عرض مشاركة واحدة
قديم 02-06-2012, 08:39 AM   #6
مراقب عام القسم التاريخي


السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الدرر اليواقيت من مناقب ومآثر قبيلة: كل تجايت



وجوب الفرار من جراثيم إحداث ليوث الغابة إلى الركن الشديد المنيع الكهف هدي الصحابة.
وهل أفســـــــد الدين إلا المــــــــــلوك***وأحــــــبــار ســــوء ورهبـــــــــانها
وهذا البيت أيضاً من أبيات الحكمة، المشتملة على خطر علماء السوء والبدع والأهواء.
فإذا كانت زلة العالم لا تبقي ولا تذر، فما البال بالعلماء المبتدعين الدعاة بأفعالهم وأقوالهم إلى البدع في الأصول والفروع ـ أعاذ الله الأمة من شر حيهم وميتهم ـ الشر المستطيل في مشارق الأرض ومغاربها، على كل جيل ـ إن ربي لسميع الدعاء.
وكل من له أدنى نظر في العلم والمعرفة، يعلم أن تلك البدع لا تقع من العامة، لأنه ليس أهلا أن يقتدي بهم فضلا آحادهم مثله، فضلاً أن يكون أسوة لأهل العلم، بل أهل البدع المأثورة بدعهم كلهم ممن ينتسب إلى العلم من المعتزلة والأشعرية والصوفية...
وإن كان الصوفية لها نصيب الأسد في البدع المحدثات في الدين، سواء في الأصول كبعد التوسلات والاستغاثات بغير الله ـ جل في علاه.
أو في الفروع وما أكثرها وما أكثر ما وضعوا لها من الأحاديث الموضوعة، منها على سبيل المثال: صلاة الرغائب ـ
التي من روائع العلماء التمبعين على نهج السلف الصالح ما أورده ابن دقيق العيد في شرح العمدة: أن بعض المالكية مر على قوم في إحدى ليالي الرغائب، وهم يصلونها، وقوم آخرون عاكفون على محرم، فحسن حالة حال هؤلاء على أولئك، لأن هؤلاء عالمون بارتكاب المعصية، وترجى لهم التوبة، وأولئك يعتقدون أنهم في طاعة، فلا يتوبون.
وهي صلاة موضوعة بالاتفاق كما قال الفيروز آبادي في المختصر...
وغيره من العلماء...
التي قال عنها الغزالي بعد ذكرها في إحياء علوم دينه.
فهي صلاة مستحبة وإنما أوردناها في هذا القسم، لأنها تتكرر بتكرار السنين، وإن كانت رتبها دون رتبة التراويح، وصلاة العيدين...
والصلاة وضعها الوضاع علي بن عبد الله بن جهضم الصوفي، وركب لها في إسنادها إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ رواة من المجاهل....
قال ابن الجوزي في المنتظم ترجمته بعد ذكر أسمائه: أبو الحسن صاحب: بهجة الأسرار.
وكان شيخ الصوفية، توفي بمكة، وقد ذكروا أنه كان كذابا....
هذا غيض من فيض في جهود الصوفية النكراء في تضليل المجتمعات الإسلامية في كل صغيرة وكبيرة عن طريق آثار علمائهم علماء سوء البدع: فبئس ما يفترون.
قال ابن الجوزي وجاء أبو عبد الرحمن السلمي ـ الصوفي ـ:
وجمع لهم حقائق التفسير، فذكر عنهم فيه العجب في تفسيرهم القرآن بما يقع لهم، من غير إسناد ذلك إلى أصل من أصول العلم، وإنما حملوه على مذاهبهم، والعجب من ورعهم في الطعام، وانبساطهم في القرآن.
وقال الخطيب: وكان يضع للصوفية الأحاديث.
صدق الإمام الطرطوشي المالكي ـ رحمه الله رحمة واسعة: الجواب: ـ يرحمك الله ـ مذهب الصوفية بطالة، وجهالة، وضلالة...
حقا ما قاله، ومن لم يقل بذلك فهو أحد الرجلين السابقين، وإن تفاوتوا في ضروب الضلالة، وشظايا شهب بدعها في المشرق والمغرب في القديم والحديث...
ولسنا في صدد تفصيل القول فيها، وإنما أوردناها هنا كمثال من أمثلة خطر ليوث البعد الضواري على افتراس الداني والقاصي من اللاجئين إلى هذه الشريعة السمحة ـ أعاذ الله الأمة من شرورهم عصرا عصرا ـ حيهم الضال المضل بتلك البدع الخبيثة بها الحياة، وميتهم الخبيث سموم البدع بعد الممات.
ولنا بإذن الله حياة مع بيان بعض خطر التصوف، وبيان دور بدع أهلها الخبيث في الإسلام، والتعرج إلى ما يراه البعض من حسنات الصوفية وعرض نقلا وعقلا لتبرز في نظر ناظر الإعجاب بها على نحو من لا ينطق عن الهوى: صدقك وهو كذوب.
القائل: تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم...
إلاّ من تاب منها كما أثر عن الغزالي، ومن في معناه، فإن توبته شيء، وما تركه من سوء البدع المضلة شيء آخر إلى اليوم، وما شاء الله من الأزمنة...
وما الدين إلا الكتاب والسنة وما عليه السلف الصالح، كما
قال الإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله تعالى ـ في كتاب السنة:
والدين إنما هو كتاب الله ـ عز وجل ـ، وآثار وسنن وروايات صحاح عن الثقات بالأخبار الصحيحة القوية، يصدق بعضها بعضا، حتى ينتهي إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وأصحابه ـ رضوان الله عليهم، والتابعين وتابعي التابعين، ومن بعدهم من الأئمة المعروفين، المقتدى بهم، والمتمسكين بالكتاب والسنة، والمتعلقين بالآثار، لا يعرفون ببدعة، ولا يطعن فيهم بكذب.
فالآن في هذه المسألة مع بعض النقول من كتاب: التوسل الممنوع والمشروع.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين)).
قال ابن كثير رحمه الله: أي: من سلك غير طريق الشريعة التي جاء بها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فصار في شق، والشرع في شق، وذلك عن عمد منه بعد ما ظهر له الحق، وتبين له، واتضح له..
(( نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا))
قائلا أي: ابن كثير ـ رحمه الله ـ: أي: إذا سلك هذا الطريق جازيناه على ذلك بأن نحسنها في صدره، ونزينها له استدراجا له، وجعل النار مصيره في الآخرة، لأن من خرج عن الهدى لم يكن له طريق إلاّ إلى النار يوم القيامة.
وقال تعالى: ((واتبع سبيل من أناب إليّ)).
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: وكل من الصحابة منيب إلى الله، فيجب اتباع سبيله، وأقواله، واعتقاده، من أكبر سبيله.
والدليل على أنهم منيبون إلى الله تعالى، أن الله تعالى قد هداهم، وقد قال: ((واتبع سبيل من أناب إليّ)).
قلت: فمن يريد النجاة حقاً فليستمسك بالكتاب والسنة وما عليه السلف الصالح، من الصحابة ومن تبعهم بإحسان.
وليبعد وليجتنب سبل البدع والأهواء من الصوفية وغيرهم، ثم ليعلم القارئ الكريم أن تفنن الصوفية في وضع البدع كلما تذوقت الإحداث وضعت له أسانيد منكرة، مكذبة باطلة، أمر معروف في تاريخهم القديم، وأما في الحديث، فهم أشد مما قيل في قول القائل:
وينشأ ناشئ الفــــــــــتيان فينا***على ما كـــــــــــــــــــــــــــــان عوده أبوه
فما بالكم بخطر الصوفية في جانب انتزاع مشرعية بدعها على وجه الأدلة من الكتاب والسنة، على تأويلات باطلة بعيدة كل البعد عن الهدى، التي منها: بدعة التوسل بجاه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فضلا عن غيره من أوليائهم الذين تجاوزوا الأئمة الاثني عشر الشيعية، بأضعاف في العدد والضلالات ـ نعوذ بالله من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع....
الذين ما من ولي منهم ممن اشتهر أمر خبره عندهم إلاّ وصرفوا له ما لا يصرف إلا لله تعالى، وتفننوا في تفخيم الألقاب لهم مما تسوله وأملاه عليهم الشيطان، كالولي الفلاني: غوث الإنس والجان.
إن إبليس لا يرضى لهم إلاّ التدرج في أن يفعلوا ويقولوا بمقتضى حقائق معاني تلك الألقاب المفتعلة المحدثة العظيمة الإثم، مقام لم يحصل لملك مقرب ولا نبي مرسل، لأنه حق لله الواحد القهار...
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا.
هذا مما فاقت به الصوفية المعتزلة والجهمية والقدرية والأشعرية، وغيرهم من أهل أصول البدع المنكرة إلا أن كثيرا من الصوفية شاركهم في تلك البدع، ليجمع بين ذلك منهم الجامع بين الشرين الأشعري الصوفي.......
ثم تفردت الصوفية بالطامة العظام، فتنافست مع الراضفة في أئمتهم: أولياء الشيطان.
فما أشد سوء وبعدا وضلالا من الذين: يحسبون أنهم يحسنون صنعا.

الذين من أمثلة ذلك ما أورده ابن دقيق العيد في شرح العمدة المتقدم ذكره:
أن بعض المالكية مر على قوم في إحدى ليالي الرغائب، وهم يصلونها، وقوم آخرون عاكفون على محرم، فحسن حالة حال هؤلاء على أولئك، لأن هؤلاء عالمون بارتكاب المعصية، وترجى لهم التوبة، وأولئك يعتقدون أنهم في طاعة، فلا يتوبون.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (سواء عليهم أدعوتموهم أم أنتم صامتون).


 
 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 02-07-2012 الساعة 09:40 AM

رد مع اقتباس