تفصيص العقيق
ببعض
ما أجابني به الشيخ العلامة العتيق
المقدمة:
الحمد لله الذي يفتح لمن يشاء مغاليق كنوز الحكمة، فيمتن عليه بها امتنان الهبات الوافرة الجزيل العطاء الواسع الرحمة.
يكرم من ارتضاه لهدايته بالفضل العظيم، فيضاعف بره له بالحمد والشكر على ما أولاه من النعم الكثيرة والعطاء العميم....
سبحان من يوفق من أجرى له عظائم المنن من مغدوق بحر كرمه الوافر الرائق، لينعم عليه بأجل شربة من حوض الهدى المعين خير ملة شرعة ومنهاجاً الجلية الحقائق.
بالكتاب المنير غير ذي عوج لعلهم يتقون، وبسنة الهادي المعظمة بآية: وما أتاكم الرسول فخذوه...
إذ أولئك الممتثلون لأمره المجتنبون لنواهيه ـ سبحانه ـ هم الأبرار حقاً وهم المتقون.
فأنعم عليهم على العموم بتلك المنن العظيمة، وخص بمزيد فضله من تناوله قوله: إنما يخشى الله من عباده العلماء...لأنهم أولو الألباب المجرورة بذمام المعرفة إلى خير هدي خاتمة الرسالات السماوية الكريمة...
ليكرمهم إكرام من أقام عليه الحجة، فائزاً من يسير على صراطها المبين بأوضح نور براهين المحجة...
المأثور روائع اتباع سنن الهدى عن أولئكم الرعيل الكريم من يستمسك بما عليه سلفهم الصالح الأوائل: لأن أكون ذنبا في الحق أحب إليّ أن أكون رأسا في الباطل.
مستسلماً استسلام المهتدين المهدين: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير.
لما رزقهم الله الفضل العظيم بالعلم النافع:
العلم قال الله قال رسوله***قال الصحابة هم أولو العرفان
فاجعل اللهم الوحيين حجة لنا، لا حجة علينا، إذ الحجة قائمة بهما: لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ...
وصدق الله العظيم إذ يقول: والله يدعو إلى دار السلام. كما تمت نعمته العظمى بالهادي القائل: تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا...
لئلا يتفرق الضلال بهم تفرق الطرق على غير هدى ما ضمه الكتاب والسنة المتظاهرة نصوصهما بمعنى آية: ولا تتبع السبل.
اللهم اهدنا فيمن هديت، وثبتنا على الهدى يوم الدين، أنت ميسر الهدى لمن أردت له الخير بالتفقه في الدين، كي يقوده كالبعير الذلول بل أشد انقياداً منه إذا سلك سبيل المهتدين...
لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، فالحمد لله وحده على ما حكم وقضى، والشكر له على نعم ما أبرم وأمضى...
من لا يتقرب بقرب العبادات إلاّ له ـ سبحانه ـ لا شبيه له في الملك فترجى منه دون الله ـ تعالى ـ إعانة، ولا شريك له في إيجاد الأرض والسماء وعامرهن فينادى، ولا ندّ له في تدبير أمر الكون في خلق السماوات العلا والأرضين السبع وما تحت الثرى فيدعى، لا إله إلاّ هو عالم الغيب والشهادة بديع السماوات والأرض ومن فيهن إليه يرد علم الساعة، من مفاتيح الغيب بيده لا يعلمها إلاّ هو، فوجب له ـ دون غيره من الأرباب الباطلة ـ الانقياد بالطاعة.
إذ لا نظير له في القدرة فيوصف بصفات العز والكمال ليتعبد في الاستغاثة به لكشف الضر، ولا كفء له في حقائق حقيقة الأسماء الحسنى فيتوسل بها إليه لجلب الخير.
سبحان من خاطب بتعظيم أعظم أنواع الحمى له ـ جل في علاه ـ صفوة العالمين من أمر بالبلاغ المبين المكرم بالسبع المثاني ـ : وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان.
من يتعبد بندائه ـ دون من سواه ـ تعالى شأنه في السراء والضراء ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، الله لا إله إلاّ هو العزيز الجبار الكبير المتعالي العلي المهيمن وهو على كل شيء قدير.
اللهم صل وسلم على السراج المنير، محمد بن عبد الله البشير النذير
فصل اللهم على من لم ينتقل إلى الرفيق الأعلى حتى بلغ الرسالة، المقول لمن تعبد بغير ما جاء به من الهدى: إنكم لعلى ملة أهدى من ملة محمد أو مفتتحو باب ضلالة.
وسلم عليه أتم السلام وابعثه المقام المحمود يوم لواء الحمد، جزاء ما بلغه من رسالاتك العظيمة المحكمة بوحي مما يوحى إليه: كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد.
وصل اللهم وسلم عليه وعلى صحابته الكرام البررة، العاملين بكتابك الذكر الحكيم المعظمين هديه المتمسكين بسنة المصطفى المطهرة.
وارض اللهم على من اقتفى أثرهم المنير بشهادة: رضي الله عنهم...
فأكرم به هدياً مقيماً وأكرم بمن اهتدى به فنهج في التمسك منهجهم ـ سلف الأمة السلف الصالح من تواتر عنه معنى ما كان كثيراً ما ينشده أحدهم الإمام مالك بن أنس ـ رحمه الله ـ كلما ذكر بهذا البيت:
وخير أمور الدين ما كان سنة***وشر الأمور المحدثات البدائع