عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2012, 09:22 AM   #7
مراقب عام القسم التاريخي


السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الدرر اليواقيت من مناقب ومآثر قبيلة: كل تجايت



ضعف الحيلة لدى المجيزين التوسل الممنوع بآية: وابتغوا إليه الوسيلة.
العلم قال الله قال رســـــــــــوله***قال الصحابة هم أولو العــــــــرفان
قلت: هذا البيت من أجل أبيات الحكمة، لأن الإسلام دين مبني على الكتاب والسنة، وما أثر عن الصحابة على ضوئه.
فكل شيء إذا لم يوجد في الكتاب والسنة ولم يرو عن الصحابة خاصة في أصول الدين عقيدة وتوحيدا، وجب الوقوف على الحد الذي وقف عنده الصحابة، إن قالوا قال به من بعدهم، وإن فعلوا فعل، وإن تركوا ترك، هذا هدي السلف الصالح.
لأن الصحابة نقلا، كما مرت الإشارة إلى ذلك، في شأن فضل هديهم، وعقلا لأنهم الذين نقلوا الهدى على الفهم الصحيح السليم، فمن زاد فقد أربى ربا الجاهلية في الضلالات...
التي من ضلالات تلك الجاهلية، ما ذهب إليه المبتدعة من الصوفية ومن نحا نحوهم خاصة في باب جواز التوسل الممنوع، مشبثين بشبه نزعوها من الكتاب والسنة، ومنها قوله تعالى:
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة.
وما في معناها، وهي من أوهى الشبه نقلا وعقلا.
أما النقل فلعدم وروده نصا صريحا صحيحا، ولم يرد أيضا ذلك المفهوم الخاطئ عن السلف الصالح، خاصة الرعيل الأول الصحابة ـ رضوان الله عليه.
ولم يفهمه بقية السلف خاصة المفسرين، الذين منهم الإمام الطبري ـ رحمه الله تعالى ـ الذي فسر الوسيلة في الآية، بقوله: واطلبوا القربة إليه بالعمل بما يرضيه...
وعن قتادة: تقربوا إليه بطاعته، والعمل بما يرضيه...
وقال المفسر العلامة الألوسي البغدادي: الوسيلة.
فعيلة بمعنى ما يتوسل به، ويتقرب إلى الله عز وجل ـ من فعل الطاعات، وترك المعاصي...
واستدل بعض الناس بهذه الآية على مشروعية الاستغاثة بالصالحين، وجعلهم وسيلة بين الله تعالى وبين العباد...
وكل ذلك بعيد عن الحق بمراحل، وتحقيق الكلام في هذا المقام: أن الاستغاثة بمخلوق، وجعله وسيلة بمعنى طلب الدعاء منه، لا شك في جوازه، إن كان المطلوب منه حيا...
وإن كان المطلوب ميتا أو غائبا، فلا يستريب عالم أنه غير جائز، وأنه من البدع التي لم يفعلها أحد من السلف.
كتاب: روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني.
قال الشيخ العلامة محمد جمال الدين القاسمي في تفسير: الوسيلة.
أي: القربى، كذا فسره ابن عباس، ومجاهد، والحسن، وزيد، وعطاء، والثوري، وغير واحد...
قال ابن كثير: وهذا الذي قاله هؤلاء الأئمة لا خلاف بين المفسرين فيه.
كتاب: محاسن التأويل...
قال الإمام الشنقيطي: اعلم أنم جمهور العلماء على أن المراد بالوسيلة هنا القربة إلى الله تعالى بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، على وفق ما جاء به محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بإخلاص في ذلك لله تعالى، ونيل ما عنده من خير الدنيا والآخرة.
وأصل الوسيلة الطريق التي تقرب إلى الشيء، وتوصل إليه، وهي العمل الصالح بإجماع العلماء، لأنه لا وسيلة إلى الله تعالى إلاّ باتباع رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلى هذا فالآيات المبينة للمراد من الوسيلة كثيرة جدا...
فالمعنى: وابتغوا إليه الوسيلة.
واطلبوا حاجتكم من الله، لأنه هو الذي يقدر على إعطائها...
وبهذا التحقيق تعلم أن ما يزعمه كثير من ملاحدة أتباع الجهال المدعين للتصوف، من أن المراد بالوسيلة في الآية الشيخ الذي يكون بينه وبين ربه، أنه تخبط في الجهل والعمى وضلال مبين، وتلاعب بكتاب الله تعالى....
فيجب على كل مكلف أن يعلم أن الطريق الموصلة إلى رضى الله وجنته ورحمته، هي: اتباع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن حاد عن ذلك فقد ضل سواء السبيل: ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوء يجزى به.
أضواء البيان.


 
 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس