عرض مشاركة واحدة
قديم 11-30-2010, 01:46 AM   #23


الصورة الرمزية محمد أغ محمد
محمد أغ محمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 78
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 09-27-2012 (01:03 AM)
 المشاركات : 299 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: دعوة للمؤرخين والأدباء السوقيين



حياكم الله.
الشيخ أداس. أقدر شعورك تجاهي.لكني تفاجأت ب(هكو) فعلا، فقد كان يوم التهديد أول أيام لقائنا وتعارفنا، وكأنه يبحث عني من زمان.
الأستاذ/ الأدرعي لتضحك إلى الاستلقاء.
أما ما يتعلق بالموضوع فلا رأي لي فيه إلا الذي وضحته. أن يمارس الدارس تجربته النقدية بحرية كاملة، كما مارس المؤلف تجربته الإبداعية بحرية كذلك. أنا شخصيا إما أن آخذ القلم، وأسجل ملاحظاتي المتواضعة بدون شروط، أم أودعه جيبي إلى الأبد. بالنسبة لدراسة السوقيين. لأن الإشكالية الكبيرة وجود النسبية حتى في الموضوعية.
فالموضوعية نسبية بشكل كبير. فمثلا: قد تكون الموضوعية عند زيد أن أسطر قصائد الثناء والذكر الخالد لأجداده، وأترك آخرين للنسيان. فلا تتوقع آن يؤاخذني لأني لم أذكر عمرا. وهكــــــــذا. بينما يقيم الدنيا ولا يقعدها إذا لم أنوه به في أول كل سطر كتبته.؟؟؟ وبالتالي فما ذا نقول للكاتب؟؟ أنأمره بهذه الموضوعية. ؟؟
وبالمناسبة أود أن أنقل لكم كلاما نفيسا بالغ الأهمية والخطورة في هذا الموضوع، لأننا ـ معشر السوقيين ـ نعيش فترة زمنية من التأخر تشبه الفترة التي صدر فيها هذا الكلام الغالي للأديب مؤسس مدرسة المهجر وأحد أقطاب النقد العربي المعاصر ميخائيل نعيمة فاقرؤه بتمعن:
يقول ميخائيل في مطلع كتابه (الغربال):
(في المثل: { من غربل الناس نخلوه } إذن ويل للناقدين, لأن الغربلة دينهم وديدنهم، فيا لبؤسهم يوم ينظرون من خلال ثقوب غرابيلهم فيرون أنفسهم نخالة مرتعشة في ألوف من المناخل. إذ ذاك يعلمون أي منقلب ينقلبون. فيندمون ولات ساعة مندم.
أجل إن مهمة الناقد الغربلة، لكنها ليست غربلة الناس، بل غربلة ما يدوننه قسم من الناس من أفكار، وشعور، وميول. وما يدونه الناس من الأفكار والشعور والميول هو ما تعودنا أن ندعوه أدبا، فمهمة الناقد إذن هي غربلة الآثار الأدبية، لا غرلبة أصحابها. وإذا كان من الكتاب والشعراء من لا يفصل بين آثاره الأدبية التي يجعلها تراثا للجميع، وبين فرديته التي لا تتعداه، ودائرة محصورة من أقربائه وأصحابه فذلك الكاتب أو ذاك الشاعر لم ينضج بعد. وليس أهلا لأن يسمى كاتبا أو شاعرا. كذلك الناقد الذي لا يميز بين شخصية المنقود، وبين آثاره الكتابية ليس أهلا لأن يكون من حاملي الغربال، أو الدائنين بدينه.
إن شخصية الكاتب والشاعر هي قدسه الأقدس، فله أن يأكل ويشرب، متى شاء وحيث شاء، له أن يعيش ملاكا، وأن يعيش شيطانا، فهو أولى بنفسه من سواه غير أنه ساعة إذ يأخذ القلم ويكتب، أو يعلو المنبر ويخطب، وساعة يودع ما كتبه وما فاه به كتابا أو صحيفة ليقرأه كل من شاء ساعتئذ يكون كمن سلخ جانبا أو صحيفة من شخصيته وعرضه على الناس قائلا: {هو ذا يا ناس فكر تفحصوه، ففيه لكم نور وهداية، وهاكم عاطفة احتضنوها فهي جميلة ةثمينة}. وإذ ذاك يسوغ لي أن أحك فكره بمحك فكري، وأن استهجر عاطفته بمهجر عاطفتي. وبعبارة أخرى: أن أضع ما قاله لي في غربالي لأفصح قمحه عن زؤانه وأحساكه. فذاك حق لي، كما أن حقه أن يكتب..... إلخ.)
هذا هو ما استهل به ميخائيل كتابه الشهير { الغربال} الذي أصبح دستور مدرسة المهجر، بل مدرسة النقد عموما، ومن ثم أصبح مصباح النقاد العرب، وشرعهم.
هذا هو النقد أيها السوقي، علما بأن الأحكام التي أصدرها ميخائل على شعراء العربية لو أصدر سوقي واحدا منها لندم على كونه من البشرية.


 
 توقيع : محمد أغ محمد

اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا طيبا
وعملا متقبلا

التعديل الأخير تم بواسطة محمد أغ محمد ; 11-30-2010 الساعة 01:59 AM سبب آخر: خطأ

رد مع اقتباس