عرض مشاركة واحدة
قديم 01-19-2011, 12:19 PM   #27
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: إنظار المعسر المدين



الصلة:
تذكرت والذكرى تثير لذي النوى***هموماً وفي الذكرى تهب صَبا الهوى
قلت: ولم أر لكل ذي الذكرى الجليلة من الاستعانة على ألمها من أذكار الصباح والمسا، وإلاّ كاد إن نودي أو أكلم أن لا يعقل معاني الخطاب فيظل أخرسا.
أخي القارئ الكريم: إن تاريخ آل سوق العلم الكبير، تاريخ جليل الصرح العلمي شامخ أنير، تعاقب على بناء مجده الزاهر، رجال كبار في التاريخ قرناً بعد قرن سجلات روائع العطاء العلمي الرصين المتين الباذخ الظاهر.
فكان من ذلك العطاء السخي ما يبذله أبناء آل السوق في سبيل أخذ العلم حسب أسس متينة جيلاً جيلاً إلى جيل النجوم الزواهر ـ ونرجو أن يبقى ذلك خصلة في بناة مجد سوق العلم الكبير، إلى يوم يرث الله الأرض ومن عليها ـ وهو على كل شيء قدير.
ومن روائع تاريخ آل السوق ـ كل أسوك ـ ما أولوه من الاهتمام البالغ بالرحلات العلمية خاصة بين قبائلهم لما لها من التمكن العلمي المقر به من يعرفهم من القاصي والداني في العلم...
وهم في ذلك على آداب جمة مع أهل العلم، خاصة من يقصدون عندهم أخذ العلم من التأسيس إلى التبحر والتفنن...
حتى كأنهم المصور حالهم في قول القائل:
اشدد إلى العلم رحلاً فهي راحلة***وصل إلى العلم في الآفاق أسفارا
حتى تزور رجالاً في رحالــــــهم***فضلا فأكرم بأهل العـــــلم زوارا
والطف بمن أنت منه العلم مقتبس***جدد له كل يوم مـــــــنك إبرارا
ومن فرائد روائع تلك الرحلات العلمية، أن قبائل السوقيين خاصة فيما مضى تتمتع بكبار العلماء في كل فن بحور، ما لو أراد أرباب تلك الرحلات ـ بعد مشيئة الله النافذة ـ لم ينشئوها لوجود من يغنيهم ـ من علماء قبائلهم ـ إغناء إرواء الغليل.
علماء فطاحلة أعلام أرباب المقام العلمي الجليل، كأنهم المعنيون في قول من أحسن حين قال: بحور زاخرة ***لن يبلغ الكادح فيها آخرة.
فبمثل بحر علمي من تلك البحور استغنى من بقي في سواحلهم ممن أصبح بعد من فطاحلة العلم ولم يرحل عن قبيلته يوماً من الأيام طلباً للعلم في غيرها.
هذا تنبيه ظريف لطيف، وألطف منه ما تتمتع به بعض قبائل السوقيين في العلوم ما أقر به عليه بعد عطاء نتيجة الدراسات التحصيلية.
ومنها هذه القبيلة الميمونة المناقب، السنية المراتب، التي جعلت زمر طلاب العلم من شتى القبائل تتنافس في الرحلات إليها ـ فضلاً من الله والله ذو الفضل العظيم.
وصدق الله إذ يقول: تلك الرسل فضلنا بعضهم...
فما بال من يجنح في أن يساوي فضل الجمهور بفضل بعضهم.
فالأفضلية بخصوصياتها سنة أزلية، وذكرها سنة أيضاً أزلية...
فليسع الجميع ما وسع الأوائل والأواخر، ففضل زيد على عمرو ليس معناه إلغاء فضائل عمرو الخوافي والظواهر.
ولقد جرى التفضيل بين خيرة الخلق بعد الأنبياء والرسل، وهم الصحابة، كفضل الصديق على الفاروق، والفاروق على ذي النورين، وذو النورين على أبي تراب ـ رضي الله عنهم وعن بقية الصحابة الكرام.
ولقد بلغ ذكر ذلك التفضيل مبلغ العقائد.
وكل أمة لا يمكن بحال من الأحوال أن تتساوى في الفضل ولا في غيره، وإن ما لبعضهم من الفضل الجليل الجلي، هو فضلها إذا اقترنت بغيرها في العلو بعلي.
فتفاخر بمفاخر مآثرها من جهة الأم أو الأب، أو بهما جميعاً على نحو قول من قال: أمهتي خندف والياس أبي.
فترك ذكر أي خصلة حميدة لمراعاة عاطفية في معرض المفاخر، ظلم تاريخي وخيانة اجتماعية وجور فيه كبير ظاهر...
وقد يظن الظان أنه إن أغفل ذكر ما لليمين من الفضائل، سيسلم له ذكر الشمال ذكر جمع السالم في معرض الشمائل.
وربما رام المغلوب في أمره أن يتجاهل حقائق من تلقاء نفسه، فإذا تجاوز الأمر نفسه إلى عالم المعرفة ندم ندامة الكسعي، القائل:
ندمت ندامة لو أن نفسي***تطاوعني لقطعت خـــــمسي
تبين لي سفاه الرأي مني***لعمر أبيك حين كسرت قوسي
هب أخي القارئ الكريم: أنك تركت أهم مناقب أفراد قومك إرضاءً لمن لم ينلها...
ثم لما نزلت من المنبر المفاخر ارتقاه منافسك فذكر أجل ما يعلمه عن قومه وعن خصائص أفراد قومه، فقضى السامع لبيباً كان أو غير لبيب بالفضل والمجد لمن أتى بزيادة يفضل بمثلها، فمن جنا على نفسه تلك الجناية النكراء؟؟؟.
لذا فكل أمة في خطأ تاريخي جسيم، إن لم تنظر في نفسها نظر الشخص في جسده السليم، المقر أن منه الشمال ومنه يمينه الكريم، إضافة إلى تفاوت أعضاء جسده في أهميتها ودورها الطبيعي خلقة، وينظر فيها معتبراً أن مجموعها هو كمال نفسه رتقاً، لا كماله عضواً عضواً فتقاً...
فالأمة بدينها الحنيف ديناً قيما، كالجسد الواحد، وكذلك تكون في الخصال الحميدة...
فمفاخر أفراد جماهير الأمم هي مفاخر تلك الأمم، لا أن كل أمة مفاخر كلها عن بكرة أبيها...
فالمفاخر هي ذكر مآثر من رزقها من الشعوب، وقبائل، وبيوتات عن طريق أفرادها الواقعة منهم...
لذا فليكشف كل واحد جيلا جيلا بكتابة موثقة يكشف بها النقاب عن أعلام صحرائنا العلماء وغيرهم من السادة، فنحن جميعاً أبناؤهم فلكن بهم بارين بذكر ما للفرد، والقبيلة والشعب والأمة من المناقب الجليلة ومزايا المآثر، ولنتغن بمجد الجميع على نحو قول القائل:
نحن بني أم البنين الأربعة***ونحن خير عامر بن صعصعة
ومن عزوف المعزوف، نرجع إلى بيان نوع من أنواع الفروق بين الصفة والموصوف.
بعود حميد إلى رحاب سعادة الدكتور محمود زبير ـ حفظه الله ـ لنصل به إلى علم الفلك عبر تعريفة بزواهر من نجومه، قائلاً:
**- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل أحمدْ محمدْ ابن العلم الشهير بُوجَلْ السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى.
قرأ عليه الآجرومية، والخلاصة.
**- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل آلاّ بن محمد أحمد ـ مرة ـ بن مفلح بن حماس السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى.
قرأ عليه الآجرومية، والخلاصة.
**- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل البشير بن الكرماني الإدريسي السوقي الجلالي.
قرأ عليه الآجرومية، والخلاصة.
**- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل إمَنْمَنْ بن أسامة الإدريسي التبورقي.
قرأ عليه الآجرومية، والخلاصة.
**- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل آحمد بن أحمدُ السوقي من أهل بنكلاري.
قرأ عليه الآجرومية، وملحة الإعراب، وربعين من الخلاصة.
**- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل محمد ـ آمّا ـ بن حسان ـ الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله.
قرأ عليه الآجرومية، والربع الأول من الخلاصة.
**- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل ربيعة الرأي شيخي المؤرخ عبد الله بن محمد آحمد ـ إنْتَمَلْمُولي ـ الإدريسي السوقي المرسي ـ حفظه الله.
وهنا يقف بنا قلم التاريخ، خاصة فيما تفضل به علينا سعادة الدكتور محمود زبير ـ حفظه الله ـ على وجه العموم والخصوص، على أمل في لقاء آخر كريم مع سعادته ـ جزاه الله عنا كل خير في الدارين.
اللهم تقبل منا صالح أعمالنا، واجعلها خير ذخر لنا يوم: وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى.

قاله وكتبه الراجي عفو ربه ورضاه، الغني عمن سواه


يحي بن إبراهيم السوقي


بتاريخ 15/2/1432هـ


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 01-19-2011 الساعة 12:58 PM

رد مع اقتباس