عرض مشاركة واحدة
قديم 05-31-2010, 10:42 AM   #32
عضو مؤسس


الصورة الرمزية الشريف الأدرعي
الشريف الأدرعي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 04-17-2017 (08:14 AM)
 المشاركات : 932 [ + ]
 التقييم :  12
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: قصاصة التقطتها ـ خذوها عني ـ



(إن أسست) تلك الأخوة فيما بينكم ( وشيدت) وتعوهدت بالحفاظ عليها حتى علمتم أنكم شيء واحد وأن فخركم مشترك، ومجدكم مشترك ( فلتخدموا ) إذن (تراث أجداد لكم) خدمة جيدة تنم عن وعي لما يتضمنه ليست فيها مزايدات ولا مغالبات ولا مفاخرات ولا ...، فإن أنتم عجزتم عن ذلك فغيركم عنه أعجز ، وإن أنتم لم تتفاهموا في طريقة موحدة موضوعية تصل بكم إلى ذلك فتفاهمكم مع غيركم أبعد ، فحاولوا يا أبناء السوقيين الانتباه لذلك، فمن فشل في التخطيط فقد خطط للفشل ( قد خدموا) لكم بأن تركوا لكم تراثا ، فكم من حفيد لم يترك له جده تراثا ، وكم قبيلة لم تترك لابنها تراثا ، فإذ شرفوكم وخدموكم بميراثهم العظيم فلتخدموه خدمة نزيهة ، وبذلك تصلون إلى الهدف ويشكركم التاريخ والناس والمستقبل بل وربكم إذا احسنتم نيتكم
(كم صارعوا في حفظه ) أي ذلك التراث الغالي (من أربعه )أولهما( الليل)، والثاني (النهار) بما يلدان من أحداث أغلبها مشوشات ومكدرات (لقد خلقنا الانسان في كبد)والرابع(غيث ) أي مطر والخامسة(زوبعة )وقد عبرنا عن هذه الأربعة بما يعانيه علماء السوق منذ دخلوا بلاد التكرور من كفاح في حفظهم كتبهم وميراث أجدادهم فتارة يصارعون العوامل الطبيعية التي لها دورها في تلف كثير منه كما هو مقتضى الحياة البدوية المؤلمة ، وتارة يصارعون الأعداء الذي يأتون إليهم من عدة جهات ، وكانت الكتب من أهدافهم ، فتجدهم أحيانا يودعون تراثهم لمغارات ويسألون الله أن لا يطلع عليه أحد ، وتارة ينتقلون من مكان إلى مكان وتارة ... إلى غير ذلك من الأعداء الكثيرة للتراث
(وكم عدو راصد بالباب)السوقي قديما وحديثا (منتهشا) يقال نهشت الحية إذا عضته عضة بالغة (موروثهم)أي ما ورثوه من الكتب القيمة تأليفا واقتناء(بالناب)وبغيره
(كالماء بالمحو)وهذا ظاهر على بعض الكتب الموروثة وقد شاهدناه في بوادينا عندما تنزل الأمطار بل أحيانا تتضرر الكتب وخصوصا القديمة بنسيم المطر فقط( وفأر يخرق ) ما تسلط ومعروف عنه أنه من ألمفسدين في الأرض لا يترك ما تسلط عليه ، ولكنه ليس أضر على كتبكم من ديدان صغيرة يسمونها (تُكمَت)(والنار بالحرق) النار هنا تحمل على معنيين : أولا ما يحصل أحيانا في البوادي من شرود شرارة تسوقها ريح إلى أحد البيوت فتحرق ما فيه بما في ذلك الكتب وقد تكبد الناس في ذلك الكثير من الخسائروالمعنى الثاني وهو أشد نار العدو ـ كما حصل لأكبر عدد من المكاتب السوقية في التسعينيات ( ولص يسرق )أي ومن الأعداء أيضا اللصوص الذين يسرقون الكتب ، وسرقة الكتب لها أنواع إما أن يسرق الكتاب فينتفع به السارق إما ببيع أو شراء أو نحو ذلك
أو يسرق الكتاب عن طريق امتصاص ما فيه وعدم الإشارة إلى صاحبه الأول ، وقريب منهما إعارته وعدم رده
وهذه التي أشرت إليها هنا هي أعداء الكتب التي نظمها بعضهم فقال
النار تحرقها والماء يغرقها *** واللص يسرقها والفأر يخرقها
(وشيمهم لبارق الخمول) أي ومن الأعداء المتخفية التي قضت على تراثنا في نظري ما كان عليه سلفنا الصالح من البعد عن أضواء الشهرة ، فلو كتب أحدهم كتابا لا يريدأن ينسب إليه ، ومن أغرب ذلك أن عم والدي العلامة المرتضى بن البكاي الأدرعي كان من أكثر الناس نظما ونثرا مع إجادة في ذلك ولكنه لا ينسب لنفسه من ذلك شيئا ويروى عنه كلما روجع في ذلك أنما يكتبه لله فلا يريد أن يبطل عمله بشيء لايأمن فيه من حظ دنيوي ، فلا يعرف من منظوماته ومنثوراته شيء إلا بمعرفة الناس من قرابته وتلامذته لخطه (مستمطرينه)أي الخمول( على الشمول ) على تفاوت بينهم في ذلك
ومما ينشدون :
ما في خمولي عار ***على امرئ ذي كمال
فليلة القدر تخفى *** وتلك خير الليالي
ومن ذلك قول العلامة محمود بن محمد الصالح الإدريسي الجلالي
ونرى الخمول على الظهو***ر ألية جهدية فقضى به الستار
(أما الخمول فكفى منه الذي *** مضوا به ) لأن عدمه لا يتنافى مع تصحيح النية لله في العمل (،وغيره) أي ما مضوا به( منه) اي الخمول( انبذ) ارمه بعيدا واخدم تراث أجدادك ، وكل شيء وسط ،فكما لا نشجع خمولهم فكذلك لا نشجع فرقعة دعائية تفوت الشيء قيمته الحقيقية وتتعدى به الوسطية المتبعة ، لابد من الوسطية في كل شيء لابد من العمل بإخلاص
(نعم ،) تقرير لنبذ الخمول (تواضع فهو حق الله)عليك
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر ***إلى طبقات الجو وهورفيع

(لكنه ) أي التواضع (عار لغير الله ) إلا إذا كان يلزمك التواضع له بشيء يقهرك منه قهرا كالكبير للصغير والجاهل للعالم وكلها من التواضع لله ،


 
 توقيع : الشريف الأدرعي

[marq="3;right;3;scroll"]
شعارنا اعتزاز بالجميع وحب في الجميع اورسالتنا الإحسان إلى الماضي بخدمة صوره المشرقة وإلى الحاضربتتويجه بكرم الأخلاق وإلى المستقبل بالإسهام في إشراقته وفي احترام قناعات الآخرين ما يشغلنا عن الاختلاف وفي حلاوة الائتلاف سلوة عن مرارة الاختلاف ،فإن أصبنا فمن الرحمن وإن أخطأنا فمن الشيطان، ومن الله التأييد ومنه التسديد
[/marq]

التعديل الأخير تم بواسطة الشريف الأدرعي ; 05-31-2010 الساعة 02:20 PM

رد مع اقتباس