
الله كاف عبده كاف لمن = قد كان ذا عقل وذا إيقـــان
إن الدعاء هو العبادة نص من = قد جاء بالآيات والبرهــان
يا واحدا في ذاته وصفاته = وفعاله ربا علي الشــــــان
الحي أنت فكيف ندعو ميتا = في غيبة من مطلب وبيان
أنت القريب فكيف ندعو نائيا = لا يستجيب لصارخ بلسان
أنت القدير فكيف ندعو عاجزا = ما إن له فك الأسير العاني
ومحمد يدعوك وحدك مخلصا = ومحمد داع إلى الرحمـــن
تبا لمن ترك الحقيقة حائدا = عن منهج البعوث من عدنان
إن الذي يدعو سواك وقولـه = هذا مجاز باء بالخســــران
ذاك المجاز إلى الضلال مجيزه = من غير ما علم ولا برهان
يا منتهى الشكوى إليك لياذنا = وعليك ربي إغاثة اللهفان
يا من يغيث ويكشف الكربات يا = منشي السحاب بهامع هتان
أغث البلاد مع العباد بوابل = متألق متتابع اللمعــــــــان
بأجش هام طبقت إرجائه إل = ـغبراء من قاص لأدنى دان
فجرت به أنهارها واغدودنت = أشجارها بتهدل الأفنـــــان
وزهت به أزهارها وترنمت = أطيارها بذوائب الأغصان
والزهر مزدوج بأبهج منظر = من أبيض يقق لأحمر قان
أو اسود يرنو لاصفر فاقع = متناثرا كالدر والمرجــان
ثم الصلاة مع السلام على الذي = وجبت إطاعته على الأكوان