منتديات مدينة السوق - عرض مشاركة واحدة

09-17-2009, 01:13 AM

ومن غرر ما عثرنا عليه من خلال هذه (النفاضة) هذه القصيدة الرائعة التي لم نعرف قائلها بعدُ شأنها في ذلك هوشأن الكثير من تراث هؤلاء الأجداد الذي اختاروا لأنفسهم عدم الظهور في كل شيء حتى في كتابة أسمائهم في كتاباتهم وقصائدهم الأمر الذي يجعل مهمتنا كباحثين ومحللين لهذا المنجم من تراثهم من الصعوبة بمكان ولكن بلا شك تخاطب من سماهم الشاعر(قضاة) وهي في كل الأحوال قصيدة اصلاحية بامتياز وتحمل رسائل تربية من العيار الثقيل إلى من وجهت إليهم ولم يخف الشاعرانزعاجه من عدم اهتمام الشباب بالتعلم وتحدثت القصيدة بعاطفة جياشة عن الأمور الآتية:
1- دور أسلاف السوقيين وخاصة من عناهم الشاعر بالاهتمام بالعلم والتعليم والإفتاء والهدف في ذلك استيحاء تاريخ القوم ليكون ذلك تمهيدا بين يدي الرسائل الإصلاحية التي يريد إيصالها من خلال القصيدة.
2- الدعوة إلى أخذ العلم من أفواه كبار العلماء قبل ذهابهم مما يدل على حرص القوم على تهييئ الصفوف الخلفية في وقت مبكر وهكذا يكون العالم وإلا فلا.
3- الحديث عن فضل العلم والعلماء.
4- أن السوقيين لاينبغي أن يفتخروا بشيء سوى العلم كيف لا إذ به حازوا المقامات العلا.
5- قضية مهمة وهي ضرورة أن يصونوا محيا العلم ولا يخدشوا وجهه بأطماع الدنيا ومزالق الهوى .
6- دعوة من لايجد من يعلمه إلى التغرب في طلب العلم وبذل الوسع في الانخراط في سلك طلاب العلم اينما وجدوا.

وأنا لاأستطيع من خلال القصيدة أن أعطي حكما ولا أن أحدد الجهة التي وجهت إليها هذه القصيدة ومعلوم أنها كانت في مكتبة محمد بن الهادي وهي

:

********>doPoem(0)***********

بنفسي قوم أسسوا شهر ناجر= فناء لإفتاء وإقراء تاجر

قضاة وحكام أساتذ سادة = وكلهم أخاير من أخايـر
ومشكاة مصباح فلا ثل عرشهم = ولا فال رأي بالشغا والتدابر
فإنكم أولي العرى وأولي النهى = إليكم جماهير الأمور الأكابر
وإنكم إن عد أهل سخاوة = فأنتم إذاً يُبدى بكم بالخناصر
وإنكم إن دق فهم غريبـــة = فأنتم لها أهل وذا بالتواتـــر
وإنكم لكم مكارم عــــــد ة = عن احصائها قد كل كل العشائر
وإنكم مأوى الهداية والتقى = وأنتم لإصلاح الورى لاالتنافر
ألا شمروا عن ساق جد وصمموا = ولا تتركو لقول زيد وعامــر
فلا زلتم رعاة علم رواتــه = بصفتكم وقت الضحى والهواجر
أصابت بقُر ليت من لم يكن هنا = أتاها فيحظى بالحظوظ الفواخر
ألا إن هذا البيت من كان معرضا = عليه يكن في الجهل مثل الأباعر
ولم أر مثله خباسة واجــــــد = مريد يريد الدهر ما في الدفاتر
عليكم بأخذ العلم قبل وفاة من = يلُم لأحياء الرسوم الدواثر
جزاه إله العرش إذ سن صفة = يبن علما مثل أبلق جاشــــــر
ولازال علمه وكوكب مجده = مضيئا وعاليا على كل ضائر
أفاطم قولي للذي رام شأوه = فسلم له أمرا وبعض التشاجر
وقولي له أو قعت نفسك في سلا = بعيروفي إحدىالدواهي الكبائر
ومن دون ذا خرط القتاد براحة = ومن دونه وطأ الثرىا بحافر
ومن دونه رأب الزجاج إذاانفئى = وكون الخريع كالقريع المخاطر
حرام وحجر كون عبد كسيد = وأن كان مثل ضيغم أم عامر
حرام وحجر كون من كان مخلدا = لأرض ونجم قد أضاء لناظر
وهل يستوي بحر وحسي وذوهدى = وضل وذوعقل كأحمق سادر
له القدم العليا إذا جاء مشكل = ونازلة تسبي عقول المحابر
جواد على المستمطرين غمامة = وما وعده بخُلب غير ما طر
ومرسى سفينة المسائل إن أتت = فيفصلها بفيصل غير جائر
ومافخردهرا من إلى السوق ينتمي = سوى العلم لاالأجمال لاوالأباقر
كما ظنه من ليس بالعلم يعتني = من اكهى وقعدد وهيك وفاجر
إذا العلم صانه أولوا العلم صانهم = بصون حدود العلم لابالتكابر
وما العلم إلا ما يكف عن الهوى = ويجلب تقوى الله تحت الضمائر
فليس بنافع إذا كان للمرا = وجلب الدنا مع الرياء كما قُـر أ
وخالوا ادعاء العلم إذ لم تكن لكم = شهود وإن كانوا فأهل تهاتر
وولوا وجوهكم إلى الصفة التي = بها تكتب الفنونَ كل المحابر
لعلكم أن ترزقوا من علومهم = حظوظا تقيكم شغزبات المناظر
وتستعرضوا بحر الجهالة والعمى = فإن العلوم جيرِ خير القناطر
وتنخرطوا في سلك من قد تأهلوا= بإدلاء إدليهم ببير المحاضــر
وإلا تكونوا هكذا فعلومكــــــم = كمثل حلي علقت بالخنازر
ألم تعلمواأن التمرأ بالفرى = وسوء المراء ضائر أي ضائر
وإن امرء لم يقف آثار من مضى = بعلم وتقوى الله ليس بفاخر
أدام وصب الله سحب عطائه = عليكم وكنتموا من أهل البصائر
وبعد صلاة الله ثم سلامه = صلاة بلا حد على ذي المئار

وصلى عليه الله ما هبت الصبا = وما كانت الآيات أزجر زاجر

********>doPoem(0)***********