مشكور اليعقوبي, على هذه اللفتة الطيبة, وسأشارك بما في جعبتي مستعجلا, ثم أعدكم بأنني سأراجع فيما بعد.
أولا: تعريف الصنهاجي الآجرومي للكلام بأنه:
1- لفظ
2-مركب
3-مفيد
4-موضوع على الوضع العربي, أو بالوضع العربي.
هذا هو تعريف الآجرومي في مقدمته المشهورة كما هو معروف لدى الجميع.
و زاد بعضهم :
5-القصد, و ممن زاده خالد الأزهري, وفسره بأن يكون المتكلم يعني ما يقول, و أخرج به النائم و الساهي و المجنون و كلام الطيور المعلمة للكلام.
فمن أين جاءت الإشكالية؟
ج/ الإشكالية ـ في نظري ـ جاءت من الشراح السوقيين ـ رحمهم الله ـ و من النساخ.
فكأنهم أرادوا أن يضيفوا الشرط الخامس الذي أضافه الأزهري ـ وهو القصد ـ بعد الشرط الرابع ـ وهو الوضع ـ فيكون الصواب هكذا:
ص:"بالوضع" ش:الباء, بمعنى مع. أي مع كون الكلام موضوعا بالوضع العربي.
ثم أضاف الشراح السوقيون, فقالوا: و مع قصد المتكلم به إفادة السامع.
و نتيجة للتداول غير المضبوط للمقدمة بين صغار الطلاب سقط سطر من الشرح, فلم ينتبه له النساخ, فصارت العبارة هكذا: " بالوضع " الباء بمعنى مع, أي: مع قصد المتكلم به إفادة السامع.
و لا يخفى أن تفسير الوضع بالقصد مشكل كما تفضلتم, فإن لم يخرج على هذا فأنا معك في الاستشكال, و أنتظر إفادتكم أنت و الإخوة الفضلاء.
ملاحظة: يمكن أيضا أن يعتبر قوله: "المفيد بالوضع" شرطا واحدا, فيكون المعنى أن الإفادة المعتبرة شرطا للكلام هي الناتجة عن الدلالة الوضعية, لتخرج العقلية والطبيعية.رغم أن هذا لا يغير من الإشكال شيئا.
و لي عودة.