مركزيـة مكـة على الكرة الأرضيـة :

وحقيقةُ مركزيّةِ مكّةَ المكرّمةِ من اليابسة في الكرة الأرضيّة، في العالم الحديث والعالم القديم، اكتشفها العالمُ الفلكيُّ الطبوغرافيُّ الأستاذ الدكتور حسين كمال الدين أحمد إبراهيم، سنةَ (1977م)، وأخمّنُ طريقة اكتشافه لها وأقول: ربّما كانت عن طريق (الفرجار)

بحيث وضعَ أداته على مدينة مكّة المكرّمة، ثمّ أخذ بتدويرِ الطّرف الآخر على أطراف القارات، وهذا التّخمين تصلح تجربيته على خريطة العالم القديم أيضًا، وبذلكَ يكون ما حولَ مكّة من يابسة متساوٍ بنسبةِ النّظر إليها ومكّة بآن واحد.

وأكبر دليل على مركزيّة مكّة المكرّمة، أنّ النّبيّ -صلّى اللهُ عليه وسلّم- أرسلَ للنّاس كافّة ينذرهم العذاب، ويُبشّرهم بثواب الله إذا أسلموا، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }سبأ28


والشّاهد أنّ اللهَ تعالى يقول: {وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا ...}الأنعام92



فالله تعالى استغنى عن ذكر باقي العالم بقوله (ومن حولها)، والقائل عندما يقول (حولَ الشيء) يكون هذا الشّيء مركز ووسط (الحَول).

والله تعالى قالَ (ومن حولها) أي مكّة، فهذا يعني أنّ مكّة هي مركز ووسط (الحول).

وهناك دليلٌ آخر وهو أنّ (المثابة) تقتضي العودة والرّجوع وهما يقتضيان اليسر في التّنقّلِ، والله تعالى جعلَ الكعبةَ الواقعة داخل مكّة (مثابةً) وهذا الجّعل جعل كوني مؤبّد، وهذا يقتضي اليسر في التّنقّل؛ ونحنُ أخذنا في كتب الاجتماعيّات (الجغرافيا خاصّة) أنّ أسهل المناطق وصولاً ما كان في الوسط، وعقلاً؛ لو خمّنا كون الكعبة في (أستراليا) كيفَ ستكون (مثابةً للنّاس). إنّ كون مكّة المكرّمة في الوسط يُحقّق المثابة للكعبة.