عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-2012, 11:01 AM   #5
مراقب عام القسم التاريخي


السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الدرر اليواقيت من مناقب ومآثر قبيلة: كل تجايت



تحذير الساري ليوث الغابة باتقاء سبلهم واتباع سَنن سًُنن الصحابة.
الناس نبت وأرباب العـــــلوم معا***روض وأهل الحـــــــديث الماء والزهر
قلت: هذا البيت من أصدق أبيات الحكمة، لأن أهل العلم المعتنين بالحديث أعلم بالهدي من غيرهم، لأن السنة لا يتوصل إليها إلاّ عن طريق حديث من أحاديثها.
فكل حديث صحيح أو حسن من السنة، كما أن كل شعبة من شعب الإيمان من الإيمان.
فكان من أعلم الناس بالهدى على الإطلاق بعد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ صحابته ـ رضوان الله عليهم.
فهم الذين تلقوا الوحيين ـ الكتاب والسنة ـ من نبي الهدى والرحمة المصطفى المختار.
وهم الذين نقلوهما نقلا عظيما في غاية آمانات النقل:
· الكتاب ـ القرآن الكريم بالقراءات.
· السنة المطهرة في ألفاظ غاية في التحري في نقلها بضبط الروايات.
ثم هم ـ الصحابة من أجل الناس تمسكا بها من غيرهم، حتى قال حبر الأمة ابن عباس قوله المشهور المأثور: أخشى عليكم أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتقولون قال أبو بكر وعمر.
رضي الله عن أبي بكر وعمر وابن عباس وعن بقية الصاحبة الكرام.
والكلام في هذا يقال في شدة تمسك الصحابة بالهدى المتين، والنور المبين، بقول من قال: كمستبضع تمرا إلى أرض خيبرا.
كيف والصحابة أثنى الله ـ جل في علاه ـ عليهم جملة وتفصيلا في غير ما آية منها، قوله تعالى:
((والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم)).
وقوله تعالى: ((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)).
وغير ذلك من نصوص الكتاب التي أكثر من أن تحصى عموما، وخصوصا في مثل هذه العجالة، التي يراد بها إلفات الانتباه إلى التمسك بما هم عليه من الهدى، كما
تعالى: ((واتبع سبيل من أناب إليّ)).
إذ هم أشد المنيبين صدقا وحقا إلى ربهم ـ عز وجل ـ بعد الأنبياء ـ عليهم وعلى صحابة النبي السلام.
المثنى عليهم في القرآن الكريم، كما تظاهرت نصوص السنة على الثناء عليهم جملة وتفصيلا، من ذلك:
قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ((خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)) رواه البخاري في صحيحه ـ كتاب: فضائل الصحابة.
ومسلم في صحيحه ـ كتاب: فضل الصحابة ثم الذين يلونهم.
((فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)).
رواه أبو داود في سننه ـ باب: لزوم السنة.
والحديث صححه الألباني ـ رحمه الله.
((تفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلها في النار إلاّ ملة واحدة.
قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي)).
رواه الترمذي في سننه ـ باب: افتراق هذه الأمة.
والحديث صححه الألباني ـ رحمه الله.
قلت: هذا غيض من فيض، مما ورد في السنة من الثناء عليهم، وكذلك ما ورد في الآثار من الثناء عليهم جملة وتفصيلا ما لا يحصى منه:
قول عبد الله بن مسعود الصحابي الجليل ـ رضي الله عنه: ((من كان مستنا فليستن بمن قد مات أولئك أصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانوا خير هذه الأمة، وأبرها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونقل دينه، فتشبهوا بأخلاقهم، وطرائقهم، فهم على كانوا على الهدي المستقيم)).
رواه البغوي في شرح السنة.
قال إبراهيم النخعي ـ رحمه الله ـ: ((لو أن أصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ مسحوا على ظفر، لما غسلته التماس الفضل في اتباعهم)).
أورده ابن بطة في كتاب الإبانة.
وقال الإمام الأوزاعي ـ رحمه الله ـ: ((العلم ما جاء عن أصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فما كان غير ذلك، فليس بعلم)).
رواه ابن عبد البر في جامع بيان فضل العلم وأهله.
وكان الإمام مالك ـ رحمه الله ـ كان كثيراً ما ينشد:
وخير أمور الدين ما كان سنة***وشر الأمور المحدثات البدائع
ذكره الإمام الشاطبي في كتاب: الاعتصام.
قال الإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ: أصول السنة عندنا: التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والاقتداء به، وترك البدع)).
رواه الإمام اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الصحابة والتابعين.
فلذا شيء لم يرد مشروعيته: من النوع الممنوع:
((( من التوسل لم يرد في كتاب الله ـ عز وجل...
ولا في سنة نبيه الأمين ـ صلى الله عليه وسلم...
ولم يرد أيضاً في فعل أصحابه ـ رضي الله عنهم ـ الذين نقلوا لنا كل أقوال وأحوال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم.
ولا رواه علماء الحديث الذين عرفوا سنته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونقلوا أخباره وآثاره بكل دقة)).
كما حرر في كتاب: أنواع التوسل المشروع والممنوع.
وغيره إلاّ أنه أقرب ديوان مذكور اعتمدنا النقل منه في مسائل هذه العجالة ـ تقبل الله منا ومنه.
قلت: فإذا كان الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ لم يترك مثقال ذرة في كل مشروع إلا وسبقوا من بعده إلى فعله، في أروع أمثلة...
فبأي طريق وصل أهل بدع التوسل إلى مشرعيتها، إن كان من طريق الكتاب والسنة، فلم يرد فيه ذلك نصا، ولم يأثر أيضا من طريق فهم الصحابة، ومن اقتفى أثرهم...
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ((فبأي حديث بعده يؤمنون))


 
 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 02-04-2012 الساعة 11:56 AM

رد مع اقتباس