عرض مشاركة واحدة
قديم 06-10-2010, 09:05 AM   #46


الصورة الرمزية اليعقوبي
اليعقوبي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 46
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-20-2020 (12:54 AM)
 المشاركات : 668 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي أقوال أهل العلم في الجمع بين الحديثين



الحمد لله وصلى الله وسلم على نبيه محمد وآله وصحبه.
أما بعد فإني أسرد ما وقفت عليه من أقوال أهل العلم في الجمع بين الحديثين المذكورين وتعمدت إطالة وتكرارا لا يملان طالب العلم الحريص.. كما تعمدت أن أكتفي بسرد أقوال أهل العلم ثم في نهاية الموضوع نقوم بجمعها والمقانة بينها.. والله المستعان.
الخطوة الأولى: مرتبة الحديثين من حيث الرد والقبول:
أما الحديث الأول: فأخرجه البخاري ( في الصحيح 2 / 938، حديث: 2508 ) في باب لا يشهد على شهادة جور، قال: "حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا أبو جمرة قال سمعت زهدم بن مضرب قال سمعت عمران بن حصين رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم ( خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) . قال عمران لا أدري أذكر النبي صلى الله عليه و سلم بعد قرنه قرنين أو ثلاثة قال النبي صلى الله عليه و سلم ( إن بعدكم قوما يخونون ولا يؤتمنون ويشهدون ولا يستشهدون وينذرون ولا يفون ويظهر فيهم السمن ).
ورواه في ثلاثة مواطن غيرها كعادته في التكرار لنكت حديثية و فقهية..
ورواه أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي والحاكم والبيهقي وغيرهم، فهو حديث صحيح ثابت لا علة له.
وأما الحديث الثاني: فأخرجه الإمام مالك في موطئه الذي المسند المرفوع فيه لا يقل في أسانيده ومتونه عن المسند المرفوع في الصحيحين بل هو أصح قبلهما وبعدهما.
قال الإمام مالك (في الموطأ رواية محمد بن الحسن (3 / 295، حديث: 847) وفي موطأ يحيى الليثي (2 / 720، حديث: 1401 ) " حدثنا يحيى عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن أبي عمرة الأنصاري عن زيد بن خالد الجهني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :إلا أخبركم بخير الشهداء الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها أو يخبر بشهادته قبل أن يسألها".
قال محمد (يعني ابن الحسن، وكان كشيخه الإمام مالك يحشي الأحاديث ويطررها بما بدا له من معانيه وينتصر لمذهبه ومذهب شيخه الإمام أبي حنيفة ويذكر خلاف مالك لهما أحيانا): وبهذا نأخذ من كانت عنده شهادة لإنسان لا يعلم ذلك الإنسان بها فليخبره بشهادته وإن لم يسألها إياه .
وأخرجه من طريق الإمام مالك الأئمة: الشافعي وأحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والبيهقي وغيرهم، فالحديث كسابقه صحيح ثابت لا علة فيه.
الخطوة الثانية: نقل كلام أهل العلم في الجمع بين الحديثين:
كلام الإمام الطحاوي:شرح معاني الآثار - (4 / 150) وما بعدها
قال رحمه الله تعالى: " باب الرجل يكون عنده الشهادة للرجل هل يجب عليه أن يخبره بها وهل يقبله الحاكم على ذلك أم لا:
· حدثنا أبو بكرة قال ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير قال ثنا إسرائيل قال ثنا عبد الملك بن عمير قال ثنا جابر بن سمرة قال خطبنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالجابية فقال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم مقامي فيكم اليوم فقال (أحسنوا إلى أصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشوا الكذب حتى يشهد الرجل على الشهادة لا يسألها وحتى يحلف الرجل على اليمين لا يستحلف) .
· حدثنا عبد الله بن محمد بن خشيش قال ثنا عارم بن الفضل قال ثنا جرير بن حازم قال ثنا عبد الله بن عمر فذكر : بإسناده مثله غير أنه قال (أحسنوا إلى أصحابي الذين يلونهم ثم يفشوا الكذب).
· حدثنا أبو بكرة قال ثنا أبو داود الطيالسي قال ثنا حماد بن زيد قال ثنا معاوية بن قرة المزني قال سمعت كهمسا يقول سمعت عمر يقول فذكر : نحو حديث أبي بكرة عن أبي أحمد
فذهب قوم إلى أن من شهد بالشهادة قبل أن يسألها مذموم واحتجوا في ذلك بهذه الآثار.
وخالفهم في ذلك آخرون فقالوا بل هو محمود مأجور على ما كان منه من ذلك وكان من الحجة لهم في دفع ما احتج به عليهم أهل المقالة الأولى أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ثم يفشوا الكذب حتى يشهد الرجل على الشهادة لا يسألها وحتى يحلف على اليمين لا يستحلف فمعنى ذلك أن يشهد كاذبا أو يحلف كاذبا لأنه قال حتى يفشوا الكذب فيكون كذا وكذا فلا يجوز أن يكون ذلك الذي يكون إذا فشا الكذب إلا كذبا وإلا فلا معنى لذكره فيفشو الكذب واحتج أهل المقالة الأولى لقولهم أيضا بما
· حدثنا بن أبي داود قال ثنا نعيم قال ثنا بن المبارك قال أخبرنا محمد بن سوقة عن عبد الله بن دينار عن بن عمر عن عمر رضي الله عنه أنه خطبهم بالجابية فقال سمعت رسول الله يقول : (أكرموا أصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب حتى يشهد الرجل قبل أن يستشهد).
· حدثنا عبد الله بن محمد البصري قال ثنا عارم قال ثنا أبو عوانة عن قتادة عن زرارة بن أبي أوفي عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (خير أمتي القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم قال والله أعلم أذكر الثالث أم لا ثم يفشو قوم يشهدون ولا يستشهدون وينذرون ولا يوفون ويخونون ولا يؤتمنون ويفشو فيهم اليمين ).
· حدثنا بن مرزوق قال ثنا بشر بن ثابت البزار قال ثنا شعبة عن أبي حمزة عن زهدم بن مضرس الجرمي أنه سمع عمران بن حصين يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (خيركم قرني ثم ذكر مثله)
قالوا فقد ذم النبي صلى الله عليه و سلم في هذا الحديث الذي يشهد ولا يستشهد.
قيل لهم هذا على الذي لا يستشهد في بدء الأمر فيكون في شهادته عند الحاكم شاهدا بما لم يشهد عليه ولا يعلمه فعاد معنى هذا الحديث إلى معنى الحديث الأول.
وذكروا في ذلك أيضا ما
· حدثنا حسين بن نصر قال ثنا بن أبي مريم قال ثنا الليث بن سعد عن يحيى بن أبي سليم عن مصعب بن عبد الله بن أبي أمية قال حدثتني أم سلمة إنها سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : (يأتي على الناس زمان يكذب فيه الصادق ويصدق فيه الكاذب ويخون فين الأمين ويؤتمن فيه الخؤون ويشهد فيه المرء وإن لم يستشهد ويحلف المرء وإن لم يستحلف)
· حدثنا بن مرزوق قال ثنا عفان قال ثنا حماد ح وحدثنا بن أبي داود قال ثنا هشام بن عبد الملك قال ثنا أبو عوانة قالا جميعا عن أبي بشر عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم لا أدري أذكر الثالثة أم لا ثم يخلف بعدهم خلوف يعجبهم السمانة ويشهدون ولا يستشهدون)
· حدثنا بن أبي داود قال ثنا أبو مسهر قال ثنا صدقة بن خالد قال حدثني عمرو بن شرحبيل عن بلال بن سعد عن أبيه قال قلنا : يا رسول الله أي أمتك خير قال أنا وقرني قال قلنا ثم ماذا قال ثم القرن الثاني قال قلنا ثم ماذا قال القرن الثالث قال قلنا ثم ماذا قال ثم يأتي قوم يشهدون ولا يستشهدون ويحلفون ولا يستحلفون ويؤتمنون ولا يؤدون
قال أبو جعفر فالكلام في تأويل هذا هو الكلام الذي ذكرنا في تأويل الآثار التي في الفصل الذي قبل هذا واحتجوا في ذلك أيضا بما
· حدثنا أبو بكرة قال ثنا أبو عاصم قال ثنا شعبة عن منصور وسليمان أي الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة أي السلماني عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يخلف قوم يسبق شهادتهم أيمانهم وأيمانهم شهادتهم).
· حدثنا محمد بن خزيمة قال ثنا أحمد بن سكيت قال ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : مثله
· حدثنا بن مرزوق قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة الجريري عن أبي نضرة عن عبد الله بن مولة قال : كنت أسير مع بريدة الأسلمي وهو يقول اللهم ألحقني بقرني الذي أنا منه ثلاثا وأنا معه فقلت وأنا فدعا لي ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم (يقول خير هذه الأمة القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يكون قوم تسبق شهاداتهم أيمانهم وأيمانهم شهاداتهم).
· حدثنا فهد قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن عاصم عن خيثمة عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يخلف قوم تسبق شهاداتهم أيمانهم وأيمانهم شهاداتهم)
· حدثنا فهد قال ثنا أبو غسان قال ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم فذكر : بإسناده مثله وزاد (ثم الذين يلونهم) مرة أخرى (ثم يأتي قوم ..)
فكان من حجتنا على الذين احتجوا بهذه الآثار لأهل المقالة الأولى أن هذه الشهادة لم يرد بها الشهادة على الحقوق وإنما أريد بها الشهادة في الأيمان وقد روى ما يدل على ذلك عن إبراهيم النخغي
· حدثنا محمد بن خزيمة قال ثنا عبد الله بن رجاء قال أنا شيبان عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال قلنا : يا رسول الله أي الناس خير قال (قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجئ قوم يسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته )
قال إبراهيم كان أصحابنا ينهوننا ونحن غلمان أن نحلف بالشهادة والعهد .
فدل هذا من قول إبراهيم أن الشهادة التي ذم النبي صلى الله عليه و سلم صاحبها هي قول الرجل أشهد بالله ما كان كذا على معنى الحلف فكره ذلك كما يكره الحلف لأنه مكروه للرجل الإكثار منه وإن كان صادقا فنهى عن الشهادة التي هي حلف كما نهى عن اليمين إلا أن يستحلف بها فيكون حينئذ معذورا.
ولعله أن يكون أراد بالشهادة التي ذكرنا الحلف على ما لم يكن لقوله ثم يفشو الكذب فتكون تلك الشهادة شهادة كذب.
وقد روى عن النبي صلى الله عليه و سلم في تفضيل الشاهد المبتدي بالشهادة ما
· حدثنا يونس قال ثنا بن وهب أن مالكا حدثه عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن أبي عمرة الأنصاري عن زيد بن خالد الجهني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : (ألا أخبركم بخير الشهداء الذي يأتي بشهادته قبل أن يسأل عنها أو يخبر بشهادته قبل أن يسألها).
قال مالك الذي يخبر بشهادته ولا يعلم بها الذي هي له أو يأتي بها الإمام فيشهد بها عنده وجعله خير الشهداء .
فأولى بنا أن نحمل الآثار الأول على ما وصفنا من تأويل كل أثر منها حتى لا تتضاد ولا تختلف ولا يدفع بعضها بعضا فتكون الآثار الأول على المعاني التي ذكرنا وتكون هذه الآثار الأخر على تفضيل المبتدي بالشهادة من هي له أو المخبر بها الإمام .
وقد فعل ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتوا الإمام فشهدوا ابتداء منهم أبو بكرة ومن كان معه حين شهدوا على المغيرة بن شعبة فرأوا ذلك لأنفسهم لازما ولم يعنفهم عمر على ابتدائهم إياه بذلك بل سمع شهاداتهم ولو كانوا في ذلك مذمومين لذمهم من سألكم عن هذا ألا قعدتم حتى تسألوا فلما سمع منهم ولم ينكر ذلك عليهم عمر ولا أحد ممن كان بحضرته من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم دل ذلك على أن فرضهم كذلك وأن من فعل ذلك ابتداء لا عن مسألة محمود.اهـ
جمع الإمام أبي عوانة
قال رحمه الله تعالى في مستخرجه (7 / 294)
"بيان الترغيب في إقامة الشهادة وإن لم يسألها، والخبر الدال على كراهية شهادة الشاهد ولا يستشهد، وعلى أنها الشهادة التي لا تجب.
· حدثنا أبو إسماعيل الترمذي، قال : حدثنا القعنبي، عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري، عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه، أن النبيصلى الله عليه وسلم ، قال: (ألا أخبركم بخير الشهداء الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها، أو يخبر بالشهادة قبل أن يسألها).
· حدثنا أبو داود الحراني، قال : حدثنا أبو زيد، قال : حدثنا شعبة، عن أبي جمرة، قال: دخل علي زهدم بن مضرب على فرس فحدثني، قال: سمعت عمران بن حصين رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثلاثا، ثم إن من بعدهم قوما يخونون ولا يؤتمنون، ويشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن، ثم قال: لا أدري ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد قرنه قرنين أو ثلاثة.اهـ
جمع القاضي عياض:
قال رحمه الله (في إكمال المعلم شرح صحيح مسلم 5 / 298):
"قال الإمام : يحتمل أن يراد به من تحمل شهادة ولم يعلم بها المشهود له ، فإنه ينبغى له أن يعلمه ؛ لمكون مستعدا بشهادته ؛ ليفعل ما يفعل مع خصمه وهو على ثقة بما له وعليه .
قال القاضى - رحمه الله : بنحو هذا فسر مالك الحديث ، وزاد : ويرفع ذلك إلى السلطان .
وقيل : قد يحتمل أن يكون فيما لا يختص بحق آدمى ، ويكون من حقوق الله تعالى الذي لا ينبغي السكوت عليها ؛ كإنكار الطلاق والعتاق والحيس والصدقات، من علم شيئا من ذلك وجب رفعه إلى الإمام ، والشهادة به عنده لغيره ، قال الله - عز وجل - : { وأقيموا الشهادة لله} ، فإن كان الشهود جماعة وجب على كل واحد منهم رفع ذلك ، حتى إذا قام بذلك بعضهم سقط عن الباقين ؛ إذ القيام بالشهادة من فروض الكفاية .
وكذلك يلزم من رفع الشهادة بالحدود ، وإذا كان صاحبها قائما عليها ؛ كمعاقرى الشراب والمختلى بالمرأة للفجور ؛ ولأن ذلك من تغيير المنكر .
ولا يلزم من ذلك إذا كانت المعصية قد انقضت ؛ لما جاء في الستر على المسلم ، إلا
أن يكون مشهورا بالفسوق ، ومشتهرا بالمعاصي ، مجاهرا بذلك ، فقد كره مالك وغيره الستر عن مثل هذا ، ورأى رفعه والشهادة عليه بما اقترفه ليرتدع عن فسوقه ، ولس! يخرجه سكوته وستره عليه لما فعل .
وأما الأول المستديم للمعصية بركوبها ، أو ببقائه مع المطالعة ، أو استخدامه الفسق ، فسكوت العالم بها ، وترك رفع أمره ، وتغيير منكره والشهادة به - جرحة في شهادته .
واختلف مذهبنا في تجريحه بسكوته عن الشهادة بحقوق الآدمين وترك رفعها وهو يرى حقوقهم بيد غيرهم ، وصاحب الحق حاضر غير عالم ، هكذا أطلق بعض شيوخنا عن مذهب ابن القاسم أنها جرحة ، وعند بعضهم أن تكون جرحة في الشهادة نفسها وجورا عليها لا". اهـ
جمع الإمام ابن عبد البر:
قال رحمه الله في الاستذكار - (7 / 100)
وقال بن وهب سمعت مالكا يقول في تفسير هذا الحديث انه الرجل تكون عنده الشهادة في الحق يكون للرجل ولا يعلم بذلك قبل فيخبر بشهادته ويرفعها إلى السلطان
قال ابن وهب وبلغني عن يحيى بن سعيد انه قال من دعي لشهادة عنده فعليه أن يجيب إذا علم انه ينتفع بها الذي يشهد له بها وعليه أن يؤديها ( لا يعلم بها صاحبها فليؤدها قبل أن يسال عنها ) ومن كانت عنده شهادة فإنه كان يقال من أفضل الشهداء شهادة رجل أداها قبل أن يسألها
قال أبو عمر تفسير مالك لهذا الحديث حسن وتفسير يحيى بن سعيد نحوه وأداء الشهادة بر وخير وقيام بحق فمن بدر إلى ذلك فله الفضل على غيره ممن لم يبدر بها
قال الله عز و جل ( فاستبقوا الخيرات ) المائدة 48 .
ومعلوم انه ربما نسي صاحب الشهادة شهادة فضل معلوما لا يدري اين هو ولا من هو ويخاف ذهاب حقه فاذا اخبره الشاهد العدل بان له شهادة عنده فرج كربه وادخل السرور عليه ، وروي عن النبي صلى الله عليه و سلم انه قال ( من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب الاخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون آخيه )
وقد روي عن النبي صلى الله عليه و سلم من حديث عمران بن الحصين وغيره على ما ذكرناه في التمهيد انه قال صلى الله عليه و سلم ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم ياتي قوم يتسمنون ويحبون السمن يعطون الشهادة قبل ان يسألوها )
وهذا ليس بمعارض لحديث مالك في هذا الباب ، وقد فسر ( إبراهيم ) النخعي هذا الحديث فقال فيه كلاما معناه أن الشهادة ها هنا اليمين أي يحلف احدهما قبل أن يستحلف ويحلف حيث لا تراد منه يمين. اهـ
يتبع بإذن الله


 
 توقيع : اليعقوبي

[align=center]قال تعالى: { وَقـُلْ لِعِبَادِي يَقـُولوا التي هِيَ أَحْسَنُ } (أي يقل بعضهم لبعض على اختلاف مراتبهم ومنازلهم ـ التي هي أحسن من المحاورة والمخاطبة.{ إنَّ الشَّيْطَانَ يَنْـزَغُ بَيـْنَهُمْ } أي يهيج الشر، ويلقي العداوة ،ويسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم ـ بسوء محاورة بعضهم بعضا.{إِنَّ الشَّيْطَانَ كانَ لِلإِنسَانِ}أي كان لآدم وذريته{ عَـدُوّاً مُبِيناً}أي ظاهر العداوة ).

صفحتي في الفيس بوك
https://www.facebook.com/nafeansari

التعديل الأخير تم بواسطة اليعقوبي ; 06-10-2010 الساعة 09:10 AM سبب آخر: تصحيح

رد مع اقتباس