الموضوع: نفاضة الجراب.
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-16-2009, 06:31 PM
مراقب عام القسم الأدبي
السوقي الخرجي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 32
 تاريخ التسجيل : Feb 2009
 فترة الأقامة : 5556 يوم
 أخر زيارة : 06-03-2016 (12:32 AM)
 المشاركات : 780 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : السوقي الخرجي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي نفاضة الجراب.



الحمدلله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد بن عبد الله.
وبعد:
فإنني ما عدت أعتب على الشاعر الذي صب جام غضبه على ساعات الفراق, وأصدر صك إعدام عليه , ولم يجد ما يشبهه به إلا ذلك الكبش الثمين, الذي لايستحق غير السكين حين قال:
إن يوم الفراق أنحل جسميأنحل الله جسم يوم الفراق
لووجدت الفراق كبشا ثمينا لأذقت الفراق طعم الفراق
كل ما تجهله من ألم يوم الفراق تسطيع أن تعرفه من خلال اسمه, فهو فراق وبعد ونأي واغتراب..إلخ, وكل هذا القاموس لايبشر المنعمين بنعمة التلاقي والتواصل بخير, ومن بعض مرارات الفراق ماواجهني أثناء سفرتي هذه إلى (مالي) حين اعترضني ولدي البالغ من العمر سبع سنوات فقال لي في براءة لاحت على محياه أبي متى تعود فقلت بعد شهر إن شاء الله فلم يقتنع بذلك وكرعلي بالسوال مرة أخرى ولكنه هذه المرة تغيرت نبرات صوته, وبدأت العبرة تخنقه فقلت له سأعود قريبا وأتصل بكم كل يوم ولكنه ابى إلا الاصرار على السؤال نفسه, ولم أبخل عنه أنا بوابل من الوعود التي لم تجد نفعا في إقناعه وأنا في تلك الحالة وإذا بسيارة الأخ الذي اتفقت معه ليوصلني إلى محطة نقل الركاب من الرياض إلى مكة المكرمة, فانقطع تحت ضجيج دوي منبهها حوار الدموع , ومرارات الفراق , فركبت معه وانطلقنا نمتشط ناصية الطريق السريع بين الرياض والخرج, ووصلنا بعد مضي اقل من ساعة إلى محطة النقل ومضي لحال سبيله , وذهبت مسرعا إلى محل قطع تذكرة السفر إلى مكة فإذا بموعد الرحلة بعد ساعتين تقريبا , فقلت يا إلهي ما ذا أفعل في كل هذا الوقت.
ففكرت في حيلة تكون خلاصا لي من مشقة الانتظار فوليت وجهي شطر مواقف سيارات الأجرة فما راعني إلا دوي أصوات رجال ذات اليمين وذات الشمال, والكل ينادي إلى وجهته.
فهذا ينادي بليلي, وذاك بحائل, وآخر بوادي الدواسر, ولم أخف استغرابي من خفوت صوت المنادي بمكة وأنا على تلك الحالة فإذا بذلك الرجل الكهل الذي يندب كل من هب ودب في تلك الساحة إلى الذهاب معه إلى مكة أو الطائف, فتوقفت عنده وقلت له كم بقي لك من الركاب, فقال بك ابدأ فقلت له لابأس إذا اكتمل العدد فأنا جاهز أنتظرك تحت هاته الشجرة والتي وجدت عندها مجموعة من سائقي التكاسي, ومن الركاب على اختلاف أعمارهم وأجناسهم.
وهذا شيء تميزت به المملكة عن بقية دول العالم حيث يمكنك أن تتعرف فيها على كل الجنسيات ففيها عرفنا الهنود, والباكستان والبنغال,ولولا وجودنا في السعودية ماعرفنا الارتريين وغيرهم.
فجعل كل واحد منا يحاول التعرف على الآخر فقلت سوف يبدؤون بي لامحالة بسبب زيي وحال ثيابي الإفريقية الفضفاضة والملونة, ولثامي الطارقي المميز فجهزت نفسي واعددت لكل سؤال جوابه لأنني لاأشك أن السؤال يوجه إلي قبل غيري, ولكن مدير الجلسة لم يبدأ بي كما كنت أتوقع, فسأل الحضور واحدا تلو الآخر حتى وصلتني نوبتي فذكرت اسمي وبلدي, فما أثار لساني ولاثوبي استغرابهم وإنما استغرابهم من كوني غير سوادني فقط فأراد مدير الجلسة أن يلطف الجو معي فقال مازحا وساخرا أنت محظوظ تسافر ومعك (كفنك) –يعني بذلك العمامة- ثم أردف قائلا: عندي رأي فقلت هات قال: تذهب معي إلى وادي الدواسر, وبعدها تبحث عن سيارة تؤديك إلى مكة وقد وجدت من مزاحه اللطيف وظله الخفيف ما جعلني أنسى موعد الرحلة وكادت تفوتني.
وللحديث صلة.



 توقيع : السوقي الخرجي

غــدا أحلـــــــى .. لاياس ... لاحزن.. لا قنوط من رحمة الله.نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


آخر تعديل السوقي الخرجي يوم 08-16-2009 في 06:50 PM.
رد مع اقتباس