عرض مشاركة واحدة
قديم 01-28-2012, 08:58 AM   #2
مراقب عام القسم التاريخي


السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الدرر اليواقيت من مناقب ومآثر قبيلة: كل تجايت



ذيل الذيل:

وخير أمور الدين ما كــــــان سنة***وشر الأمور المــــــحدثات البدائع
قلت: ومما أثر عن الإمام مالك كثرة ذكر هذا البيت، كيف لا، وهذا البيت اشتمل على حكمة بالغة، وهي أن الدين شرع من الله شرعه ليتبع، وكفى في وجوب أمر الاتباع قول الله ـ جل في علاه ـ لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ((فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك لعلى هدى مستقيم)).
وهذا أمر تظاهرت فيه نصوص الكتاب، كهذه الآية الكريمة، كما تظاهرت فيه نصوص السنة، كالحديث الصحيح، وما في معناه مما صح: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد.
فالآن مع بعض أقوال العلماء نثرا ونظما في ذم التصوف جملة، لا تفصيلا.
ولعلي أجد مجالا في التعرج إلى التفصيل، ليتضح لمن لم يطلع على ضلال الصوفية، ليعلم أنهم يجتمعون في الضلال، ويتفاوتن في دركات ضلالات الضلال ، على حقيقة قول من قال: بعض أشر أهو من بعض.
لا أن في الصوفية ما يمدح على من ثبت نقلا أنه منها فيما هو من خصائص خزي مذهبم، فيكون ممن له ضلالات، من الاستغاثة بغير الله، والتوسل به، والذبح والنذر لغيره، وغير ذلك مما بلغ ببعضهم درجة المنكرات الكبار العظائم، كما سيأتي بعض الأمثلة لذلك في هذه العجالة ـ بإذن الله تعالى:
· قال الشاعر أبو النجيب الجزري المتوفى سنة 401هـ
أيا جيل التصوف شرّ جــــــــــــــيل***لقد جــــئتم بأمر مستــــــــــــــــحيل
· أورد ابن كثير ـ رحمه الله ـ مشيرا إلى جرح الإمام أحمد ـ ابن حنبل ـ في الحارث ـ المحاسبي الصوفي.
قائلا ـ ابن كثير: إنما كره ذلك الإمام أحمد، لأن في كلامهم من التقشف، وشدة السلوك، التي لم يرد بها الشرع، والتدقيق، والمحاسبة الدقيقة البليغة، ما لم يأت بها أمر.
ولهذا لما وقف أبو زرعة الرازي على كتاب الحارث ـ المحاسبي الصوفي ـ المسمى بـ: الرعاية.
قال للرجل الذي جاء بالكتاب عليك بما كان عليه مالك، والثوري، والأوزاعي، والليث ـ وهو ابن سعد ـ ودع عنك هذا، فإنه بدعة.
كتاب: البداية والنهاية.
· أورد الإمام الذهبي ـ رحمه الله تعالى ـ أنه نقل عن القاضي عياض ـ رحمه الله ـ قوله: والشيخ أبو حامد ـ الغزالي ـ ذو الأنباء الشنيعة، والتصانيف العظيمة، غلا في طريق: التصوف.
ونصر مذهبهم، وصار داعية في ذلك، وألف فيه تواليفه المشهورة، وأخذ عليه في مواضع، وساءت به ظنون الأمة ـ والله أعلم بسره ـ ونفذ أمر السلطان عندنا بالمغرب، وفتوى الفقهاء بإحراقها، والبعد عنها، وامتثل أمر ذلك.
كتاب: سير أعلام النبلاء.
وأورد ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ قوله: وأراد المازري ـ المالكي ـ أن يحرق كتابه ـ أي الغزالي ـ الإحياء.
وكذلك غيره من المغاربة، قالوا: هذا كتاب إحياء علوم دينه.
وأما ديننا فإحياء علومه: كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم.
كتاب: البداية والنهاية.
أورد الإمام القرطبي في تفسيره: سئل الإمام أبو بكر الطرطوشي ـ رحمه الله ـ ما يقول سيدنا الفقيه في مذهب الصوفية؟
وأعلم ـ حرس الله مدته ـ أنه اجتمع جماعة من رجال، فيكثرون من ذكر الله تعالى، وذكر محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم إنهم يوقعون بالقضيب على شيء من الأديم، ويقوم بعضهم يرقص ويتواجد حتى يقع مغشيا عليه، ويحضرون شيئا يأكلونه.
هل الحضور معهم جائز أم لا؟ أفتونا مأجورين، وهذا القول الذي يذكرونه:
يا شيخ كف عن الذنوب***قبل التفرق والزلل
واعمل لنفسك صالحا***ما دام ينفعك العمل
أما الشباب فقد مضى***ومشيب رأسك قد نزل
وفي مثل هذا ونحوه.
الجواب: ـ يرحمك الله ـ مذهب الصوفية بطالة، وجهالة، وضلالة، وما الإسلام إلا كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم.
وأما الرقص والتواجد فأول من أحدثه أصحاب السامري، لما اتخذ لهم عجلا جسدا له خوار، فقاموا يرقصون حواليه ويتواجدون.
فهو دين الكفار، وعباد العجل.
وأما القضيب فأول من اتخذه الزنادقة، ليشغلوا به المسلمين عن كتاب الله تعالى.
وإنما كان يجلس النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع أصحابه، كأنما على رءوسهم الطير من الوقار.
فينبغي من السلطان ونوابه أن يمنعهم من الحضور في المساجد، وغيرها، ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر، أن يحضر معهم، ولا يعينهم على باطلهم.
هذا مذهب مالك، وأبي حنيفة، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وغيرهم من أئمة المسلمين ـ وبالله التوفيق.
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ـ سورة طه.
· وقال ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ : وما زال إبليس يخطبهم بفنون البدع، حتى جعلوا لأنفسهم سننا.
وجاء أبو عبد الرحمن السلمي، فصنف لهم كتاب السنن، وجمع لهم حقائق التفسير، فذكر عنهم فيه العجب في تفسيرهم القرآن بما يقع لهم، من غير إسناد ذلك إلى أصل من أصول العلم، وإنما حملوه على مذاهبهم، والعجب من ورعهم في الطعام، وانبساطهم في القرآن.
كتاب: التلبيس...
وقال الإمام ابن الصلاح: صنف أبو عبد الرحمن السلمي، حقائق التفسير، فإن كان قد اعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر.
كتاب: فتاوى ابن الصلاح.
وقال الخطيب: وكان يضع للصوفية الأحاديث.
تاريخ بغداد.
ونقل الإمام الذهبي من أقواله قوله: من قال لأستاذه لم؟ لا يفلح أبدا.
كتاب السير...
قال محمد بن عبد الرحمن الغماري المغربي: هذه الكلمة التي قالها هذا الرجل، أصبحت قاعدة مقدسة عند الصوفية، وهي عندهم بمنزلة الوحي.
واستغلها مشايخهم في ارتكاب كل ما يريدون من قول وفعل.
فإن كان قولاً أولوه، وقال: الشيخ يقصد كذا، ويقصد كذا.
وإن كان فعلاً كذلك، حتى أصبحوا يعدون فعل الفاحشة من الكرامات.
وقد سمعت أنا شخصيا من بعضهم، حتى لو قرر الشيخ كفراً، فلا يجوز الاعتراض عليه، وقالوا نظما:
وسلم للرجال في كل حال***ولا تغتب ولا تمري إشاره
فإن الرجال بحر عميق***لن تـــــــــدرك له قــــــــراره.
كتاب: مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية...
· قال أبو عبد الله محمد بن علي الشهير بالحفار، آخر المحدثين بالأندلس ـ رحمه الله تعالى: إن هذه الطائفة المنتمية للتصوف، في هذا الزمان، وفي هذه الأقطار، قد عظم الضرر بهم في الدين، وفشت مفسدتهم في بلاد المسلمين...
يظهرون ما انطوى عليهم باطنهم من الضلال، من تحليل ما حرم الله، والافتراء عليه وعلى رسوله.
وبالجملة فهم قوم، استخلفهم الشيطان، على حل عرى الإسلام وإبطاله، وهدم قواعده...
فهم أعظم ضررا على الإسلام من الكفار...
كتاب: لا حلق: الذكر البدعي في الإسلام.
لمحمد المنتصر الريسوني المغربي...
· قال محمد المغراوي المغربي حول شخصية:
عبد الوهاب الشعراني من أكبر مخرفي الصوفية في القرن العاشر...
لنختم بأقوال الشعراني الصوفي، وأقوال بعض أولياء الصوفية، على وجه الإيجاز، من قلمه في طبقاته الصوفية ـ طبقات الشعراني ـ حسب ما كشف النقاب عن بعضها بقلم المغراوي المغربي، القائل:
ولنأخذ على سبيل المثال كتابه: الطبقات، ولنجل النظر فيه، هل نرى هذا الكتاب يطابق اسمه مسماه؟ أم العكس؟ فاسم الكتاب: لواقح الأنوار في طبقات الأخيار.
وهي عبارة عن تراجم مؤلفه لأئمة طريقته ومشايخهم، وأقحم غير مبال تراجم بعض الصحابة والتابعين، وزمرة من أئمة الحديث المجتهدين، وختمها بشيوخ وقته الذين عاصرهم.
وقد ضمن التراجم ألوانا من الشرك، وأنواعا من الكفر والزندقة، وشذوذا في السلوك والأخلاق...
والعجب ادعاؤه اتباع سنن المحدثين، ومنهجهم في انتقاء الأخبار، فلم يرو ـ كما زعم ـ في كتابه إلاّ ما صح بالسند الصحيح عند القوم، وما أدري أين يتجلى انتقاؤه المزعوم؟ أكل هذه الطامات العقدية والتعبدية والخلقية منتقاة؟ فما ذا لو لم ينتق؟
وإليك أخي القارئ أقوال الشعراني في كتابه، ولا تعجل بالإنكار علينا إلاّ بعد قراءتك لهذه الأقوال.
وقارنها بأقوال من تشبع بالكتاب والسنة، من الصحابة ومن تبعهم بإحسان، تجد بونا شاسعا، رغم ما زعمه الشعراني في مقدمة طبقاته، بأن القوم ما وصلوا ما وصلوا إليه إلاّ من طريق الكتاب والسنة، وتشبثهم بهما.
· كنت أمشي بين يدي الله تعالى تحت العرش، فقال لي كذا وكذا...
· كل بدل في قبضة العارف، لأن ملك البدل من السماء إلى الأرض، وملك العارف من العرش إلى الثرى.
· وقد كان سهل التستري، يقول: أعرف تلامذتي من يوم: ((ألست بربكم)).
وأعرف من كان في الموقف عن يميني، ومن كان عن شمالي، ولم أزل من ذلك اليوم أربي تلامذتي، وهم في الأصلاب، لم يحجبوا عني إلى قوتي هذا...
· إن أولياء الله يطلعون على أمور لم يطلع عليها العلماء، فلا يسع الخائف على دينه إلا الأدب والتسليم.
· ما أخذت العهد قط على مريد حتى رأيت اسمه مكتوبا في اللوح المحفوظ....
· يطلع الشيخ شعبان على ما يقع في سنة، من رؤية هلالها، فكان إذا رأى الهلال عرف جميع ما فيه مكتوبا على العباد.
· فلو تسألني عن شيء لم يكن عندي أجبتك من اللوح المحفوظ.
· إذا دخل بلدا سلم على أهلها كبارا وصغارا بأسمائهم، حتى كأنه تربى بينهم.
· إذا صلح القلب صار مهبط الوحي والأسرار.
· ولو أن أبا حامد، وغيره اجتمعوا في زمانهم بكامل من أهل الله، وأخبرهم بتنزل الملك على الولي، لقبلوا ذلك، ولم ينكروه، وقد نزل عليّ الملك ـ ولله الحمد.
· عليكم بتصديق القوم في كل ما يدعون، فقد أفلح المصدقون، وخاب المستهزئين، فإن الله تعالى يقذف في سر خواص عباده، ما لا يطمع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل.
· ولما وضعوه في لحده، نهض قائما يصلي، واتسع له القبر، وأغمي على من كان نزل قبره.
· وكان الخضر ـ عليه السلام ـ يحضر مجلسه مرارا، فيجلس عن يمينه، فإذا قام الشيخ قام معه، وإذا دخل الخلوة شيعه، إلى باب الخلوة.
· إذا غلب عليه الحال نزع ثيابه، وصار عريانا، ليس وسطه شيء.
· إذا رأى امرأة أو أمرد راوده عن نفسه، وحسس على مقعدته، سواء كان ابن أمير، أو ابن وزير، ولو كان بحضرة والده، أو غيره، ولا يلتفت إلى الناس ولا ينكر عليه أحد.
· وخطب مرة امرأة عروسا، فرآها فأعجبته فتعرى لها... ثم مسك ذكره وقال انظري، هل يكفيك هذا؟ وإلا فربما تقولي هذا ذكره كبير، لا أحتمله، أو يكون صغيرا، لا يكفيك، فتقلقي مني، وتطلبي زوجا أكبر آلة مني.
· وما كان ولي متصلا بالله تعالى، إلا وهو يناجي ربه، كما كان موسى ـ عليه السلام ـ يناجي ربه.
وإن الله ـ عز وجل ـ خلقني من نور رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأمرني أن أخلع على جميع الأولياء بيدي....
قال المغراوي المغربي تعليقا: فما عسى أن يقول العاقل، إذا قرأ، أو سمع مثل هذا الكلام، متى سمع عن صحابي، من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن الله كلمه مباشرة؟ أو جالسه؟ أو أنزل عليه ملكا؟ وهم ـ رضي الله عنهم ـ خير الناس بعد الأنبياء، على الإطلاق.
فكيف يزعم الشعراني وأضرابه مرتبة لهم أفضل من مرتبة الصحابة؟؟؟؟...
كيف يزعم هؤلاء أنه يوحى إليهم مثل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يكفينا فيهم قول الله تعالى: ((ومن أظلم ممن افترى على كذبا أو قال أوحي إليّ ولم يحو إليه شيء))...
قائلا الغماري: وغير هذا كثير، وإنما هي غيض من فيض، يكفينا منها ما ذكر، للدلالة على المقصود...
هذه هي الصوفية المسعورة، وهؤلاء هم رجالاتها، ومربوا أجيالها.
التلخيص:
· وقد كان سهل التستري، يقول: أعرف تلامذتي من يوم: ((ألست بربكم)).
وأعرف من كان في الموقف عن يميني، ومن كان عن شمالي، ولم أزل من ذلك اليوم أربي تلامذتي، وهم في الأصلاب، لم يحجبوا عني إلى قوتي هذا...
قلت: هذه الشرذمة مما سيق من طبقات الشعراني، عن نفسه، وعن بعض الأولياء عند الصوفية نفسها من إحدى الكبر، إذ لو كان ذلك من كتب غيرهم، لاحتمل من الاحتمالات أنه تقول عليهم، لكن الأمر أصبح مصبح المثل المشهور: بفمك ندانيك.
لذا لو كان هذا في زمن الإمام مالك ـ والعياذ بالله ـ ماذا يقول، من تطور الضلال الصوفي الذي بلغ هذا الحد، بل هناك ما هو أكبر مما أثر عنهم من الكفر الشنيع، كقول أحدهم: لأن ترى البسطامي خير من أن ترى الله سبعين مرة!!!!!
كما في إحياء علوم الدين ـ دين أبي حامد الغزالي.
أورد القاضي عياض ـ رحمه الله ـ قوله: قال التنيسي: كنا عند مالك ابن أنس، وأصحابه حوله، فقال رجل من أهل نصبين: عندنا قوم يقال لهم الصوفية، يأكلون كثيرا، ثم يأخذون في القصائد، ثم يقومون فيرقصون.
فقال مالك: أصبيان هم؟ فقال: لا.
قال: أمجانين هم؟ قال: لا.
هم مشايخ وعقلاء. قال ـ الإمام مالك ـ: ما سمعت أحداً من أهل الإسلام يفعل هذا.
كتاب: ترتيب المدارك...
· ولنأخذ على سبيل المثال كتابه: الطبقات، ولنجل النظر فيه، هل نرى هذا الكتاب يطابق اسمه مسماه؟ أم العكس؟ فاسم الكتاب: لواقح الأنوار في طبقات الأخيار.
وهي عبارة عن تراجم مؤلفه لأئمة طريقته ومشايخهم، وأقحم غير مبال تراجم بعض الصحابة والتابعين، وزمرة من أئمة الحديث المجتهدين، وختمها بشيوخ وقته الذين عاصرهم.
قلت: هذه دندنة المبتدعة وأهل الأهواء، ضم الأبرياء من باطلهم في باطلهم...
قديماً وحديثاً، وما حال رجال السلف الصالح من الصحابة ومن نهج منهجهم إلا حالة من كذبة هذه الدعوى الباطلة، فضلا ما تظاهر من أقوالهم المتواترة في ذم مذاهب أهل الأهواء والبدع، وبصفة الصوفية ـ البدعة المضلة المعضلة.
وأحسن بالمثل المأثور: ودت الزانية أن تكون النساء كلهن زواني.
وهذا المذهب الشنيع هو الذي يلوح في سطور بعض كتاب متصوفة صحراء الطوارق من أن أهلها من الصوفية من غير استثناء، ليكونوا هم والأبرياء سواء في الضلال المبين، فسيبقى الضلال لأهله، الذين ابتلوا به قديما وحديثا، ويبقى البريء بريئاً، ما لم يثبت نقل صحيح سندا ومتناً، على من يتصوف بالتصوف ـ بئس ما ثبت إن ثبت.
وعند ما أجد فرصة سأفصل القول في تصوف صوفية: صحراء الطوارق.
لما بدت أقلام أربابها من نشرها، من تلقاء أنفسهم، بقلعاتها، وبيعاتها، والافتخار بها، حينها ـ إن شاء الله ـ سأدلي بدلوي نقلا وعقلا لبيان البريء من الأثيم ببدعة التصوف، ليفتخر بالبدعة الصوفية أهلها في صحراء الطوارق، إن كان الضلال يفتخر به ـ والعياذ بالله من الشيطان الرجيم ـ الذي زين لهم سوء أعمالهم.
وممن حاول مثل ذلك صاحب كتاب: حقائق من التصوف.
حاول محاولة سمجة في الاستشهاد بالإمام مالك والشافعي، على أنهما يمدحون التصوف...
من أين له ذلك، بل هو إفك مبين، كما هو مبين بطلانه في مواضعه.
فلذا ما يتناوله قلم بعض الكتاب في إحياء صوفية: صحراء الطوارق، من أبناء المنطقة نفسها، من كون المنطقة كلها صوفية سابقا.
فهو حكم منتج من أمرين:
إما من قول رجل لا يعتد بقوله علميا في معرض التحقيق....
أو قول أخ له ابتلي ببلاء الوضع والتقول والتلفيق....
والقول الحق، أن من ثبتت تصوفه بنقل صحيح إليه بما يدل على تصوفه، اعتبر النقل إليه، سندا ومتنا، حسب قواعد أهل الحديث، من الشذوذ والإرسال الخفي...
فإن ثبت بعد كل الاعتبارات، وإلا: لا ينسب لساكت قول.
فيكون حكمه حكم الساكت، وغيره من قواعد أهل العلم في مثله، بأنه هو بريء ما لم يثبت بشيء من أقواله وأفعاله في مأثور ضلالات الصوفية....
فإن ثبت ذلك ولو في مسألة واحدة، نسب إليه قدر ذلك من النسبة الصوفية....
فمنهج التحقيق يلزم الشخص بقوله، وفعله، لا بالتقول عليه، هذا هو النهج المعتبر عند المحققين، في فنون العلوم، من ذلك أن السيوطي قال في بعض كتبه اللغوية، مترجما للآجرومي، فقال ما معناه: أنه كوفي، لقوله: وللخفض...
وقوله: والأمر مجزوم...
لاستعماله المصطلح الكوفي في هذين الحرفين...
وعلى هذا النحو، فامض، وقس...
قلت: كما أن من يقول: إن التصوف عندنا أخف بكثير بالنسبة لغيرنا، فهذا القول أيضا، يقوله أحد الرجلين السابقين...
بل ما في كتب القوم في صوفية صحراء الطوارق، حين ينشر بأمانة علمية، فستجد أمامك العفيف التلمساني، وابن السبعين، وأضرابهما ممن نهج تلك المناهج الصوفية الباطلة.
وليس هذا موضع الاستطراد في ذلك، بل له موضعه ـ بإذن الله تعالى ـ حين يضعون هم لذلك ثيابهم من الظهيرة ـ بإذن من بيده ملكوت كل شيء.


· ورد ابن كثير ـ رحمه الله ـ مشيرا إلى جرح الإمام أحمد ـ ابن حنبل ـ في الحارث ـ المحاسبي الصوفي.
قائلا ـ ابن كثير: إنما كره ذلك الإمام أحمد، لأن في كلامهم من التقشف، وشدة السلوك، التي لم يرد بها الشرع، والتدقيق، والمحاسبة الدقيقة البليغة، ما لم يأت بها أمر.
قلت: إن التصوف، وأهلها الصوفيون ـ الصوفية قديما وحديثا ـ يتبجحون بالزهد ـ الزهد الباطل، كما يشهد عليه هذا النقل، وغيره من أئمة المسلمين من السلف الصالح، هذا الأحمد من زهاد السلف الصالح على النهج الرضي، وهو ينكر عنهم هذا الزهد الباطل، الذي يفتقر إلى دليل من الكتاب والسنة...
بل الإمام أحمد ممن ألف في الزهد، وكتابه في الزهد أشهر الكتب في الباب، ومن أقدمها...
وهذا الإمام الطرطوشي القائل عن البدعة الصوفية: الجواب: ـ يرحمك الله ـ مذهب الصوفية بطالة، وجهالة، وضلالة...
هو من الزهاد المصنفين في الزهد، فمن الثناء العطر بذلك على الإمام الطرطوشي ما أورده الذهبي بقوله: الإمام العلامة القدوة، الزاهد شيخ المالكية....
وله مؤلف: في تحريم الغناء، وكتاب في الزهد، وكتاب في الخلاف، ومؤلف في البدع والحوادث...
كتاب: سير أعلام النبلاء.
والإمام القرطبي الذي نقل عنه ذمه الصوفية، من الزهاد أيضا، بل له كتاب في الزهد، وهو: قمع الحرص بالزهد والقناعة...
وقد قرأته من أوله إلى آخره، هو وغيره من كتب القرطبي ـ ولله الحمد والمنة ـ وفيها ذم التصوف، خاصة كتابه هذا: قمع الحرص بالزهد...
إذن ما ذا بقي للصوفية من شيء يتمسكون به، إذا كان زهدهم زهدا باطلا، ليس معتدا به عند السلف الصالح، فقد سقطوا في هاوية الضلالات، والادعاءات الباطلة، بل يكفي القول هنا
قول الإمام الذهبي ـ رحمه الله ـ عن أبي تراب النخشبي الصوفي، المتوفى 245هـ قوله: إذا رأيت الصوفي قد سافر بلا ركوة، فاعلم أنه قد عزم على ترك الصلاة.
كتاب: السير...
ولهذا الباب مزيد بيان في موضعه ـ بإذن من بيده ملكوت السماوات والأرض.
· وما كان ولي متصلا بالله تعالى، إلا وهو يناجي ربه، كما كان موسى ـ عليه السلام ـ يناجي ربه.
قلت: الولي الصوفي مرة في درجة الرسل، ومرة فوق درجة الرسل، بل والملائكة.
وكل ذلك زور وبهتان عظيم، واستحواذ من الشيطان، كما في مثل هذا النقل.
أورد ابن رجب ـ رحمه الله ـ قول عبد القادر الجيلاني: بدت لي صورة، ونوديت منها: يا عبد القادر أنا ربك، وقد أحللت لك المحرمات...
فقلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ـ أخس يا لعين...
ثم خاطبي، وقال: يا عبد القدر نجوت مني بعلمك بحكم ربك...
وقد أضللت بمثل هذه الواقعة سبعين من أهل الطريق....
كتاب: الذيل على طبقات الحنابلة.
قلت: إن الجيلاني، ممن قالت الصوفية من أعيانها، حين افتروا عليه بذلك، ولقد صحح غير واحد من علماء المسلمين المحققين، خلاف ذلك.
ولهذا الباب مزيد بيان في موضعه ـ بإذن من بيده ملكوت السماوات والأرض.
· وقال الخطيب عن صاحب التفسير الصوفي، المفتى بكفر مؤلفه إن اعتقده تفسيرا... : وكان يضع للصوفية الأحاديث.
قلت: إن أهل البدع بصفة عامة، والصوفية بصفة خاصة، لا يتورعون من الباطل، إذا لم يمكن نصر مذهبهم إلا به ـ على قواعدهم ـ وإلاّ الباطل لا ينصر به، عند من رزق طبعا سليما، وهداه الله سراطا مستقيما.
ويكفي من الاستطراد في ذلك هذا النقل، وإلا هذا من النزر اليسير، في وضعهم، وتقولهم، وتفننهم في حيل الوضع والتقول، وغيرها من أنواع الحيل المبيحة للمحرمات....
ويتنافسون في الوضع بدرجة سرقات الموضوعات، ونسبتها إلى أنفسهم، كما يمثل القول به، عن طريق هذا النقل.
قال الإمام الذهبي ـ رحمه الله ـ: روى عبد الغني بن سعيد عن الدارقطني، قال: كتاب العقل، وضعه ميسرة بن عبد ربه.
ثم سرقه منه داود بن المحبر، فركبه بأسانيد غير أسانيد ميسرة.
وسرقه عبد العزيز بن أبي رجاء.
ثم سرقه سليمان بن السجزي...
قلت وهذا الكتاب استفاد منه الصوفية كثيرا، لأن دينهم على ما تهواه نفوسهم، فتشرع لهم عقولهم التحريم والتحليل في معرض الذوق الفاسد...
وممن استند إلى حديث العقل الشاذلي الصوفي، صاحب الطريقة الشاذلية...
وليس هذا موضع الاستطراد في ذلك، بل له موضعه ـ بإذن الله تعالى.


 
 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 01-29-2012 الساعة 09:44 AM

رد مع اقتباس