الموضوع: تفصيص العقيق...
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-2011, 11:05 AM   #36
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: تفصيص العقيق...



يواقيت السير لعمارة مواقيت مجالس السمر:
المقتطفة من مآثر الشيخ العلامة التنغاكلي يعمر، بدر العلم التم القمر ـ رحمه الله:
واذكر أبا بكر بما فعلا
رضي الله عن قائل هذا البيت، وعن المقول عنه:
حقاً إنه لحري بمن عمل صالحاً أن يذكر، ومن بلغ به سعيه الفريد النوع حد التفرد بالذكر، خص بالذكر كمن ذكر في الذكر، يا أخا بني نمير.
وقفت على ربع من الفضل آهل***وقوفي بربع للأحبة خالي
وهمت به حتى توهمت لفظه***نجوم ليال أم سمــــوط لآلي
إن العالم الإسلامي منذ انبلاج فجره الصادق، حظي برجال عظماء خاصة في العلم أفنوا حياتهم في سبيل الدرجات العلى في الدارين.
على خير ما كان الرجال خلاله***وما الخير إلاّ قسمة ونصيب
فنجب بهم أزمنتهم ـ المتميزة بمآثر آثارهم الواضحة المعالم ـ نجابة علم شامخ حاذق.
ناضلت عن حق يحاول ذو هوى***تصويره للناس شيئا منكرا
لا تضربوا وجه الثرى ببقية***مني كما ترمى النواة وتــزدرى
إن صحرائنا الغالية ـ مضارب الطوارق ـ كادت الجوائح أن تجتاح غناها الفاحش، فتقبر أهلها معتدية بدفن محامد شمائلهم تحت رمال التصحر وتغتال فيها كل حي عائش.
ألم تعلمي والعلم ينفع أهله***وليس الذي يدري كآخر لا يدري
بأنا على سرّائنا غير جهل***وأنا على ضرائنا من ذوي الصبر
فظلت في جرم طي سجل حسنات أهلها العظام، التي بمثلها تنال الأمم فضل السبق.
وتطوى مفازات أرجاء قطعها الصالحة بفقد آحاد أضرابهم الغر البررة كأنها موارة اليد من عتاق النوق.
متى تطلبوا مني لدعواي شاهدا*** فإن شهودي أربع ثم أربع
إذ تميزت صحرائنا العاقة ـ عفا الله عنها ـ بقبائلها النجيبة المحرومة من حنان ضم تربة صالحة بصلاح أحيائها، كأنها أم المقول لهم ـ عن ذم برهم لأخوتهم الأعزاء المنفقين الغالي والنفيس في سبيل عزهم المشفقين عليهم ـ على لسان آحاد أشقائهم أولئكم الإخوة الكرام البررة:
ما ضرني حسد اللئام ولم يزل***ذو الفضل يحسده ذو التقصير
حقاً ما قاله الشاعر، واعطف عليه ما قاله الآخر:
إن العرانين تلقاها محـــــسدة***ولن ترى للئام الناس حـــسادا
وأشكو بثي وحزني إلى الله.
ما للزمــــان يعقــــني بعصابة***تجــــفو عليّ مع الزمان وتثقـل
هل يستوي الأعمى والبصير ـ رحماك يا ربنا السميع البصير.
أيها القارئ الكريم: من نور الله بصيرته فالإشارة تكفيه:
فإن قناتنا يا عمرو أعيت***على الأعداء قبلك أن تلينا
إن حب الوطن يدعو إلى تذكر: جيران بذي سلم

إذا ما الشوق أقلقني إليه
خططت مثاله في بطن كفي***وقلت لمقلتي فيضي عليه

إن علماء قبائل صحرائنا الشريفة بهم، ضربوا أروع الأمثلة في منافسة علماء الأقطار الأخرى، لرفع راية العلم الراية السامية، ما جعل العلم يزدهر ازدهاراً عظيماً، خاصة في أرجاء منازل قبائل آل سوق: العلم الكبير.
ولا سيما قبيلة تنغاكل الجليلة المآثر، النجيبة بأعيان العلماء الذين من بدور أزمنتهم:
العلم الشهير، والطود الكبير الشيخ العلامة يعمر بن عبد الرحمن ـ رحمهما الله تعالى.
ومناقب لك لم تكـــن أيامـــها***ظناً يريب ولا حـــــديثاً يفــــترى
ولقد ذاع صيته، وسرى مسرى القمر المنير نعته إلى أن توفاه الله.
شهاب هوى من أفقه وسمائه***ونجم ثوى في الترب واراه بلقع
لقد غاض بحر العلم والفهم والندى***وقد كان فيه للبرية مــرتع
علم طالما ارتاع في مراتع فنون علمه الخصبة العذبة المشارب، خاصة في علم النحو الذي نافس في التركة فيه صاحب: كتاب الشواهد ابن الحاجب.
بكتاب:
كتاب كوشي الروض خطت سطوره***يد ابن هلال عن فم ابن هلال
إنه ـ رحمه الله تعالى ـ قرب مقاصد الصبان، العزيزة المدارك الدقيقة المنازع الحسان.
تلك المكارم لا مزاعم نمقت.
إذ تتبع فوائد إمام أئمة النحاة في عصره، ومن سهل لمن بعده ما انبهم من خلاصة ابن مالك لعسره، فجلاه جلاءً الفوائد النيرات، التي قام الشيخ العلامة يعمر بسبك مرموزه في منظومة متينة رائعة فريدة من الفرائد:
فتى في علمه أضحى فريدا***وحل المــــــشكـــــلات به يناط
إن صاحب نظم فوائد الصبان ـ الشيخ العلامة يعمر، من العلماء الموفقين في آثارهم العلمية النافعة المتينة المباركة.
لأن هذه المنظومة التي بلغ حسن حسنها على حسن سمطها النضر الجوهر خرزة خرزة إلى منتهى محاسن حسن نهاية غاياتها الغرر، الموصولة الحسن بقوله ـ رحمه الله:
هنا انتهى الذي أردت جمـعه**والله في الدارين أرجو نفــــعه
متخلصاً بخالصة جميلة في ختامه المسكي بقوله ـ رحمه الله:
محمـــــد صـــلى علــــيه الله ***عـــدد ما خـــلــقــه مــــولاه
ولقد كانت هذه المنظومة اليتيمة مما تقبلها جهابذة العلماء في أفقها، كمقرر من مقررات النحو في تلك الأزمنة الجميلة بدور أهلها الجليلة المناقب.
قلت: ومن نعم الله عليّ التي لا تعد ولا تحصى أن ظفرت بنسخة منها بالخط السوقي الجميل.
نسخة عتيقة قديمة، تحتاج بعض فقرات أبياتها إلى مزيد من الجهد في قراءتها، لأسباب لا تخلوا منها كثير نسخ المخطوطات، كما هو معروف لدى الباحثين في المخطوطات، هذا أمر.
وأمر آخر أن نسختي ناقصة عدة صفحات في المقدمة، وفي غيرها.
ولقد بلغ عدد أبيات نسختي نحو ثمانمائة بيت.
ولعلها كاملة تبلغ ألف بيت أو يزيد، وعلى كل حال فإن عاد بنا العود الحميد ـ بإذن الله تعالى ـ إلى آثار علماء صحرائنا الغالية بأهلها، خاصة آثار علماء آل سوق العلم الكبير.
فسأتجرد ـ بإذن من بيده ملكوت كل شيء ـ من لبس مخيط التساهل، إذا بلغ بي الإحرام ميقات: تحقيق ما بجهله طغى أهل التجاهل.
بأيّ مشيئة عمرو بن هند***تطيع بنا الوشاة وتزدرينا
تهددنا وأوعـدنا رويـــــدا***متى كنا لأمــــك مقتويــنا
وأنا على أمل كبير في الوقوف على نواقص ما وجد من آثار سلفنا، بل في الوقوف على ما لا نحيط به علما من الضائع الذي لا يعد ولا يحصى، التي منها هذه المنظومة التي ظفرت بها ظفر من يقص قصتها الظريفة، إذا عدنا إلى السير في تحقيقها ـ إن شاء الله تعالى.
والآن آن أن نونس القارئ الكريم بهذا النموذج الرائع منها، ثم نخرجه على أصله من حاشية الصبان تخريجاً تطبيقياً موثقاً ـ ولله الفضل والمنة، وهو حسبي ونعم الوكيل.
قال وحيد دهره، وفريد عصره، العالم المتفنن، اللغوي المتقن، النحوي النحرير، الحبر البحر العلم الشهير، الشيخ العلامة يعمر بن عبد الرحمن التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى:
فائدة:
إذا الجواز أو الامتـــــــناع في**أحكـــام متن العـــــربــية اقتــفي
فالقصد بالجواز أو بالمـــــــنع**في لغة لا في سبــــــيل الشــرع
فكل مقدم على ما لا يجـــــوز**في لغة فالاثم شرعــاً لا يحـــــوز
فلاحن فيما سوى الذكر الحكيم**أو في حديث المصطفى غير أثيم
مثال ذاك أن يفوه القـــــــــائل**برفع مفـــــعول ونصــــــب فاعل
إن لم يرد إيقاع سامع حــضر**في خطإ يفضي لنوع من ضـــرر
وإن يكن ناوي ذا يـــــــــــؤثم**لأجل هـــــذا المقصـــــد المحرم
انتهى نظم هذه الفائدة الفريدة الرائعة.
ويقول في بيان أصلها الإمام اللغوي علم من الأعلام المشاهير، محمد بن علي الصبان:
فائدة:
حيث قيل بالجواز والامتناع في أحكام العربية، فإنما يعني بالنسبة إلى اللغة.
ولا يلزم من التكلم بما لا يجوز لغة الإثم الشرعي.
فمن لحن في غير التنزيل والحديث، كأن نصب الفاعل، ورفع المفعول، لا نقول إنه يأثم، إلاّ إن قصد إيقاع السامع في غلط يؤدي إلى نوع من ضرر، فعليه حينئذ إثم هذا القصد المحرم.
حاشية الصبان على شرح الأشموني، 1/126 – دار إحياء الكبت العربية...


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 04-07-2011 الساعة 11:36 AM

رد مع اقتباس