عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-2012, 09:29 AM   #8
مراقب عام القسم التاريخي


السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الدرر اليواقيت من مناقب ومآثر قبيلة: كل تجايت



حصن حصون الحمى بدحض شبه المجيزين التوسل الممنوع بحديث الأعمى
زين الفقيه حديث يستضـــــيء به***عنــــد اللجــــــاج وإلاّ كان في الظلم
إنه بالفعل بيت حكمة بالغة، لأن الذين ضلوا عن الهدى من العلماء غالب أمرهم بعدهم عن السنة المطهرة، من معرفة صحيحها من سقيمها.
فكمن تائب منهم كالغزالي والرازي، إلا وقبل موته شديد الاعتناء بصحيح السنة، من صحيح الباخري وغيره...
ثم الصحيح من قال بفقهه من السلف الصالح سواءً في أصول الدين، أو فروعه.
على أي فهم خطر ببال غيرهم، إن كان صحيحا فإنه مسبوق إليه من قبل السلف الصالح، كما وجد مستنده مدونا من قبلهم أيضا، فيكون ذلك الفهم هو فقه ذلك النص.
فإن قال السلف بما فهمه هو منه، فذلك فقه، وإن ترك السلف مقتضى فهمه فذلك فقهه.
فتركهم ذلك الفهم من السلف، فذلك عين فقه لأنه محل إجماع بينهم، ومعلوم أن خلاف المبتدعة لما أجمع عليه السلف الصالح فعلا، أو قولا، أو تركا، فلا يعتد بخلاف المبتدعة في ذلك، كما هو مقرر في كتب السلف الصالح.
هذا أمر، وأمر آخر: أن السلف هم الذين اعتنوا بتدوين السنة المطهرة، مبينين الصحيح منها من الضعيف....
بل بلغ اعتناء ببعضهم أن قال ما وقفت على علة حديث واحد إلاّ بعد أكثر من عشرين سنة، كما أثر عن الإمام يحيى ابن معين، وغير ذلك مما وقع له، هو وأضرابه ـ رحمهم الله تعالى.
بخلاف المبتدعة وأهل الأهواء من الصوفية وغيرهم، الذين بلغ ببعضهم قلة الإيمان أن يضع أحاديث مفتريات لنصرة مذهبه، كما تقدم مثال سوء في ذلك في حق الوضاع السلمي الصوفي...
أي الفريقين أهدى سبيلا؟؟؟؟
من يخلق ما يقول، فيقول به، أو يفعل به، أو من بلغ به التقوى أن يصل في التحري ما سبق...
الذي عنه يقول الإمام السيوطي، في حق معرفة علة حديث واحد من الأحاديث:
والوجه في إدراكها جمع الطـــــــرق***وسبر أحوال الرواة والفــــــــرق
فمن هنا يعود بنا الحديث، إلى حقيقة توسل الأعمى بعد سوق متن الحديث:
عن عثمان بن حنيف أن رجلا ضريرا أتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال ادع الله لي أن يعافيني، فقال: إن شئتَ دعوتًُ، وإن شئتَ صبرت، فهو خير لك.
فقال: فادعه.
قال: فأمره النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يتوضأ وضوءه، فيصلي ركعتين، ويدعو بهذا الدعاء:
اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي، اللهم فشفعه فيّ.
فعاد وقد أبصر.
رواه الإمام أحمد بسند صحيح.
ورواه ابن خزيمة بسند صحيح.
وصححه الألباني في صحيحي سنن الترمذي وابن ماجه.
وهذا الحديث ارتأيت الاقتصار على هذه الخلاصة، ممن رواه والحكم عليه من كتاب: التوسل المشروع والممنوع..
الذي هو عمدتي في عجالة هذا البحث.
والكلام في فقهه واضح أنه توسل بدعاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما هو فهم الصحابي الأعمى نفسه في مطلع سؤاله من نبي الرحمة ـ صلى الله عليه وسلم ـ المسند إلى الدعاء أن يرد الله إليه بصره.
وهذا الفهم الصحيح، وهو طلب الدعاء من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حياته وفي حضرته، هو فهم جميع الصحابة من غير استثناء، لعدم ورود شيء عنهم خلافه على وجه صحيح مسلم.
وذلك الفهم هو فهم من رواه وغيرهم من علماء السلف، فمن أين يستدرك مستدرك عليهم فهما يخالف ذلك إلا من أعمى الله بصيرته فساء سبيلا ـ نعوذ بالله من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع....
فما أجل وأحسن قول العلامة ـ علامة العراق الألوسي ـ رحمه الله:
وأما ما ذكرتم من أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أشرف الوسائل، فهي: كلمة حق يراد بها الباطل.
كقولهم: إنه ذو الجاه العريض، والمقام المنيع.
ونحن ـ أي: أهل السنة والجماعة ـ أولى بهذا المقام منكم، لاتباعنا لأقوله وأفعاله.
واقتدائنا به ـ صلى الله عليه وسلم ـ في جميع أحواله، مقتفين لآثاره، واقفين عند أخباره.
فهو ـ صلى الله عليه وسلم ـ نبينا وهادينا إلى سبل السلام، ومنقذنا برسالته من مهاوي أولئك الجفاة الطغام.
فلا نعمل إلا بأمره، ونتلقى ذلك بالسمع والطاعة في حلوه ومره.
وقد أوجب علينا سبحانه علينا أن نتبع سبيل المؤمنين، ونهانا عن الغلو في الدين، وهذا طريق سلفنا الصالح، والاعتقاد الراجح...
فليس لنا وسيلة إلى الله تعالى إلاّ طاعة رسوله، والأعمال الصالحة، والدعاء المبني على أصول الذل والافتقار، وهو مخ العبادة.
جلاء العينين في محاكمة الأحمدين.
إنه كلام متين، بأسلوب واضح مبين، فمن يقل بالتوسل الممنوع بين شرار سيئات، منها:
الأولى: أنه عنده مصادر إسلامية صحيحة ليست عند السلف الصالح، وهذا لا يتصور من مسلم عاقل، إلاّ ممن كان على شاكلة القائلين: حدثني قلبي عن ربي من ضلال الصوفية، وهو زعم في غاية السفالة في أنواع الضلال...
ثانية السيئتين: أن يكون جاهلا أو في حكم الجهل ممن إذا ابتلي بشيء قال به، أو فعله تابعا لهواه فضله عن سواء السبيل ـ نعوذ بالله من ذلك.
ثالثة أثافي السيئات: وقوع اتهامه لا محالة لحملة الدين من الصحابة بقصور الفهم، والمحبة والتعظيم، ومعرفة جلالة القدر للمصطفى ـ عليه الصلاة والسلام ـ في حياته وبعد مماته.
وهكذا قل فيمن نقله عنهم نقلا صحيحا من التابعين لهم بإحسان، وتابعيهم.....
فكان المجيز هو ومن على شاكلته أهدى سبيلا من ذلك السلف الصالح؟؟؟
على قول ابن مسعود الصحابي على سلفهم الضال: إنكم لعلى ملة أهدى من ملة محمد أو مفتحوا باب ضلالة...
أو كما قال في ضلال أهل ذلك المجلس الذكر البمتدع...
أو ليس الصحابة فرادى وجماعة وكذلك بقية السلف الصالح ابتلي الجميع بضروب من الكرب والشدائد العظام، فلم يصح وقوع شيء من هذا التوسل الممنوع!!!!!
وإلا من أين له جواز التوسل الممنوع؟؟؟؟
من إمامه في ذلك؟؟؟؟ من أئمة إمامه؟؟؟؟
إلى منتهى هاوية ذلك الضلال المبين!!!!!
نقل الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ قول ابن تيمية ـ رحمه الله:
لم يكن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بل ولا أحد من الأنبياء قبله، شرعوا للناس أن يدعوا الملائكة والأنبياء والصالحين، ويستشفعوا بهم، لا بعد مماتهم، ولا في مغيبهم، فلا يقول أحد: يا ملائكة الله اشفعوا لي عند الله...
وكذلك لا يقول لمن مات من الأنبياء والصالحين: يا نبي الله، يا رسول الله ادع الله لي...
فهذا مما علم بالاضطرار من دين الاسلام، وبالنقل المتواتر، وبإجماع المسلمين أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يشرع هذا لأمته، وكذلك الأنبياء قبله، لم يشرعوا شيئا من ذلك.
بل أهل كتاب ليس عندهم عن الأنبياء نقل بذلك، كما أن المسلمين ليس عندهم عن نبيهم نقل بذلك، ولا فعل هذا أحد من أصحاب نبيهم، والتابعين لهم بإحسان، ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين، لا الأئمة الأربعة، ولا غيرهم.
كتاب: التوسل أنواعه وأحكامه.



 
 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 02-11-2012 الساعة 07:40 PM

رد مع اقتباس