عرض مشاركة واحدة
قديم 01-05-2011, 10:49 AM   #16
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: إنظار المعسر المدين



الطود الثاني: الشيخ العلامة أحمدُ بن محمد الصالح ـ إنقنا ـ بن حازَّ السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله.
قلت: من أجل ما أتحفني به سعادته من فوائد مدخرات التاريخ، الوقوف على هذا الطود الشامخ.
وإنني كلما لمت صحرائنا الغالية ندمت على ذلك لما ظهر لي من أسرار صناع التاريخ.
قوم يقودك صنيعهم الجميل إلى ما بلغ بهم التواضع والزهد عن الدنيا والبعد عن خشية العجب بالنفس كل مبلغ، فكان من توافقهم العجيب، أن تواطئوا على ذلك الهدي الجليل الذي لو تأمله حق تأمل من دان نسفه، لأصيبت مقاتل نفسه خاصة في معرض إظهار المفاخر التي هي خلاصة مآثر الأقوال والأفعال المحمود في ميزان المناقب، فمن نظر في آية: أتعلمون الله بدينكم.
لا شك أنه إن لم يكن مغلوباً سيسرع إلى إحياء معنى قول القائل الحكيم:
ما يصنع العبد بعز الغنى***والعز كل العز للمتقي.
هذا إذا كان في جواهر الغنى الملموس المشاهد، فما البال بصنيع وقع كمنقبة جليلة وفق إليه المحظوظ بها، ثم مضت بمضي يومها، بل ساعتها...
فلا يمكن الاستفادة منها إلاّ على سبيل ذكرها...
وذلك مما يدركه أيّ عاقل، فما بالك، بمن أمر أن يتدبر قول الحق ـ سبحانه:إن أكرمكم عند الله أتقاكم...
قال الإمام القرطبي ـ رحمه الله: وفي الآية ما يدلك على أن التقوى هو المراعى عند الله تعالى وعند رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ دون الحسب والنسب. سورة الحجرات.
فكان هؤلاء الأطواد من الذين أكرمهم الله بفقه قوله سبحانه: لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس...
فلذلك تجد أن كثر ما دون من قبيل المآثر من السير والتراجم إنما كتبه دون من أكرم به خشية الإفلاس.
فما وقع منه خلاف ذلك كمن كتب عن نفسه ـ مشكوراً ـ إنما وقع بعد أن تلثم بلثامه الحديث متزينا بمعاني آية: وأما بنعمة ربك فحدث.
فأورث هول الموقف ـ نقلاً وعقلاً ـ علماء صحرائنا خاصة آل السوق أن جبنوا كلهم، حتى عن تحدث أحد أعلامهم بتدوين سير من سواه فكان كل جيل ضحية من قبله على سواء كأسنان مشط، متوارثين تحقيق أسمى معاني قال الشاعر، خاصة في مثل تي المشاعر:
حسبت التقى والجود خير تجارة***رباحاً إذا ما المرء أصبح ثاقلا
ومما يؤيد ذلك ما تناوله الدكتور الهادي المبروك الدالي، حين تكلم آل السوق، قائلاً: وبما نحن بصدد الحديث عن الحياة الثقافية في تمبكتو يجدر بنا أن نتحدث عن مدينة السوق التي كانت مركز إشعاع حضاري في السودان الغربي...
وقد أعجب بهم سكان أزواد لعلمهم وتقواهم...
مملكة مالي وعلاقتها مع المغرب ـ ط: دار صنين للنشر والتوزيع.
لذا فكل ما وقف عليه من آثارهم الحسنة، هم وأمثالهم، إنما هو من باب قول الآخر:
يخفي صنائعه والله مظهرها***إن الجميل إذا أخفيته ظهرا
هذا وإني بهذا الطود العظيم الذي آوى إليه أخاه، ليقوي أصوله الثابتة في شتى الفنون...
إذ الحال ينطق بأن مبادئ العلوم أخذها شيخنا بينه ويبن ركن أصلهما المتين الشيخ العلامة محمد الصالح إنقونا ـ فنشأ شيخنا بين والده العلم الشهير وبين أخيه ذي المقام العلمي الكبير، المتين المعارف أحمد، فامتلأ علماً من رأسه إلى أخمص قدمي الجسد، كوعاء علمي طاهر حصين، فحوض فياض فنهر عذب معين...
ثم إنه بعد هذه المرحلة الجميلة بدأت رحلته العلمية في سفن بحرية علمية تنغاكلية إماماً بعد إمام كالجواري المنشآت في البحر كالأعلام.
على معنى قول أحد الناطقين بحقيقة آل السوق جيلاً جيلاً، وهو الشيخ العلامة إغلس الإدريسي السوقي المرسي، حين تخلص إلى قوله:
ولا أرى غير التعلم الحسب***ولا أمت بأساليـــب النســـــب
لكنني من ضئضئ ابن المنتخب***الحسن اللباب من أم وأب


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ


رد مع اقتباس