الورد الحميد
إلى
مناهل أودية منتديات مدينة السوق العذبة بما مهّد له التمهيد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المستمد منه العون بقدرته، المستعان به على تذليل المستعصيات بقوته، القائل: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ}.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}
فله الحمد والشكر على ما امتنّ به على كافة البشر بقوله: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}.
{مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى}
فسبحان من جعل الأرض نعمة من النعم العظمى بساطاً ذلولاً وسبلاً قراراً بل مهداً تصبو إليه النفوس المتعلقة به تعلق ذكريات أبنائه البررة به محبة فطرة وعهد فسبحان القائل: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}.
يا مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، و بيدك الخير تعزّ من تشاء ، إني متضرع بين يديك العظيمتين يا ربي أنت الكريم المنان، الجواد العظيم العطاء والإحسان، لا حول ولا قوة لي إلاّ بمد يد التوفيق منك سبحانك امنن عليّ بهباتك الوافرة، بأعظم العطاء وأجزله في الدنيا والآخرة، يا أكرم الأكرمين عطاءً، والمتفضل بالجود الفياض على أسخ الأسخياء سخاءً، نبينا محمد المصلى عليه صلاة وتسليماً، من حبه جبل أحد فأحب أرض أحد منقبة لها وفاءً وتعظيماً، البشير النذير، والسراج الوهاج المنير، اللهم صل عليه عدد قطرات الأمطار، وسلم عليه عدد حصيات تراب الأرض وورق الأشجار، وارض عن آله الطيبين الأطهار، وصحبه الكرام المهاجرين والأنصار، ومن اقتفى أثر نهجهم السديد، الهادي إلى التمسك بما في السنة الثابتة الصحيحة وكتاب الله العزيز الحميد إلى يوم وعظنا به في قول رب الأرض والسماء: {إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ}.
كما نسأله سبحانه أن يحشرنا يومئذ في زمرة من بيّن مقامهم الكريم بقوله: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}.