الإخوة الفضلاء..
أبا فارس..
الإدريسي..
الأدرعي..
ابو عبد الله..
وددت أني نادمت تعليق كل واحد منكم بكأس ملؤها التقدير والإعجاب.. ولكني خفت الإملال والإبرام..
فقدمت لكم خوانا مشتركا فحياكم الله جميعا..
1) الاستدلال بحديث المقداد وإرسال علي بن أبي طالب له (رضي الله عنهم) أرى أن النظر لا يمنع من كونه أصلا في بابين (ولعل ما أذكره رواسب من الفتح وابن دقيق العيد)..
الأول: الاستحياء من الصهر.
الثاني: الاستحياء من ذكر أمور الجماع مما يصدر من الإنسان من ذلك.
ولكنه لا يصح اعتباره أصلا لتضولي ؛ لأنه أكثر من مجرد استحياء وحياء وتقدير .. إنها فوق ذلك..
2) الاستدلال بحديث عثمان أراه غير وادر؛ لأن العلة من تغطيته صلى الله عليه وسلم فخذه لما دخل عثمان، ليس هي المصاهرة، وإنما هي كما هو مصرح به في الحديث: (ألا أستحي من تستحي منه الملائكة).
3) قبل أن نكيف تضولا شرعا ينغي أن نوضحها واقعا: فهي في وجهة نظري: مبالغة وتطرف في الابتعاد عن الصهر حتى فيما لا يعد احتراما أو استحياء أو حبا...
إذن هي جفاء ... وبعد ... وقطيعة...
4) هذه العادة مما وافقنا فيها أشقاؤنا الموريتانيون فقد رأيت بعض كبار علمائها تزرج ابنة بعض كبار علمائها وكان قبل ذلك تلميذه يلعق القصعة التي يأكل منها الشيخ، ويشرب مما يبقيه الشيخ من الشاهي ولكن بعد المصاهرة أصبح لا يشرب حتى الشاهي أمامه..
5) إننا في سبيل علاج هذا القطع لرحم المصاهرة.. نحتاج إلى توضيح مضار الغلو والتطرف في كل الأمر ومن ذلك.. فإن مما عجبت منه أن من أكثر الناس تضولا أكثرهم تطرفا.. إذن هي تطرف اجتماعي .. والتطرف من أصعب البقع إزالة حتى بعوامل التعرية ...
ولا بد من دراسة السبل الكفيلة بالحد منها.. والاستفادة من الطرق المحاولة العملية الناجحة لإذابة هذا الجبل الجليدي.. ومحاولة تطبيقها مع مراعاة الفروق المحلية والقبيلية والجماعية والفردية..
وفق الله لكل خير...