عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-2011, 12:37 PM   #13
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: إنظار المعسر المدين



شيوخ شيخنا الأطواد الرواسي ـ عليهم شآبيب رحمات الرب ـ سبحانه في علاه:
قلت: إن من مواطن الحزن الأليم، ما أسوتي فيه هدي النبي يعقوب ـ عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم:
إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ...
اللهم ألطف بنا يا من بلطفه أكرم من سن سنة الحزن حين يغيب خبر فضلاء الأنام بإيناس وحشته بابن الكريم بن الكريم الكريم...:
يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ.
إن مما يعد من بلاء التاريخ السيئ المبين، ما دفن في صحرائنا التي اعتدت علينا بتصحرها الذي لم يسل منه أرباب القلم العليم الصائب، كقلم صاحب: أدب الكاتب....
من تدوين باذخ مفاخر مجد تاريخ ما لا يحصى من علماء آل السوق عصراً عصراً خاصة مثل هذه الفترة المتمتع بجهابذة العلماء الأعلام، في كل فن، بين قبائل السوقيين، ولا سيما أعلام هذه القبيلة التي من غدر الزمان بأهله ما كنزه من درر تاريخ مثل أعلام هذه القبيلة الجليلة المآثر العلمية فناً فناً...
الذين منهم بعض شيوخ شيخنا المهتدى بهم إلى ما هو من يسير أثرهم أثراً كاد أن يندرس باندراس جهته....
وقد وقفنا عليه بعد طول البحث في براري مضارب تلك الصحراء التي كأنها المعنية في دفنها مفاخر أهلها بالمثل المشهور، الموعوظ به صاحب: لعاب المنية ـ المناقش:وعلى نفسها جنت براقش.
وفي مجلة الكوثر ـ العدد 16 ـ السنة الثانية ـ ذو الحجة 1421هـ ما نصه: وكانت بلدة السوق مركزاً مهماً تخرّج منه آلاف العلماء.
كل هذه الأعداد الحقيقية وغيرها من آل السوق، ومن القبائل العلمية المتمتعة بها هذه الصحراء الجانية على نفسها مع غلائها في نفوسنا، إلاّ أنها أصيبت بداء الصحارى، الخاص بدفن محاسن أهلها ـ إنا لله وإنا إليه راجعون.
فها نحن نتعرج الآن مع سعادة الدكتور محمود زبير ـ حفظه الله ـ إلى سلسلة من شيوخ شيخنا الأطواد.
**- الطود الأول: والده الكريم الشيخ العلامة محمد الصالح ـ إنقنا ـ بن حازَّ السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى.
فقد أفادني سعادته بأن نجله شيخنا قرأ على والده جمع الجوامع.
قرأ عليه جمع الجوامع..
قلت: ما أدراك بهذا العلم النير به زمانه الشيخ العلامة محمد الصالح ـ إنقنا ـ رحمه الله ـ الذي مما التقفناه من يد الاندراس، ما حدثني به شيخي المؤرخ ربيعة الرأي عبد الله بن محمد آحمد الشهير بإنتملمولي الإدريسي السوقي المرسي ـ حفظه الله ـ أحد حفاظ التاريخ الثقات الأكياس، أن أحد أعلام الدعوة إلى الله تعالى ـ في عصره الشيخ العلامة السلفي الحجة الرباني، المتفنن في العلوم الإسلامية الشيخ عبد الله بن المحمود المدني الأدرعي السوقي التيسي ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ من سما بصحرائنا إلى عالم المفاخر الحقيقية ـ الدعوة إلى الله على الصراط المستقيم ـ هدي إمام أئمة الدعوة محمد بن عبد الله المصطفى ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أهل النهج القويم.
إن بدر الدجى الشيخ عبد الله المدني، لما زار الكثير من قبائل آل السوق، المتمتعة وقتئذ بأعلام العلماء الكبار، كان من بين من زار قبيلة تنغاكل الحصينة الدار، وكانت زيارة هذا العلم الدعوي الكبير، وقعت في زمن جبال من العلماء في حيّ تنغاكل، ومن بين أولئك السادة الأكابر العلم الشامخ محمد الصالح ـ إنقنا ـ رحمه الله.
فاستقبلوه بالحفاوة والإكرام، وبعد أن وقع أسنى معاني الضيافة اللائقة بالأعيان الكرام، تفرغ له هذا الطود الشيخ محمد الصالح ـ إنقنا ـ بعد أن التمس من أسود أفقه الضارية، أن يتيحوا له الفرصة الانفراد بهذا الضيف الدعوي الكريم، خاصة فيما يتعلق بالكتاب والسنة، فآثروه على أنفسهم، ولو كان بهم خصاصة.
عند ذلك التقى البحران، إلاّ أن بينهما برخ السنة النبوية ومواطن مختارة من آي الذكر الحكيم، فلا يبغيان.
في وسط جهابذة أولئك الحضور، فما من سؤال دقيق تخفيه الصدور، إلاّ وعرض هذا العلم الشيخ محمد الصالح ـ إنقنا ـ ما دق منه في الكتاب والسنة، وكان بقدر دقة تلك الأسئلة الدقيقة، قدر ما ورد عليها جواب علم الدعوة إلى الله تعالى الشيخ عبد الله المدني بكل ثبات وإتقان وتمكن ومهارة في معقوله وحفظ وضبط لمنقوله...
ما جعل العلامة العلم الشيخ محمد الصالح ـ إنقنا ـ يقول لأعلام عصره: ما رأيت أحفظ لكتاب الله ولا للسنة، ولا أعلم بهما من هذا الشاب...
وكان أسن من المدني بكثير...
ولما أشعرهم بتركه لهم وتركهم له، بإقراره للمدني بتلك الشهادة التي بمثلها يسمو التاج على الرؤوس، ولو تعامى عنها المقصور من مرضى النفوس...
بمثل تلك الشهادات التي يفتخر بها إن وقعت لأنها من قبل أهل العلم العلماء الأعلام، لا من يعد إن وقعت منه الشهادة بمثلها تكون في مقابلها كشهادة العوام.
ثم إن بدر الدجى الشيخ عبد الله المدني، لما خرج من المغاطسة في علوم القرآن والسنة، خرج من السباحة بمهارة فائقة، من حينها قال لؤلئكم الأسود ـ جبال العلم الجدد البيض الغرابيب السود، أريد القِرى ـ الضيافة، قلوا مقالة: نحن الضيوف وأنت رب المنزل.
أي: اختر من أنواع الضيافة ما تتوق إليها النفس، فقال بعد أن صعد به الحال النفس: إنني أشتاق ما اشتهر عنكم من المهارة في النحو، فنزل ببعضهم الميدان، فخدره ببعض مخدرات النحو الحسان...
ما جعله يقول قوله المأثور: أشهد أن النحو ما شرّق ولا غرّب لإنَبْرامْ...
فأين نجلة أعيان كبار الرجال، فلتبك تلك الباكية هنا بكاء ذات الدلال.
قلت: وإنبرام، منزل من منازل قبيلة تناغكل في الربيع والخريف، وهو في ضواحي قوسي على مشرقها، ويبعد عنها نحو عشرين كيلاً.
هذا وإن هذه الحادثة التاريخية الجليلة أتحفني بها شيخي ربيعة الرأي استطراداً هذه السنة 1431هـ.
لأنها قالها لي معرض ما كتبته عنه مما يتعلق بالشيخ العلامة السلفي العلم عبد الله المدني، الذي سمع منه تلك القصة، إذ كان شيخي ربيعة الرأي ممن يستصحبه الشيخ المدني ـ رحمه الله.
وكان شيخي غلاما وقتئذ، فلازمته لأخذ ما في ذاكرة التاريخ خلال يومين هما ظرف زمان، لما يتعلق بهذا العلم الدعوي الشامخ، الذي مازلت أسعى إلى أن أظفر بمزيد من تاريخ أيامه الجليلة لأسبكها سبك المجوهرات ـ بإذن رب الأرض والسماوات.
لأن الدعوة إلى الله تعالى أجل ما شغل بها المرء حياته لأنها سعادة الدارين، والذي دعاني إلى المشاركة في جانب التاريخ إنما هو ضرب من التحيز، الذي يمكنني من تدوين شيء من تاريخ مجتمعاتنا في صحرائنا الغالية، خاصة جانب أهل العلم، وسادات المنطقة...
فإذا تيسر شيء من قيد بعض ذلك الصيد الثمين، فسنعتزل الساحة للغير عائدين إلى الدعوة إلى الله بين خدمة آثار أهلها ـ بإذن الله ـ وبين نشر ما تدعو إليه من إفراد الله تعالى وحده، وبيان ما يضاده مما ابتدع خاصة في جانب العقيدة الصحيحة والتوحيد السليم ـ إن شاء من بيده ملكوت كل شيء.
فصبر جميل، وقديماً قيل قول الشاعر النبيل:
لا بد من صنعا وإن طال السفر.
هذا ما أرجو أن نوفق إليه، وما ذلك على الله بعزيز، وهو ولي التوفيق.


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ


رد مع اقتباس