أختي الحقيقة ـ بارك الله فيك وفي مرورك المشكور.
أشكرك على ما أوردت من الأمثلة للمبالغة، من النثرات.
ولتعلمي ـ مشكورة: إني لست بصدد الإجابة لك، ولا لغيرك من أقاربي ومعارفي، لأنه ممن يعلم من أخيه ما هو من نفل القول ما يسطره في هذا المضمار، وإنما إجابتي للذي يقرأ لنا من ضيوفنا الكرام من غير أهلنا، لأنهم لا يعلمون عننا إلاّ ما يقرءوه عبر شاشة موقعنا الموقر.
وبين يدي تلك الإجابات هذه التوطئات:
**- روايتي عن الثقة الثبت.
**- ومن أعلم أعلام قبيلة من أترجم له.
**- أحد أعيان آل السوق ذو المناقب الشريفة.
هذه التوطئات، وما في معناها، من أساسيات منهجي، في رواية أخبار قبائل صحراء أسياد الصحراء، عن أعيانها، متبعاً في ذلك سنن القوم.
من ذلك ما أورد ابن النديم، في قوله: وقال هشام بن محمد، قال لي أبي: أخذت نسب قريش عن أبي صالح، وأخذه أبو صالح عن عقيل بن أبي طالب،
وقال: وأخذت نسب كندة عن أبي الكناس الكندي، وكان أعلم الناس، وأخذت نسب معد عن النجاد بن أوس العدوي، وكان أحفظ من رأيت وسمعته،
وأخذت نسب إياد عن عدي بن زياد الإيادي، وكان عالماً بإياد.
الفهرست. ق: الدكتورة ناهد عباس عثمان. ط: دار قطري..
قال: د. ناجي حسن، محللاً نهج محمد بن السائب النسابة المذكور آنفاً: كان يأخذ معلوماته وأخباره من أفواه الرجال، ونساب القبائل مشافهة.
كتاب نسب معد واليمن الكبير لأبي المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي.
ط: عالم الكتب.. تحقيق الدكتور المذكور.
فعلى نحو حسن بيان هذا الصنيع، وهو بيان جلالة مكانة من يروى عنه.
أسير أنا في مثل ذلك ـ حسب علمي ـ وما خفي عنه لا أعلمه، لأن ذلك من العلم الغيب الذي لا يعلمه إلاّ الله عالم السر وأخفى.
لذا فإني قرأت نصيحتك المشكورة، ويتم حسنها وقبولها، بتسليط البراهين الساطعة عليها ليتضح مراد الإيراد أولاً، وثانياً كي أجاوب عليها لنتخلص إلى رؤية من بالغ.
علماً أني ما علمت عمن رويت عنه ما يمنع الرواية عنه شرعاً، وهو عندي ممن يتصف بصفات الثقات الأثبات في عصره، خاصة إذا حدث عن قومه.
فمن يعلم خلاف ذلك، فهو من ضمن من أدعو لهم بأثر عمر ـ رضي الله عنه ـ المشهور. إذا نصحني بالبينات.
فلذا أيتها الأخت الحقيقة، هذه من البراهين المرجو منك تسليط الضوء عليها، وكالتالي:
1- ذكر بعض أسماء القبائل التي رويت أخبارها عن بعض أعيانها.
لأني ـ ولله الحمد ـ قل قبيلة من قبائل صحراء أسياد الصحراء الشهيرات وغيرها، إلاّ ورويت عن بعض أعيانها الثقات عندي، وتلك الروايات مدونات عندي، سواءً ما رويته عن بعض أعيان قبائل آل السوق، أو عن بعض أعيان بعض قبائل عرب الصحراء، أو عن بعض أعيان بعض قبائل أسياد الصحراء ـ الطوارق ـ من إموشاغ، وإفوغاس، وإدنان، وشمنامس.. وغيرهم.
وإنهاض ـ الحرفيين، وآقتن، والموالي، وإفولانن، وسنغاي، وفلاتة..
إضافة إلى رواياتي العامة كرواياتي عن بعض أعيان نساء صحراء أسياد الصحراء، خاصة فيما يتعلق بحياة سيدات صحراء أسياد الصحراء..
ولا أرجو جزاءً ولا شكوراً إلاّ لمن بعث بالحق من قال: خيركم خيركم لأهله..
ولنشر ذلك وقت إن مد في العمر ـ بإذن الله.
2- أسماء بعض من رويت عنه أخبار قبائلهم ـ خاصة في موقعنا الموقر ـ ممن لا ينطبق عليهم وصف الثقة الثبت لأكون على علم بهم.
ومما أفيد أختي الحقيقة، وغيرها، أني ما تعمدت خطأً ـ ولله الحمد ـ في كتاباتي، فإن وقع مني ـ وما أبرأ نفسي ـ فاعلمي أيتها الحقيقة، أن الخطأ وقع جهلاً مني، أو نسياناً.
وإن أصبت الحق بحقيقته فذلك من فضل الله المحض: قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون.
3- إن كنت جزمت بجرحهم، أو بجرح أحدهم، فقدمي بين يدي تلك النجوى ما يشهد لها بعلم معتبر في باب الجرح.. خاصة أن: البينة على الدعي.
فإذا تحقق لي جرح عدالتهم، فضلاً أن يستحقوا تلك الأوصاف، فسأقابل تلك البينة بقبولها مع حذف ما كتبت عنهم، أو عن من تناوله الجرح البين ـ بإذن من بيده ملكوت كل شيء.
أما أنا الآن فلا أعلمه، وسأقدم عند ذلك الجواب ـ بإذن الله ـ على كونه إن كان واحداً ثقة ثبتاً خاصة عندي ـ حسب ما يعضد ذلك من حقائق ما علمته، لتعرض على ما خفي عني من علم الغيب، ولا يعلمه إلاّ الذي أحاط بكل شيء علماً.
4- بيان ما يناقض من وسمته بالسيد ابن السادات..
وقد صرحت ـ مشكورة ـ بذكره نقلاً، وهو شيخي ربيعة الرأي ـ عبد الله بن محمد آحمد الإدريسي السوقي المرسي ـ حفظه الله ـ فصرحي أيضاً بالبينات النيرات على ما تعلمين علماً أن شرعنا ذم كتام الحق بعد العلم به.
أما أنا ومن يعرفه ويعرف قبيلته فهو يعلم أنه سيد من سادات قبيلته، ابن سيد من ساداتهم..
ومن يعرفه ولم يعرف ذلك عنه فلينصحني بالحق المبين وله عليّ قبوله باستبداله بالحقيقة التي أهداها ـ مشكوراً.
5- كذلك ما ينفي عنه كونه من الأعيان السوقيين الكرام..
فإذا نصحت لي بما هو الحجة الدامغة على ضوء قوله تعالى: وأشهدوا ذوي عدل منكم..
فإن لم يكونا رجلين: فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء.
وإن كان الشاهد أنثى فالحقيقة تعلم ـ إن شاء الله ـ تعلم حكم شهادة الأنثى في باب الشهادات العامة، والخاصة بأحوال النساء.
فإذا أقمت أيتها الحقيقة الفاضلة البينة بتلك الشهادات على هذه الدعاوي أكن لك ـ بإذن الله ـ من الشاكرين بقبول نصيحتك بحذف ما كتبته عمن ثبت جرحه وعدم عدالته، وتوابع ذلك.
وذلك لأن الحق أغلى ضالة لدى المؤمنين: الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
جعلني الله وإياك وجميع المسلمين من أولئك.
وأنت أيتها الحقيقة الفاضلة تعرفين فضل الحقيقة، فبيني لي ما جهلته مع إقامة ما يشهد لحقيقتك شرعاً وعرفاً. مفسراً غير مبهم، خاصة أنت الحقيقة، لا يعرفك من لا يعرفك، فأنت في سلطتك وهو قول الحق..
وعليّ قبول الحق إن قامت البينة عليه كالشمس في كبد السماء.
وبعد الإجابة على ذلك نتقل إلى مدارسة بقية المحمرات، ببيان ما خفي منها من الجليات ـ بإذن الله.
أيتها الأخت الحقيقة الفاضلة إن لم يكن الحق واضحاً في الإجابات فاعلمي أني لا أريد أن يقع مني ومنك ومن غيرنا قول الشاعر:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله***عار عليك إذا فعلت عظيم.
بل ومن أصدق من الله قيلاً: أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون.
وأذكر نفسي الحقيقة، وهي ما صح عن من لا ينطق عن الهوى، أنه: ((ينهى عن قيل وقال..))
صحيح البخاري، وفي الفتح: أنه نهى عن الإكثار بما لا فائدة فيه من الكلام.. 11/306. ط: مكتبة دار الفيحاء.
أختي الحقيقة الفاضلة، أفلا نكره ما كرهه لنا ربنا ـ سبحانه، وكرهه نبينا ـ عليه أفضل الصلاة والسلام.
اللهم ارزقنا كراهيته بالترك ابتغاء مرضاتك ـ يا مجيب الدعوات.
علماً أني عندي رسالة بر إلى سفلنا وخلفنا، أدعوك أيتها الحقيقة الفاضلة إليها أنت وغيرك من كتاب صحراء أسياد الصحراء.
وهي الكتابة في تراثهم بالذي يعود نفعه إلى أمة صحرائنا الغالية.
الأستاذ الخزرجي ـ بارك الله فيك وفي مرورك المشكور.
وقد قلت لك ما قلت للحقيقة فأفيدوني بالنصح المبين.
وفق الله الجميع إلى سواء السبيل.
الأستاذ اليعقوبي ـ بارك الله فيك وفي مرورك المشكور.