عرض مشاركة واحدة
قديم 12-27-2010, 10:48 AM   #4
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: إنظار المعسر المدين



توطئة:

إن شيخنا زين الدين ـ رحمه الله ـ من نجباء العلماء النبلاء المبرزين، بل ومن أعيان الأعلام البارزين، الذين يقول عن مثلهم الشاعر الفطن النبيل:
إن الزمان بمثله لبخيل.
وإن كان التبحر في فنون العلم ـ ولله الحمد ـ وصف عموم السوقين بالعلم الذي أصبح هو لسان الحال قبل لسان المقال، الناطق به قلم أيّ عالم بارز في أفقه، إذا جمعهم المحيط قديماً وحديثاً، حين يتناول ذكر أهل العلم حقيقة في أفقهم الذين منهم قلم صاحب تفتيش الوثائق...
قائلاً حين تناولهم، وهو في أقصى بلاد محيطهم مناطق تمبكتو، حين قال: وقد احتفظت هذه المدينة ـ أي: مدينة السوق ـ بمن لا يحصى كثرة من العلماء والزهاد والأتقياء والصالحين والأولياء والكبراء.
تفتيش الوثائق عن تاريخ الطوارق، وبعض الأمم المجاورين لهم في المناطق، 1/131. مخطوط.
فإلى سيرة أحد هؤلاء العلماء الأفذاذ الجبال الجدد، نسير سيرتين سير ذي رشد.
قلت: ولقد أتصور شيخنا ـ رحمه الله ـ الشيخ زين الدين، إذ هو ممن أرضعتني حوالم بحور علوم بني سعده ـ تصور من في سن دون التمييز من يتيم الأبوين.
فعالم علامة علم بر بطلبة العلم خاصة قرابته، كيف لا، وهو الذي أسمعني أول ما سمعته منه، أن قال لي:
*إن أتيتني كرجل من أهل قرابتي، فقد أصبت، إذ نحن وإياكم نجتمع عند الجد السابع أو الثامن ـ الشك مني ـ مصرحاً بجلالة تلك القرابة المتصلة بمن كل نسب مقطوع إلاّ نسبه الشريف...
هذا موقف كما وقع، لم أستطع نسيانه إذ ما زال جرسه المعنوي الجليل ينبهني بين فينة وأخرى عما يجب عليّ تجاه هذا العلم من البر الكريم، الذي أعقب تلك المقالة الجليلة، بهدية سنية غالية جميلة...
*إذ لما رأى مني ما طمأنه على حب الرضاع من بحور علمه الغزيرة، شرع بعد أسبوع، أو أقل من مجيئي له بادئ ذي بدءـ رحمه الله.
وذلك حين شرفني بكتابة المقدمة الآجرومية بقلمه الكريم، من حفظه على نهج العرجون القديم، لدى قبيلة تنغاكل الشهيرة التفنن في العلوم قاطبة خاصة فنون اللغة، ولا سيما علم النحو والتصريف...
المقر لهم بذلك القاصي والداني، ممن يعرف المنطقة من أهل العلم المنصفين العدول...
فهذا العلم حقاً له فضل كبير علي ـ بعد فضل الله العظيم، وهو سبحانه أهل الثناء والمجد.
كما لم أزل أتأسف على استعارة بعض العلماء مني تلك النسخة العتيقة المتميزة، ليكتفي بها لطلابه.
ولكن شاء الله أن تعرضت تلك النسخة عند ذلك العالم الذي استعارها مني للضياع، كما هو شأن كثير من تراثنا الذخار، ولم أزل أطمع بها، إذ لعلها انتقل بها بعض طلبة العلم لدى ذلك العالم إلى أفقه...

قلت أيضاً إن من الشأن الذي يقال عن مثله: فكيف أذكره إذ لست أنساه.
*اهتمامه الكبير بي، خاصة تشريفه إيايّ بمصاحبته في أسفاره داخل مواطن سفره في صحرائنا الغالية، بل ويسافر بي في أسفاره بين الدول المجاورة كساحل العاج...
ولم يصاحب غيري من طلبته، الذي منهم من: إجلاد، وكل انصر، وقبائل أخرى، فضلاً : كل أسوك ـ آل السوق...
وجل أولئكم الطلبة أكبر مني سناً، بل وأقدم ملازمة مني له في طلب العلم ـ وذلك فضل الله الذي يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ـ هذا أمر.
وأمر آخر: أن أسفاره الدولية، هو الذي يتحمل تكالفي من... إلى... لانقطاعي عن مواطن من يمكنني بذلك من القرابة، وخواصها...
وأما أسفاره في الداخل فإنه يكرمني بركوب فرسه الخاص الأدهم، وهو على يركب جملاً من جماله.
هذا أمر كبير لدى من يعرف شأن ذلك عند أرباب الخيل، أيام كثرة اقتنائها، فضلا في وقتنا الذي أشبه ركوبه بآلاته من المتاحف التاريخية الغالية...
فإنه بالفعل كذلك في زمن ندرة اقتنائها لا سيما الجياد منها، التي منها ذلك الحصان الكريم الذي كان يركبه شيخنا إلى محل قضائه في مدينة قوسي، التي هو قاضيها الرسمي، بل وأفق بعيدة فضلا ما حولها...
*ومما يقصر النسيان دونه أن منعني، أن أرتبط بأيّ خدمة له فضلاً لغيره، وذلك لكي لا يخرجني أيّ ارتباط من رياض علمه الفياضة النقية ـ رحمه الله رحمة واسعة.
*ومما يذكر فيشكر له أنه ـ رحمه الله: حين يقرر لي قاعدة من القواعد، يقررها على العرجون القديم لدى قبيلتهم العلمية المكرمة، ما يجعل بعض طلابه القدامى، الذين انتهوا من ذلك المتن، يقول لديه: هذا التقرير ما سمعته إلاّ اليوم...
فيقول له: إن يحيى عندما أقرر له قاعدة ما يسهل عليّ أن أتناولها على مثل هذه التقريرات، لما ألمس منه...
وكان يريد بذلك أن يشجعني بكلمة الفهم المدرك لمعاني الوجوه العويصة ـ جزاه الله عني كل خير، عن تلك الصنائع التشجيعية...
هذا غيض من فيض من صنائع علماء قبائل آل السوق، تلك القبائل، يذكرني دورها العلمي والحفاظ عليه ما ألفه عبد الرحمن حفيد أحمد زاد تصنيفاً مفرداً بقوله تعالى: ولقد آتينا داود وسليمان علما..
ومهد لمؤلفه تمهيدات جليلة منها ما أورده في مقدمته من قول عليّ ـ رضي الله عنه:
ما الفخر إلاّ لأهل العم إنــــهم**على الهدى لمن استهدى أدلاء
ووزن كل امرئ ما كان يحسنه**والجاهلون لأهل العلم أعداء


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ


رد مع اقتباس