{صور من تمثال المجد}
للشيخ الشاعر نافع بن عثمان الأنصاري اليعقوبي التكيرتي
السّـــوقُ في ساحةِ الأمـْجادِ تـِـمْــثــَــالُ *** مـَــرْآهُ في شاشةِ الصّــحـراءِ أطـْــلالُ
ثَمّ القصــورُ تخالُـهـــــا الصّـخورَ، ولا *** رمْـــــلٌ هنـــالِك ـ إلاّ الـمسكَ ـ يَنْهالُ
مَـــغْنـــاهُ مُـــعـــتَبَرٌ للــــعَيْــــنِ مُنــــتَزَهٌ *** مَـــعْناهُ فَيْـضٌ مــن الإلـهامِ هَطّالُ
وللأصــــالةِ من أحضــــانِه انبـَجـَستْ *** عيـــونُ عـِزٍّ بهـــا التـَّــاريـــخُ يـِـــخــْتالُ
بُردُ المحاسنِ غضّ الوشي فيه، وإن *** شَيـــبُ الزّمانِ به الفِـــضِّـــيُّ أسْمالُ
*** *** ***
ما للــــثّقافــــــةِ إذ تُــــجْـلى مراكزُها *** جَـمالُـها من لُجيْن السّـــــوقِ مِعْطالُ
ألـمْ يُعرَّبْ بــ(نـحوِ السّوق) مُعْـــجمُها *** ألـمْ تُنمّقْ بـ(بخطِّ السّوق) أَشْكالُ
إن لمْ يكُنْ (مَدْرجٌ) لـ(لطّائراتِ) به *** ومـــــا بــــه لــ(قـَــناةِ البَــثِّ) إِرْســـالُ
فكـمْ أَوَاخٍ ـ كشاماتٍ ـ تنيط بــــها *** أعِنّــــةَ الصّـــافنــــــاتِ فيــــه أَبْــــطالُ
وكم صـدرن ـ يُـصدّرن العلومَ (بـلا *** ضرائبٍ) ـ من جيـــاد السّــوق أرسالُ
وكـم وردن حيــاضَ الســوق مــاردةً *** نــــوازلٌ لـــــــم يــــمسّ فــــقهَـــها البالُ
ثمّ انثـــــنت ذُلُـــلاً يَــــروي لـــمُــوردها *** عـــــــــــنّا الـمسائلَ: تفصــيلٌ وإجمالُ
*** *** ***
وحسبُـنا الفخـــرُ(آلَ السوق)أنّ بنا *** في العـــلم تُضربُ ـ والأخلاقِ ـ أمثالُ
مـــآثــــــرٌ ما عَــــفَتْ منــهـــنّ أَطْــــلالُ *** ومـــــلتقــــى السّوق لــــلأمجــادِ تِمْثالُ
دعـــــتْ لـــــه نُـــــخَبٌ لبّتْـــهُـــمُ نُـــــجُبٌ *** لـهــــمْ على الـــنُّجْـــبِ للـــعَلْيـاء إِرْقالُ
تـــوافَـــدُوا ليُشِيـــدوا بُرْجَ مَــكرُمــةٍ *** وهـــــم بنـــو وبنــــاة الـمـجد لن يالوا
قــــومٌ كفيلٌ بـجمعِ الشَّــملِ جــمْعُهُمُ *** وأن تكــــونَ جـــنـى الأقـــوالِ أفعالُ
وغِـــبَّ غيْثِ اللّــقا وادي التّواصُل في *** بـــادي وحاضِـــرِنا: خَـــصبٌ وسَـــيّالُ
فاعشَوْشبَتْ صِلةُ الأرْحامِ وازْدهَــرتْ *** فَـــفَاح مـــن عَـــبَقِ الإِصْـلاحِ إِقْـــــــبالُ
وأسْـــدلتْ ذاتُ بيْـنِ الأقْـربيـــــن ضَفا *** ئراً يُـعانِـــقُ مـْـنها النَّجْمِ عِـــسْــكالُ
فَهـَــكذا شـام غيْـــثَ الــمُلْتقـى أَمَلي *** والبــرْقُ يَبْسِـــمُ لـــي من ثَــغرِه الفالُ
*** *** ***
ومـــا مُنــى النَّفــــسِ إلاّ مِلئُ باصِـرتي *** مَـــرْأىً إذا حانَ من ذا الجَمعِ إِهْلالُ
أَمَا وَلِـــي زُحَلٌ عَــزْمٌ نأى بــيَ في انْــــ *** ـــتِــجاعِ مِجدٍ به في الشّـــرْقِ تِـــرْحالُ
فــهذه الشّــــمسُ تأتِيكُمْ على مَـــهَــل *** تـــؤُودُها من تَــحايا الــــــــــوٌدّ أَحْمالُ
أبْــهى وأفْـــخمُ مـــن شمْــــسٍ ومــن قَـمَرٍ*** (شِـــعْرٌ) له مـــنتهى الإبــداع إكْمالُ
في كـــلّ نُقْــــطةِ حــــرفٍ مــــنه ناطِـحةٌ *** بالـحُســــــنِ ناطِــــقةٌ، للمجدِ تِــمْثالُ
جــادتْ بــه مِن سلـــــيل الأَزدِ عارضــةٌ *** بالسّـــوق في ساحــةِ الأمـْجادِ تختـالُ
والحمد لله رب العلمين