الطبقة السابعة:
صبح الهناء انجلى عن أرفع الرتب***بمـــا أنار سماء المجد والحسب
تفننت بمعانيه البـــلاغــة في***روض البيان على الأفنان بالقصب
هذا هو الفضل فاترك ذكر من وضعوا***إظهار أخبارهم في باطن الكتب
أيها القارئ الكريم، إن الرحلات العلمية بين قبائل العلم خاصة السوقية بلغت في الشهرة والحسن، ما بلغ بها حد التفنن، الباهرـ رحلات علمية جليلة:
****تفاوت أسنان أصحاب هذه الرحلات العلمية السوقية المتميزة.
قلت: إن من سنن الرحلات العلمية ما سيسلط ـ إن شاء الله ـ الأضواء عليه قول الإمام الخطيب البغدادي ـ رحمه الله ـ قائلاً، فيما نحن بصدده: وإذا عزم على الرحلة فلا يترك أحداً في بلده من الرواة إلاّ ويكتب عنه ما تيسر من الأحاديث وإن قلت: فقد قال بعضهم: ضيع ورقة ولا تضيعن شيخاً. تدريب الراوي ـ معرفة آداب طالب الحديث..
أخي القارئ الكريم، إنه بالفعل الجميل، سطر أجيال آل السوق دهراً دهراً ما يكتب بمداد الذهب الخالص الجليل، لا سيما في جانب الرحلات العلمية جرياً على سنن أربابها الأعلام، فإن من هدي السوقيين في رحلاتهم العلمية ما تناوله كلام الخطيب.
من ذلك ما شافهني به شيخي ـ ربيعة الرأي ـ المؤرخ الحافظ الضابط المهيب ـ حفظه الله ـ حين قال لي مهاتفة، لما خرج بي من العطاء البار المتصل إلى ساحة الإبداع فيه وهو نوع المخاطفة، فقال: إن جماعة من الأعيان الأعلام من جامعة تنغاكلي أموا ذرى ساحات كليات جامعة كل مرسي برآسة بدر البدور الشيخ عال بن محمد بن اليماني الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله ـ فعرضوا عليه فن الأصول ـ جمع الجوامع..
فمكثوا في كليتي هذا الفن مدة ما أتم لهم أخذ ما يرون تميز بدر بدور عصرهم خاصة في الفن السابق.
وسيتناول مزيد بيان ذلك حال ترجمته ـ بإذن الله.
وعلى كل حال هذا الضرب المشهور المقنن، وهو شد الرحيل، بعد الأخذ من من في بلد المشد الرحل الشد المسنون الجليل.
ومما امتاز به أجيال آل السوق في شد رحل العلم، أنه يكون في أول حياة العلم لدى الشاب السوقي، بل بعضهم، تشد له الرحل قبل السابعة من عمره، فضلا عما بعدها، فيكون في كليات الجامعة المشدود به الرحل إليها، حتى يكمل كل المقررات الدراسية المتداول تدريسها في العالم الإسلامي، ثم يرجع إلى كليات جامعة قبيلته سالماً غانماً، ومنهم من يرجع بسبب من الأسباب فيكمل تلك المقررات، في جامعة قبيلته.
وغير ذلك من أحوالهم الشهيرة.
بهذا يدرك القارئ الكريم مدى تفنن أجيال السوقيين في الرحلات العلمية برحلات مخرجة عما تضمنته معاني نص الخطيب البغدادي، وهي ابتداء الشاب السوقي منذ سن مبكر إلى الرحلات العلمية متجهاً بها إلى إحدى الجامعات السوقية برغبة منه، على وجه حب الابتداء من الدراسة في ساحة كليتها، أو ساحات كلياتها، حسب ما قدر له، وقد تقدمت أمثلة من ذلك، منهم: من درس كتاباً مقرراً واحداً أو نصفه، ثم رجع إلى كليات جامعة مشرقه، ثم كمل فيها سيرته العلمية، وهكذا..
إذا رميت سهام العز صائبة ... فما رميت بل التوفيق راميها
صدق الشاعر، إذ كل نجاح في أي أمر فهو من توفيق الله، لا غير.
الحمد الله القائل حكاية: وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
****نظم تنظيم إنشاء هذه الرحلان العلمية الممتعة.
قلت: إن الشباب السوقي ذو نهمة برحلات علمية، كيف لا وهو متنقل بين جامعات يدير إداراتها كلها، أعمامه، أو أخواله، أو هما معاً.
ومع ذلك، ومع ذلك فإن لهم سننا توارثوها ميدانياً من ذلك ما تقدمت الإشارة إليه، وهو توزع الرحلات العلمية بين الجامعات السوقية الغزيرة العلم، كما اتجهت الرحلات العلمية بأعيان هذه الطبقات الجليلة، إلى جامعة تنغاكلي.
واتجهت ببدر البدور الشيخ عال بن محمد بن اليماني الإدريسي السوقي المرسي إلى فرع جامعة كل وامي برآسة الحبر البحر الفياض الشيخ عمر بن إنكس أونن ـ رحمها الله رحمة واسعة.
****ظروف هذه الرحلات العلمية الرائعة القاسية.
قلت: إن الشباب السوقي يصاحب القدر في أداء رحلاته العلمية، وهو يعلم علم يقين أن أمامه ظروفاً قاسية تتطلبه الحياة التعلمية من الكفالة المعيشية التي هي أهم أسس الحياة، وما في معناها، ومع ذلك يقدم إلى هذه الرحلة بكل شجاعة نفسية علمية متوارثة في حب العلم وطلبه، ولا يستصحب معه عادة سوى جمل، هو مطيته إلى تلك الجامعة، فإذا نزل منزله فيها تشرف بإهدائه إلى مدير إدارة كليته، فيتقبلها مديره إذ الهدية من الثلاثة التي لا ترد.
خاصة أن تلك الهدية لها معان سامية، كثيرة منها: إشارة إلى حقيقة جدية المهدي في طلب العلم.
ومنها إشارة إلى إلقاء عصا الترحال لدى مدير كليته لتوضع له حسابات الطلبة الممنوحين من قبل مدير إدارته، ومنها غير ما ذكر.
****الجهات المتكفلة بشؤون أصحاب هذه الرحلات الفقيرة المصادر الإعاشية.
قلت: ومن السنن المتعارف بين إدارات الجامعة السوقية البارة، أن الممنوحين على كفالة إداراتهم المتواضعة المصادر المعيشية، ومع ذلك فإنه تتم تلك الكفالة الميمونة بعسرها إلى يسرها، أيها القارئ الكريم، إني أعظك بتدبر قوله تعالى: ((قال من يحي العظام وهي رميم*قل يحييها الذي أنشها أول مرة وهو بكل خلق عليم)).
****دور إدارات كليات جامعات السوقيين لأصحاب تلك الرحلات المنحية البارة.
قلت: إن دور إدارة كل كلية من جهة كفالة المعيشة، وما في معناها: هو عبارة عن جهد فردي يقوم به العالم الذي يتلقى عنده ممنوحه العلم بين يديه، فمستقل، ومستكثر.
فأما العالم الذي لديه الممنوحون الكثر، مثل مدراء إدارات كليات جامعة تنغاكلي، الذي ما منهم جبل إلاّ ويأوي إلى ركنه الشديد العشرات من طلاب العلم الممنوحين في مختلف الأجناس من عرب وعجم وبيض وسود، زمراً متتالية، ووفوداً متوالية.
وقد أدركت بقية صالحة للتمثيل لدى إدارة شيخ الشيوخ زين العلوم زين الدين شيخي ـ رحمه الله ـ أيام جئته، إذ لديه من الممنوحين ما يصعب عده من شرق نهر النيجر، وغربه بيضه وسوده، ومع ذلك فإنه ماض في رسالته التعليمية من غير ضجر وعسر، بل الأمور ميسرة حسب طاقته، نهج سلفنا الجليل البار ـ رحمهم الله.
****تهافت أجيال السوقيين عصراً عصراً على أداء رسالة هذه الرحلات العلمية التاريخية.
قلت: وما مرت عليه الإشارة من معاسر الصعاب، ما هو إلاّ أنه جعل الشباب السوقي يؤمن بفضل الرحلات العلمية، والاستمرار فيها، بنفوس عالية، تالية معاني قول الشاعر:
لولا المشقة ساد الناس كلهم.
فبمثل تلك النفوس الزكية بحب العلم والتفنن في طلبه، وأخذه بنصيب وافر، جيلا جيلا ـ ولله الحمد.
استحق آل السوق حقاً صدق قول الشيخ الكبير الكنتي ـ رحمه الله ـ في قوله:
ولو كنت بواباً على باب جنة***لقلت لأهل السوق أنتم لها أهل
****الأمانة العظيمة العلمية، وغيرها المتمتعة به إدارات جامعات السوقيين خاصة لأصحاب المنح لديها.
قلت: إن علماء السوقيين من أبر أهل العلم ببرهم لطلاب علمهم، خاصة علماء تنغاكلي، ولا سيما الممنوحين منهم.
من ذلك أن الطالب لديهم مهما كان في بداية مسيرته التعلمية، فإن الشيخ الذي قصدته رحلته بادئ بدئها، هو الذي يلقنه العلم من الألف إلى الياء، لا يولي عليه غيره ممن يعلمه حتى يصل درجة أن يباشر تعليمه هو، بل هو الذي يعلمه الرماية كل يوم.
فلذلك رزقوا تطبيق أجل معاني، قول السيوطي: والشيخ بجل لا تطل عليه.
بالفعل، إنه كما قال الشاعر:لا يذهب العرف بين الله والناس.
بل أدق منه فيهم قول الآخر:
يخفي صنائعه والله يظهرها***إن الجميل إذ أخفيته ظهرا
مثل ينطبق تماماً بين رواد إدارات كليات جامعات تنغاكلي، وبين مدراء إداراتهم عصراً عصراً إلى كتابة هذه السطور ـ ولله الحمد.
أخي القارئ الكريم:
إني رأيت وقوف الماء يفســده***إن ساح طاب وإن لم يجر لم يــطب
والأسد لولا فراق الغاب ما افترست***والسهم لولا فراق القوس لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلك دائـمة***لملّها الــناس من عجم ومن عرب
الحمد لله الذي إذا شاء أمراً جرى على ما قدر له من الأسباب ـ لا إله غيره المهيمن الباقي القيوم الحي، فسبحانه سبحان عز من قائل حكيم: ما فرطنا في الكتاب من شيء.
اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت.
إنه لما سعى بي شخي ربيعة الرأي في براري الرحلات، وفيافيها الساحرات، في صحاريها النيرات، تذكرت قول يحيى ابن معين ـ رحمه الله: أربعة لا تأنس منهم رشداً، وذكر منهم، رجلاً يكتب في بلد ولا يرحل في طلب الحديث. تدريب الراوي ـ معرفة آداب طالب الحديث..
ففعلاً، إن من لا يرحل في طلب العلم الذي من أنواعه علم الحديث، قل أن يصل في معرفة من يزرع فيه الخير درجة الخريت الحريث.
فاحيوا الرحلات العلمية يا أجيال آل السوق بين جامعاتكم، كدأب أسلافكم الأعلام الأبرار ـ رحمهم الله الرحيم الغفار.
سافر ففي الأسفار خمس فوائدِ
تفرّج همٍ و اكتسابُ معيشةٍ ***و علمٌ و آدابٌ و صُحبة ماجدِ
فما بالكم بسفر في طلب علم، فهو أعز وأجل.
والآن أيها القارئ الكريم، مع شخي ـ ربيعة الرأي في طبقاته ـ حفظه الله ـ على ما أصلنا لها من التلميحات.
الشيخ النحوي المتفنن الشيخ كاسي بن محمد آحمد الشهير بـ إِبَقْ ـ الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله.
فهو ممن انضم إلى كلية النحو، إذ درس في رحابها: الاجرومية، والخلاصة، ولامية الأفعال، وربع جمع التكسير في الكافية،
وكلية المعاني، إذ درس في رحابها: سعد الدين.
وهو من شيوخي في النحو إذ درست عليه شيئاً من المقدمة الآجرومية ـ رحمه الله.
وهو عالم لغوي متمكن، وشاعر مفلق ولصناعته متقن، قل أن يتكلم في الأمر ذي البال، إلاّ بقوارب من شعر رصين، فهو بالفعل ينطبق عليه قول الإمام الشافعي ـ رحمه الله:
ولولا الشعر بالعلماء يزري*** لكنت اليوم أشعر من لبيد
ومما بلغ بي أسفه عدم تقييد شيء من درر ذلك، وعذري في ذلك صغر السن، وقد بدأت في جمعه الآن فإن بلغ مجموعه الزكاة أطعمت بصدقته أغنياء الشعر، صدقة. لا فقراء الشعر
الشيخ اللغوي اللوذعي إن زمن ابن الشيخ إغلس ـ صاحب الترجمة الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله.
فهو ممن انضم إلى كلية النحو، إذ درس في رحابها: الاجرومية، والربوع الأول من الخلاصة.
فهو من أصحاب الأعذار التي حالت بينه وبين إكمال مقررات التخرج بين كليات تنغاكلي إذ أصيب فيها بمرض عقبه العمي مباشرة في رحاب كليات تلك الجامعة التنغاكلية المتميزة، فرجع إلى كليات جامعة مشرقه، إذ أكمل مسيرة دراسته بين أبيه الشيخ إغلس وبين عمه بدر البدور الشيخ عالي ـ رحمهم الله جميعاً.
وقد استضاء هذان العلمان بشعاع شمس العلوم الشيخ جار بن غمناـ رحمه الله.
الشيخ العلامة والحبر الفهامة الشيخ أُخَيّا بن عليُّ الأنصاري السوقي البكلي،
فهو ممن انضم إلى كلية المنطق، إذ درس في رحابها: السلم المرونق.
وقد استضاء هذا العلم بشعاع شمس العلوم الشيخ زين الدين بن محمد الصالح الشهير إنقا ـ رحمهم الله.
وقد سمعت شيخي، وشيخه شمس العلوم الشيخ زين الدين بن محمد الصالح الشهير إنقا ـ رحمهم الله.
يقول عنه: ما رأى مثله فطنة في فهم العلوم خاصة فن المنطق، الذي درسه عنه في خلال أسبوعين بصورة جعلت شيخه يتعجب من فهمه المفرط للعلوم الإسلامية.
الطبقة الثامنة:
الشيخ أبو عبد الله محمد بن إبراهيم ـ المهتدي ـ الإدريسي السوقي التجشي ـ حفظه الله.
وقد استضاء بشعاع شمس العلوم الشيخ زين الدين بن محمد الصالح الشهير إنقا ـ رحمهم الله.
إذ عرض عليه بعض الفنون ـ حفظه الله.
الشيخ أبو عبد الله الخضر بن عالي الإدريسي السوقي المرسي ـ حفظه الله.
الشيخ أبو عبد الرحمن إغلس بن عبد الله الإدريسي السوقي المرسي ـ حفظه الله.
الشيخ سيدحم بن محمد آحمد ـ الشهير أبوخن ـ الإدريسي السوقي المرسي ـ حفظه الله.
الشيخ يحيى بن إغلس الإدريسي السوقي المرسي ـ حفظه الله.
الأستاذ أبو مصعب محمد ـ قاد افلح ـ مُفلِح ـ ابن إبراهيم الإدريسي السوقي الوامي ـ حفظه الله.
فهو ممن انضم إلى كلية النحو، إذ درس في رحابها: الاجرومية، و الخلاصة، وغيرهما.
إلاّ أن مفلح بن إبراهيم فهو قد توقفت به رحلته العلمية إلى نهاية الربع الثالث من الخلاصة، عند قول صاحبها:
ونادر أو ذو اضطرار غير ما***قدمته أو للأناس انتمى
وقد استضاءت هذه الطبقة بشعاع شمسي العلوم الشيخ الشهير جار بن غمنا... وأخيه الشيخ عياض ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف.
وأما سيدي حم بن محمد آحمد فقد توقفت به رحلته العلمية أيضاً في بدايات الخلاصة، فتوجهت به الرحلة العلمية إلى كليات جامعة كل وامي بإدارة رآستها الشيخ محمد إكنن بن محمد الصالح بن إنكس أونن،فهو ممن انضم إلى كلية النحو، إذ درس في رحابها: الاجرومية، عرضاً، و الخلاصة إلى الربع الثالث منها، فهو من أصحاب الأعذار المرضية التي حالت بينه وبين إتمام المقررات في هذه الجامعة الأصيلة العلم.
الشيخ أبو إبراهيم الحسن بن إبراهيم الإدريسي السوقي التجشي ـ حفظه الله.
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في المملكة العربية السعودية ـ حفظه الله ـ فهو ممن انضم إلى كلية النحو، إذ درس في رحابها: شيئاً من الاجرومية.
وقد استضاء بشعاع شمس العلوم الشيخ الشهير عبد الغفار الشهير بآلياض ـ حفظه الله.
وهو أيضاً ممن أصيبت رحلته ببعض العوائق، تقدير رب المغارب والمشارق.
الطبقة التاسعة:
الشيخ إبراهيم بن الزبير الأنصاري السوقي البكلي ـ رحمه الله.
ممن انضم إلى كلية النحو، إذ درس في رحابها: الاجرومية.
وملحة الإعراب.
الأستاذ عبد الوهاب بن يحيى الشهير بـ إِنْسَمَيْ الإدريسي السوقي التجشي ـ حفظه الله.
ممن انضم إلى كلية النحو، إذ درس في رحابها: شيئاً من الاجرومية.
وقد استضاءا بشعاع شمس العلوم الشيخ زين الدين بن محمد الصالح الشهير إنقا ـ رحمهم الله.
فالأستاذ عبد الوهاب هو من أصحاب الأعذار المرضية التي حالت بينه وبين إتمام المقررات في هذه الجامعة التنغاكلية الغزيرة العلوم.
وهو الآن مدير المركز الإسلامي في إبنغملن ـ حفظه الله.
الشيخ مُويا بن محمد آحمد الشهير بـ إِبَقْ ـ الإدريسي السوقي المرسي ـ حفظه الله.
الأستاذ بَحَّدُ بن عبد الله الإدريسي السوقي المرسي ـ حفظه الله.
وقد استضاءا بشعاع شمسي العلوم الشيخ الشهير جار بن غمنا... وأخيه الشيخ عياض ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف.
فلما بلغ بي شخي ـ ربيعة لرأي ـ أصحاب طبقتي، نسي حوته، فذكرته بمعاني قول الشاعر:
ما لي أبي حمزة لا يأتينا***ويدخل البيت الذي يلينا
فانضم إلى المتبركين بقوله تعالى: ((وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا)).
قلت: ما أجلها من معذرة.
الطبقة العاشرة:
الطالب عبد الله بن الخضر بن سيدي المختار ـ وان الخير ـ الإدريسي السوقي المرسي ـ حفظه الله.
وقد استضاء بشعاع شمسي العلوم الشيخ الشهير الشيخ عياض ـ بارك في الخلف.
ممن انضم إلى كلية النحو، إذ درس في رحابها: الاجرومية.
وقد شكرت له وصل هذه السلسة الميمونة من الرحلات العلمية، داعياً المولى استمرارها على أحسن تقويم، يا بر يا كريم.
ولهذه القبيلة الجليلة مآثر المناقب نبأ مستقر ـ بإذن الله.
وهنا طرفة فخرية: وهي أن أحد طلاب العلم من بعض قبائل السوقيين المكرمة، أسر إليّ النجوى قديماً قدم السنين، قلت تذكيراً: إنه ليس للمؤرخ سر ولا نجوى، وهي: أن قال لي أتمنى أن يأخذ عنك ابني ـ فسماه ـ شيئاً من العلم ليحصل له شرف الاتصال بمدرسة تنغاكلي. ولو بالواسطة، انتهى كلامه بمعناه إلاّ أنه نص بتسمية ((تنغاكلي)).
مضمناً المعاني السابقة.
وذلك لكونه وقبيلته من القبائل البعيدة عن محيط جامعة تنغاكلي المعينة العلوم الغزيرة ـ أسأل الله لولده وأولادنا أن يجعلهم من أعيان علماء السوقيين الأعلام، هو وجميع أبناء آل السوق ـ جيلا جيلا، وغيرهم ـ إن ربي لسميع الدعاء.
ويحفظ لنا هذا التاريخ المجيد وهي الرحلات العلمية إلى قبيلة (تَنْغَاكْلي)). وغيرها، كما تقدمت الإشارة إليها.
العلم صيد والكتابة قيده ***قيد صيودك بالحبال الواثقة
فمن الحماقة أن تصيد غزالة***وتتركها بين الخلائق طالقة