الموضوع: تفصيص العقيق...
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-16-2011, 11:46 AM   #45
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: تفصيص العقيق...



مواقيت: تفصيص العقيق ببعض ما أجابني الشيخ العلامة العتيق
فكان مما أفاد به عمنا الشيخ العتيق ـ حفظه الله:
أن خصص العلماء مجلساً خاصاً للفصل بين الشيخ العلامة النقالة: محمد بن الولي ـ رحمه الله.
وبين الشيخ العلامة الحافظ: حالمن ـ رحمه الله.
إذ كان من شئنهما أنه:
ما قرأ النقالة شيئاً من منقولاته إلاّ وأكمل الحافظ النقل من حفظه.
وما قرأ الحافظ شيئاً من مخزون حفظه، إلاّ وقد وجد من منقولات النقالة.
فلما شهد من حضر من العلماء مجلس القضاء بينهما، وعاين من عجائب منقبة كل واحد منهما ما عاين من استحقاقهما منقبتيهما العزيزتين.
مما جعل يعسر على كل واحد منهما غلبة صاحبه فيما ادعي له ـ رحمهما الله تعالى.
عندها توصل علماء التحكيم بينهما حد أن يرتفع المجلس دون الفصل بينهما فصلاً قادراً على التوصل إلى معرفة المغلوب من الغالب.
وذلك لاستوائهما ـ رحمهما الله رحمة واسعة ـ في استحقاق كل واحد منهما ما ادعي له في معرض التحدي.
قلت: والقائل أبو العباس يحيى السوقي، من باب التعليق اليسير.
فائدتان:
الفائدة الأولى تحريرية:
وذلك أن منقبة النابغة في الحفظ المتقن العجيب، الشيخ العلامة الحافظ: حالمن ـ رحمه الله.
ومنقبة أعجوبة دهره في سرعة كتابة المنقولات، الشيخ العلامة النقالة: محمد بن الولي ـ رحمه الله.
وصلا في استحقاق منقبتيهما حداً عظيماً، مقولاً فيه:
قد بلغا في المجد غايتاها
غاية من بلغ أن يصل في حفظ العلم حفظ ما يقف عليه منه، كنسخة ثانية لمن قال:
علمي معي حيث كنت أحمله***بطني وعاء له لا بطن صندوق
ويصل الناقل حد نقل ما يقف عليه من العلم، كنسخة من طراز من قيل في شرف فضله: وقد حضر بمجلس إسماعيل الصفار، فجلس ينسخ جزءً كان معه، وإسماعيل يملي.
كما تقدم منقولاً في موضوعه.
هذا أمر، وأمر آخر: أن النابغتين السوقيين قد تصل بأحدهما منقبته العزيزة الجليلة.
أن يصل الحافظ منهما في قوة سرعة الحفظ حد حفظ ما يسمعه في حينه، أو يقع عليه بصره في حينه، كنسخة أخرى أيضاً من طراز من قيل في جلالة قدرته الحفظية، أنه: كان إذا قرأ كتاباً يضع يده على الصفحة اليسرى فيغطيها لئلا يسبق نظره إليها فيحفظها.
وأن النابغة النقالة قد تصل به منقبته العزيزة الجليلة، أن يصل في سرعة النقل حد من قيل في شرف سمو مقامه النقلي: فهمي للإملاء غير فهمك.
كما تقدم في موضوعه.
الفائدة الثانية: الفائدة التفضيلية:
وذلك أن منهج السوقيين القدامى، وما زال النهج إلى عهد قريب.
وذلك أن النهج التاريخي الجليل، هو اعتناء آل سوق العلم الكبير، بالعلم اعتناء يصل بهم، إلى التفنن الغريب، والتبحر العجيب، ما يجعلهم يتحاكمون فيما بينهم بباب أفعل التفضيل، بين الرجل وأخيه في العلم، بل وبين الرجل وأبيه، فضلاً عن غيرهما.
وسيتضح ذلك بهذه النماذج السوقية الأفضلية الرائعة، المنقولة من كتاب: فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور:
** الشيخ حم بن أحمد بن الشيخ السوقي ـ رحمهم الله تعالى.
كان ـ رحمه الله ـ متفننا في العلوم العقلية والنقلية...
وكانت ((السوقيون)) تفضله على أخيه محمد بن أحمد في العلوم.
فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور، ص94
** محمد أحمد بن أحمد بن الشيخ السوقي ـ رحمهم الله تعالى.
كان ـ رحمه الله ـ عالماً محققاً متفنناً موصوفاً بجودة القريحة والنجابة...
وقال عنه محمد لال الجلادي: سمعت بعض أشياخي يحكي عنه أنه كبر ولم يحفظ القرآن، فحفظه في ظهر السفر، في تفسير ذي الجلالين، لا في نص مستقل.
وقال أيضاً: وسألنا عنه شيخنا محمد أحمد بن أبي بكر، وكنا نتعجب من نجابته وجودة قريحته، فقلنا له: أين أنت منه؟ فأقر له بالفضل وأثنى عليه.
فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور، ص139
** سيدي محمد الأمين بن الطالب سيدي أحمد بن البشير بن محمد السوقي نسباً، الجبيهي داراً ووطناً ـ رحمهم الله تعالى.
كان ـ رحمه الله ـ إماماً يقتدى به...
عالماً علامة كلامياً محدثاً نحوياً إعراباً وتصريفاً...
متقناً للقراءات السبع...
سأل بعض الكبراء والده من معاصريه: أيهما أعلم؟ أعني صاحب الترجمة ووالده، فقال: لا أبلغ كعبي محمد الأمين.
فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور، ص149
**الطالب سيدي أحمد بن البشير بن محمد بن محمد بن موسى الكلسوكي ـ رحمه الله تعالى.
وكان لا تراه إلاّ يقرأ أو يقرئ...
وكثيراً ما يسرد للعوام المواعظ، ويعظ كل واحد، ويسرد لهم:
الترغيب والترهيب، وكتاب السمرقندي، والعلوم الفاخرة في أمور الآخرة، وشرح الصدور في أحوال الموتى والقبور، وتنبيه المغترين...
قال ابنه محمد الأمين، وذكر لي من أثق به أنه سمع من سيدي محمد الطاهر بن سيدي علي، أنه قال له: ما رأيت مثل شيخي سيدي أحمد الكلسوكي.
فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور، ص 54-55
هذا نذر يسير من مقامات العلمية السوقية النموذجية الأفضلية.
تلك المكارم لا قعبان من لبن *** شيبا بماء فصارا بعد أبوالا
فأين الثرى من الثريا: يا بنة مالك * * إن كنت جاهلة بما لم تعلمي


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 04-16-2011 الساعة 12:32 PM

رد مع اقتباس