عرض مشاركة واحدة
قديم 10-24-2011, 11:53 AM   #5
مشرف منتدى الحوار الهادف


الصورة الرمزية أبوعبدالله
أبوعبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 05-14-2024 (09:47 AM)
 المشاركات : 1,679 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي خطب : معاوية - وعمر بن عبدالعزيز - وعبدالعزيز بن الوليد



ذكر أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي عن معاوية, رضي الله عنه:

أنه حمد الله وأثنى عليه وأوجز, ث
م قال:

أيها الناس انا قد أصبحنا في دهر عنود, وزمن شديد, يعد فيه المحسن مسيئا, ويزداد الظالم فيه عتوّا, لا ننتفع بما علمنا, ولا نسأل عما جهلنا, ولا نتخوّف قارعة حتى تحل بنا, فالناس على أربعة أصناف: منهم من لا يمنعه من الفساد في الأرض الا مهانة نفسه, وكلا حدّه, ونضيض وفره, ومنهم الصلت لسيفه, المجلب برجله, المعلن بشرّه, وقد أشرط نفسه, وأوبق دينه, لحطام ينتهزه, أو مقت يقوده, أو منبر يقرعه, وليس المتجران تراهما لنفسك ثمنا, وبمالك عند الله عوضا, ومنهم من يطلب الدنيا بعمل الآخرة, ولا يطلب الآخرة بعمل الدنيا, قد طامن من شخصه, وقارب من خطوه, وشمّر عن ثوبه, وزخرف نفسه بالأمانة, واتخذ ستر الله ذريعة الى المعصية, ومنهم من أقعده عن طلب الملك ضآلة نفسه, وانقطاع سببه, فقصّرت به الحال عن حاله, فتحلى باسم القناعة, وتزيّا بلباس الزّهادة, وليس من ذلك مراح ولا مفدى. وبقي رجال أغضّ أبصارهم ذكر المرجع, وأراق دموعهم خوف المضجع, فهم بين شريد باد, وبين خائف منقمع, وساكت مكعوم, وداع مخلص, وموجع ثكلان, قد أخملتهم التقيّة, وشملتهم الذلّة, فهم في بحر أجاج, أفواههم ضامرة, وقلوبهم قرحة, قد وعظوا حتى ملّوا, وقهروا حتى ذلوا, وقتلوا حتى قلّوا.
فلتكن الدنيا في أعينكم أصغر من حثالة القرظ وقراضة الجلم, واتّعظوا بمن كان قبلكم, قبل أن يتّعظ بكم من بعدكم, وارفضوها ذميمة, فقد رفضت من كان أشفق بها منكم.
المرجع:" العقد الفريد" (4\88-89)

*********

وفي آخر خطبة خطبها عمر بن عبد العزيز من منبر الجامع الكبير في دمشق قال:
إنكم لم تخلقوا عبثاً ولن تتركوا سدى، وإن لكم معاداً ينزل الله فيه للفصل بين عباده، فقد خاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء وحرم جنة عرضها السموات والأرض.ألا ترون أنكم في أسلاب الهالكين، وسيرثها بعدكم الباقون، كذلك حتى ترد إلى خير الوارثين، وفي كل يوم تشيعون غادياً ورائحاً إلى الله، قد قضى نحبه، وانقضى أجله، فتودعونه وتدعونه في صدع من الأرض غير موسد ولا ممهد، قد خلع الأسباب، وفارق الأحباب، وسكن التراب، وواجه الحساب، غنياً عما خلف، فقيراً إلى ما أسلف، فاتقوا الله عباد الله قبل نزول الموت وانقضاء مواقيته، وأني لأقول لكم هذه المقالة وما أعلم عند أحد من الذنوب أكثر مما أعلم عندي، ولكن أستغفر الله وأتوب إليه. ثم رفع طرف ردائه وبكى حتى شهق ثم نزل فما عاد إلى المنبر بعدها حتى توفي. [1]
*********
ولي عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك دمشق ولم يكن في بني أمية ألب منه مع حداثة سنه، قال أهل دمشق:
هذا غلام شاب لا علم له بالأمور وسيسمع منا. فقام إليه رجل فقال: أصلح الله الأمير، عندي نصيحة، قال: ليت شعري ما هذه النصيحة التي ابتدأتني بها من غير يد سبقت إليك مني? قال: جار لي عاص متخلف عن ثغره، فقال له: ما اتقيت الله تعالى، ولا أكرمت أميرك، ولا حفظت جوارك. إن شئت نظرنا فيما تقول: فإن كنت صادقاً لم ينفعك ذلك عندنا، وإن كنت كاذباً عاقبناك، وإن شئت أقلناك. قال: أقلني. قال: اذهب حيث شئت لا صحبك الله، إني أراك شر جيل رجلاً. ثم قال: يا أهل دمشق، أما أعظمتم ما جاء به الفاسق? إن السعاية أحسب منه سجية، ولولا أنه لا ينبغي للوالي أن يعاقب قبل أن يعاتب، كان لي في ذلك رأي، فلا يأتيني أحد منكم بسعاية على أحد بشيء، فإن الصادق فيها فاسق، والكاذب فيها بهات.


 
 توقيع : أبوعبدالله


العقول العظيمه تناقش الافكار , والعقول المتوسطه تناقش الاحداث , والعقول الصغيره تناقش الاشخاص



رد مع اقتباس