04-25-2009, 12:37 AM
|
#8
|
عضو مؤسس
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 61
|
تاريخ التسجيل : Mar 2009
|
أخر زيارة : 09-06-2012 (03:33 PM)
|
المشاركات :
419 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
هكذا ....
نشكر الأخ أبا عبد الله على موضوعه الممتاز , وما من شك في أن الموضوع -كما وصفه الأخ الكريم- تناول مصطلحا مهما جدا , ألا وهو ( مصطلح الثقافة ).
هذا الموضوع الذي يلقي الأضواء على المراد باللفظ الذى يفهمه العامة بأكثر مما يفهمون تعريفه ، هذا المصطلح الذي قد يكون من أكثر المصطلحات ورودا على ألسنة الناس اليوم ,
حيث إنه يستخدمه كل متحدث وكاتب , وفي كل سياق .
بل أصبح يضاف إلى كل مجال من مجالات الحياة, فيقال :ثقافة التعليم , ثقافة التجارة , ثقافة الزراعة , وهكذا..
فمن هنا تتجلى الأهمية العالية لهذا المصطلح ؛ لعموم البلوى باستخدامه _بتعبير المتفقهة-.
وكما نشكر الأخ الكريم على اختياره لهذا الموضوع , فإننا أيضا لنهنئه على هذا العرض الراقي الذي عرض به الموضوع.
أما عن الأسئلة التي استنتجها الأخ الكريم من قراءته لتعريفات هذا المصطلح .
فإن الإجابة التفصيلية عنها تحتاج رحلة طويلة , نرجو أن يكون موقعنا هذا من وسائل النقل التي تستخدم في القيام بها.
أما الإجابة المجملة , فعن السؤال الأول يمكن أن نجيب بشكل ارتجالي , فنقول :
نعم عندنا ثقافة ؛لأن معظم الجماعات الكبيرة لها سماتها الثقافية الخاصة التي تلائم ظروفها وحاجاتها وتُؤَمِّن بقاءها واستمرارها.
ومثل هذه المجموعة من السمات الثقافية يمكن تسميتها ثقافة.
وتمتلك الأمم ومعظم القبائل، وحتى بعض القرى، الثقافة بهذا المعنى.
بل إن لكل عائلة تقليدها الثقافي الخاص بها. وهو تقليد يشتمل على كثير من السمات التي تشترك فيها العائلة مع الآخرين ممن يعيشون في نفس المنطقة، وينتمون إلى الطبقة الاجتماعية ذاتها. علاوة على ذلك، تمتلك العائلة السمات الثقافية الخاصة بها.
وما دامت الثقافة تشير إلى وسيلة ما من وسائل الحياة وتشمل أسلوب الحياة البسيطة والمعقدة،فإن أسلوب الحياة عندنا لن يخرج من هذين القسمين.
وما دام أن ثقافة أي شعب من الشعوب هي أسلوب الحياة فليست مثل الحضارة التي تتصف بنظم اقتصادية وحكومية معقدة .ولذا فبالرغم من أن كل إنسان يعيش في إطار ثقافة ما، إلا أنه لا يعيش كل فرد في إطار حضارة معينة.
وإذا كانت الثقافة أيضا مجموعة الأعراف والطرق والنظم والتقاليد التى تميز جماعة أو أمة أو سلالة عرقية عن غيرها ,فذلك أيضا يشملنا.
فإن لنا أعرافا وطرقا ونظما وتقاليد تميزنا عن غيرنا كما هو معروف.
وعند ما نتأمل ما توحى التعريفات التي تضمنها الموضوع من قبيل أن مفهوم الثقافة يشير إلى كل ما يصدر عن الإنسان من إبداع أو إنجاز فكرى أو أدبى أو علمى أو فنى.
فإن لنا مشاركة في جميع هذه المجالات .
أما المفهوم الأنثروبولوجى للثقافة فهو أكثر شمولا، ويعد الثقافة حصيلة كل النشاط البشرى الاجتماعى فى مجتمع معين ،ويستتبع هذأ أن لكل مجتمع ثقافته الخاصة المميزة، بصرف النظر عن مدى تقدم ذلك المجتمع أو تأخره.
ويتميز هذا المفهوم ببعده عن تحميل الثقافة بالمضمونات القيمية، وإن اعترف بأن لكل ثقافة نسقها الخاص من القيم والمعايير.
وكثيرا ما تستخدم الثقافة للإشارة إلى النشاط الاجتماعى الذهنى والفنى، وفى أحيان أخرى إلى النشاط الفنى وحده ، أو النشاط الأدبى والفنى.
وليس من شك فى أن الثقافة الإسلامية ككل, وثقافات الشعوب الإسلامية المختلفة، -بما فيها موضوع حديثنا -تمثل أنماطا بارزة للثقافة المتصلة والممتدة بجذور قوية فى الماضى، بل يكاد المراقبون ينظرون إلى الثقافات الإسلامية اليوم على أنها أقدم الثقافات التى لا تزال موجودة فى عالم اليوم دون تقلبات أو تغيرات حادة فى مفاهيمها الأولى، ويرجع هذا بالطبع إلى سمو التعليمات الإسلامية، التى تستمد وجودها من الخالق جل وعلا من خلال تشريع سماوى لم يقتصرعلى العبادات وإنما تكفل بتوجيه السلوك الإنسانى فى المعاملات والعادات ونمط الحياة اليومية على مستوى الفرد والمجتمع على نحوما نعرف جميعا.
أما بقية التساؤلات فهي ما نأمل من الله –سبحانه وتعالى –أن تتم الإجابة عنها من خلال مقالات أبناء السوقيين وغيرهم من أبناء المنطقة , من خلال موقعنا هذا وغيره.
ونسأل الله التوفيق للجميع .
أخي الكريم ننتظر منكم المزيد في مثل هذه الموضوعات , كما ننتظر من الإخوة المشاركين إثراءها بالتعليقات المفيدة .
والسلام عليكم .
|
|
قال الإمام العارف ابن قيم الجوزية -رحمه الله : كل علم أو عمل أو حقيقة أو حال أو مقام خرج من مشكاة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فهو من الصراط المستقيم وما لم يكن كذلك فهو من صراط أهل الغضب والضلال ).
|