04-12-2010, 06:49 AM
|
#29
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 490
|
تاريخ التسجيل : Jan 2010
|
أخر زيارة : 02-23-2011 (03:43 PM)
|
المشاركات :
55 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
رد: من العادات الأزوادية
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اليعقوبي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م الإدريسي
[i][center]السلام عليكم, جذبني موضوع العادات ؛ لأهميته وتميز تناول الإخوة له, فشكرا لأخي أبي فارس ولجميع منادميه على هذه الكأس الطيبة.
مررت وقرأت وسأعود إن شاء الله
|
عزيزي
م.الإدريسي
شرفتُ بحضورك ومشاركتك لنا بهذا الطرح الهادئ وهذا الفكر النيّر..
ولقد وقفت مندهشاً أمام روعة عرضكم وتحليلكم.. وقوة ثقتكم وحجتكم واحتجاجكم.. وسلاسة أسلوبكم وعذوبة ألفاظكم.. ولا أملك إلا أن أقول زادكم الله علماً وفهماً وتألقاً.
ولقد رجعت بنا إلى التاريخ وما أعذبه من رجوع.. وربطت ما نحن بصدده بالماضى بطريقة في غاية السطوع..
واسمح لي رغم انبهاري الذي لا أخفيه، أن أعلّق برأيي الخاص ووجهة نظري القاصرة..حول القليل مما جاء في ثنايا مقالكم بما يتيسّر لأمثالي.. وبما أن اليعقوبي كفاني التعليق على بعض الأمور التي أوافقه على جزء منها.. لذلك سأتجاوزها لأنني لأن آتي بمثل ما جئتما به فضلاً عن أن أزيد عليه..
أول وقفة لي على المقولة التي سقتموها
اقتباس:
من المقولات الحائزة على القبول عند الكثير من الناس قولهم: (الشيء إذا تكرر تقرر)
|
يؤسفني أني لست من ذلك الكثير.. إذ كيف اسلم لها مع أني لا أظنها آية حتى من التوراة المحرفة.. ولا حديث..ولا أثر.. ولا حتى قاعدة.. بل هي من ضمن ما يطلي به العقلاء مقالاتهم لتسويقها على من دونهم.. وربما نتيجة تجربة في محيط محدود..في غابر الزمان وقد آن لها أن تفقد قيمتها.. وعلى كل حال لا تلزمنا في شيء.. لأنها مجرد مقولة..انظر الكثير من المتكررات البذيئة والشنيعة التي لا يجرؤ عاقل على وصفها بالتقرر..
وهذه من العادات الثقافية ـ إن صح التعبير ـ التي أصاب منها بالدوار.. أن يساق مثل أو حكمة.. بانتظار التسليم له.. وكأنه نص قرآني.. أو حديث نبوي.. (وأنا هنا لا أتكلم عن سياق كلامكم..ولا أتهم طرحكم.. فكيف بكم.. وإنما أتكلم بشكل عام..)
وإن اختلفت معي على مصطلح التقرر ـ فأنتم أهل المطلحات ـ بأن كونها واقعاً هو ما يعنيه.. فلا مشاحة في الاصطلاح..
ولكننا دائماً لا نبحث عن تبرير ما وقع كيف وقع بقدر ما نبحث عن حلول.. ونقل عن ذلك الواقع إلى ما هو أفضل وأحسن.
الموضع الثاني قولكم:
اقتباس:
أردت من خلال هذه الفلسفة أن أوجد الشعور عندنا بعدم الاستعجال في إدانة كثير من العادات, وأهمية التريث في نقد المجتمعا
|
لا أظن أننا استعجلنا في نقد مجتمعاتنا بعد كل تلك الحقب والدهور التي مضت.. فلم نؤت إلا من قبل التريّث الذي لا حدّ له.. مخافة مواجهة المجتمعات بما لم تعهده.. وفهمنا للنقد على أنه مناهضة لها وإدانة لتراثها.. واستخفاف بماضيها!!؟؟ ولا أظن لنقاد اليوم سلف حتى يوصفوا بالاستعجال..
ثم أجدني مضطراً إلى توضيح أمرٍ حتى لا يفهم طرحنا على غير وجهه..
وهو أن الجميع ولا شك.. يتفق معنا إلى أن العادات منها ما هو حسن بلا جدال.. ومنها ما هو سيئ بلا جدال.. ومنها ما فيه قدر من الأمرين.. يغلّب كل فرد حكمه عليها بحسب تقديره لأحد الجانبين فيها..
ومن هنا جاء هذا الطرح.. يهدف إلى ذكرها المصاحب بالإشادة بأحسنها ومعالجة أسوئها.. والتباحث فيما بين ذلك..
وليس الهدف هنا إنكار وجودها وانتشارها واستشرائها.. ولا إدانتها ونصب العداء لها ولمن يحملها.. ولا نفي حسن بعضها.. أو صعوبة تغيير القبيح منها.. وقوة تشبث أهلها بها.. ودفاعهم عنها.
وعندما نتكلّم عن عادة ونصفها بالسيئة، أو نذكر بعض مثالبها وسلبياتها.. أو نصف أخرى بالحسنة والإيجابية.. لا يعني ذلك أننا نحكم على الأولى بالحرمة.. وعلى الثانية بالاستحباب ضرورة.. فكلامنا في غالبه في دائرة المباحات والاستحسانات.. ولأن ما يتعلّق بالحرام والحلال لا يخفى.. ثم لا خيار فيه لأحد.. كما أسلفنا جميعاً.
وأختم بشكرك على وقفاتك البديعة التي تجلّى فيها ثاقب الفهم.. ونيّر العقل.. وواسع الإدراك..
متمنياً أن تثنيك ثرثرتي عن العودة التي وعدت بها.. فنحن في انتظارها بشغف.. وتقبل مني أرق المنى وأذكى التحيات.
|
|
|
|