موقع مكـة في مركز العالم :

موقِعُ البلَد الأمينِ في مركزِ العالَم، وهذا الاتّجاه الجُغرافيّ يُبرْهنُ على مركزيّةِ مكّةَ،
وهي مركزيّةٌ لَفَتَت اهتمامَ الجُغرافيّينَ المُسلمينَ في سياقِ تقسيمِهِم لأقاليمِ الأرضِ
منذ القَديم، وللتّدليلِ على هذا الاهتمامِ لا بدّ من الاطّلاعِ على منهج "ابنِ حَوْقَل"
البغدادي المُتوفّى سنة 362 هـ، في تقسيمِه الجُغرافيّ، وحديثه عن فضلِ موقعِ مكّةَ؛

يقولُ: « بدأتُ بذكرِ ديارِ العربِ فجعلْتُها إقليماً واحداً؛ لأنّ الكعبَةَ فيها ومكّة "أمّ القُرى"،
وهي واسطَة هذه الأقاليمِ عندي »

وكتابه "صورة الأرض" من أهمِّ الكُتُبِ التي ألّفت في الجُغْرافيا السّكّانيّةِ في القرنِ الرّابِعِ
الهجرِيّ. يُنظَر كتاب: صورَة الأرض لأبي القاسِم ابنِ حَوْقَل، بَيْروت، مكتبة الحَياة، 1979م.
و يُنظَرُ أيضاً كتابُ صفة جَزيرَة العَرَب لأبي محمّد الحَسَن بن أحمدَ بن يَعْقوب الهَمدانيّ
(ت.345هـ)، وقد جمعَ المؤلّفُ في كتابِه ما لِجزيرةِ العرَب – بسببِ وُقوعِ مكّةَ والبَلَد الحرامِ
فيها – من فَضائلَ ، وذَكَرَ أقاليمَها وطبائعَ أهلِها، وذكَرَ أطوَلَ مدنَ العربِ المَشهورَة .

والشّاهدُ عندَنا هو مركزيّةُ موقع مكّةَ المكرّمَة من العالَم كلّه