الطبقة الرابعة:
يا حبذا نسب يسمو به حسب***بوركت من نسب سام ومن حسب
قوم إذا انتسبت أخلاقهم رجعت***إلى الكرامة والمعروف والأدب
مجد يزاحم أطباق العلى صعدا***وجود كف تفوق السحب في صبب
الحمد لله الرحيم الرب الكريم وهو ولي التوفيق، أنت رجائي وحدك في الأولى والآخرة يوم لا أنساب ولا صحبة تنفع غير نسب معزز بصحبة العمل الصالح فنعم الرفيق.
وما يعدم الإنسان في الأرض صحبة***ولكن بعض الصحب أدنى إلى العدى
إنه أيها القارئ الكريم دريك الإيحاءات، لا النكرات المتوغلة المتوغلة في باب المبهمات.
إنه لما بلغ بي هنا شيخي ـ ربيعة الرأي ـ الشيخ عبد الله المؤرخ ـ حفظه الله ـ ارتدى رداء المحدثين الجهابذة النقاد، نعم المؤرخ شيخي المحدث الفاضل، فإنه قد نصح حين وقفنا على عرصاتها، فهو شخصية تاريخية دينية محدث ذو بصيرة متميزة في علم الجرح والتعديل ـ يحيى بن معين ـ الصيرفي الجليل، خاصة في معرفة الرجال ـ أعيانهم ـ حفاظهم ـ مراتبهم في العلم وسيرهم فيه، وشيوخهم، ومدد زمان اللقي والمعاصرة لشيوخهم، وطوائف أقرانهم، وما جرى من العوائق لبعض أصحاب رحلاتهم العلمية من مرض حال بينهم وبين تحقيق أهدافهم النبيلة العلمية، وغير ذلك من الأحوال مما يدنيه قول القائل:
والوجه في إدراكها جمع الطرق***وسبر أحوال الرواة والفرق
فلما بدت منه هذه الشخصية النقدية المتينة حتى كأنه في تخريج: نوادر الأصول.
خاطبته بنهج الترمذي الحكيم ـ نهج تحصيل المحصول.
عند ذلك لان جابه ـ حفظه الله ـ جرياً على سنن الشروط، فبدأ لي الدرس على مذهب صاحب المبسوط.
فأبرق بسيرة أصحاب هذه الطبقات الجليلة كاد سنى برقه يذهب ببصري، وقت إنشائهم هذه الرحلة العلمية الجميلة وما لاقوه من نصب في سبيل التعلم ـ جهد عظيم بالثناء حري.
أكرم بمن سلك طريق العلم بالتعلم حسباً ومجداً وسؤددا:
حتى كأن الشاعر لم يعن غيرهم، في قوله: لم يعن بالعلياء إلاّ سيدا.
أخي القارئ الكريم، أنت مع شيخي ـ ربيعة الرأي ـ في طبقاته ـ حفظه الله.
فمن أقمار هذه الطبقة الجليلة:
الشيخ العلم ذو الشرف الشامخ الشيخ أحمدْ ـ أَقُضا ـ ابن باجة الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله.
فهو ممن انضم إلى كلية النحو، إذ درس في رحابها: الاجرومية، والخلاصة.
الشيخ اللغوي النحوي النحرير الشيخ سيد المختار ـ وَانَ الخيْر بن أقدن الإدريسي السوقي المرسي ـ حفظه الله ـ فهو ممن انضم إلى كلية النحو، إذ درس في رحابها: الخلاصة.
وهو من شيوخي في التاريخ.
الشيخ الفاضل نجل الكرماء والشيوخ الأفاضل الشيخ محمد آحمد الشهير بأبُوخَنْ الإدريسي السوقي المرسي ـ حفظه الله، ومتعنا بصحته.
وهو من شيوخي في التاريخ.
فهو ممن انضم إلى كلية النحو، إذ درس في رحابها: الاجرومية، والربعين من الخلاصة.
شيخ المؤرخين ذي المقام السامي والشرف المبين ـ ربيعة الرأي ـ شيخي الشيخ عبد الله بن محمد آحمد ـ إنتملمولي ـ الإدريسي السوقي المرسي ـ حفظه الله ـ المنقول عنه هذه الترجمة.
ـ حفظه الله ـ فهو ممن انضم إلى كلية النحو، إذ درس في رحابها: الاجرومية، والخلاصة.
هذه الطبقة استضاءت بشعاع شمس العلوم الشيخ مُحمدُ بن أَحَمَّدى ـ رحمه الله رحمة واسعة.
الطبقة الخامسة:
الشيخ العلم والسيد الشهير الشيخ عمر بن جابر الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله.
فهو ممن انضم إلى كلية النحو، إذ درس في رحابها: الاجرومية، والربع الأول من الخلاصة
استضاءت بشعاع شمس العلوم الشيخ محمود ابن عم الحسن بن آرب ـ رحمه الله رحمة واسعة
الشيخ الكريم، والسيد الشهير الشيخ عبد الله ـ كُوتِيَنْ ـ بن باجة الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله.
هو من شيوخي في التاريخ، والد كريم فاضل ـ رحمه الله رحمة واسعة.
فهو ممن انضم إلى كلية النحو، إذ درس في رحابها: الاجرومية.
استضاءت بشعاع شمس العلوم الشيخ مُحمدُ بن أَحَمَّدى ـ رحمه الله.
الطبقة السادسة:
الشيخ العالم الجليل الشيخ إبراهيم بن الفزاز الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله.
فهو ممن انضم إلى كلية النحو، إذ درس في رحابها: الخلاصة.
الشيخ الكريم والعلم الشهير الشيخ مهَاما بن المسدد الأنصاري السوقي البكلي ـ رحمه الله.
فهو ممن انضم إلى كلية النحو، إذ درس في رحابها: الاجرومية والخلاصة.
الشيخ العالم اللغوي العلم الشامخ الشيخ الزبير بن مَحمدْ الأنصاري السوقي البكلي ـ رحمه الله.
وهو من شيوخي في اللغة درست عليه عشر مقامات من مقامات الحريري، لغوي متمكن دقيق العبارات، من فقهاء اللغة.
فهو ممن انضم إلى كلية النحو، إذ درس في رحابها: الاجرومية والخلاصة.
استضاءت بشعاع شمس العلوم الشيخ جار بن غمناـ رحمه الله.
قلت: إن من دواعي الفرح والسرور، ليلة شهدت فيها بدرين التقيا في جو سماء العلوم عصراً ساعة تشرفت ساحة شيخي الشيخ زين الدين بالشيخ جار بدرا علم التقيا حقاً، وكانت رؤيتي الأولى للشيخ جار ـ رحمه الله ـ فما إن مضى عن لقائهما نصف ساعة أو نحوها، إلاّ وتناولا مسألة تصريفية دقيقة المدارك، في باب التقاء الساكنين، ولم أدر عن هذا الباب شيئاً وقتئذ، وعلى كل حال، فمما سمعت الشيخ جار استشهد به لحظة تساقط الجوهر الثمين، هو قول ابن مالك في الكافية:
إن ساكنان التقيا اكسر ما سبق***وإن يكن ليناً فحذفه استحق
فحفظته تلك اللحظة ـ ولله الحمد ـ من غير تكرار من الشيخ جار البيت مرة أخرى.
فسبحان الله إن الأمر بالفعل كما قال الشاعر:
من الناس من لفظه لؤلؤ***يبادره اللقط فيحفظ
وبعضهم قوله كالحصا***يقال فيلغى ولا يحفظ
وهنا وقفة، وهي: دور اهتمام علماء السوقيين بجانب كبير في رفع مستويات طلابهم العلمية بشتى وسائل التشجيع الحسي، والمعنوي الجليل، خاصة علماء تنغاكلي بطلابهم.
من ذلك ما جرت عليه القصة الحنونة الرائعة، وهي: أن العلم الشامخ، جبل المكارم ذو الشرف الباذخ الشيخ جار بن غمنا ـ رحمهما الله.
لما رآني عند شيخي زين علوم الدين ـ رحمه الله ـ بادئ ذي بدء، وكان الشيخ جار ذا قرابة ببيت محمد الصالح بن إنكس الإدريسي السوقي الوامي ـ رحمهم الله ـ قرابة متينة، فكان الشيخ جار حين رآني عند شيخي زين الدين بن محمد الصالح إنقنا ـ رحمهما الله ـ كان الشيخ جار لا يناديني إلاّ بابن أختي، أو بابني:
للمح ما قد كان عنه نقلا
وأما من جهة أبناء الذكور فيناديهم بابن أخي، أو بابني كمفلح بن إبراهيم بن محمد الصالح بن إكس أونن ـ رحمهم الله ـ أيام كان عنده.
وعلى كل حال فإنه سأل شيخي قائلاً له: بشرني بمستوى ابن أختي في فهمه لعلم النحو، وكنت ساعتئذ آخذ درس باب التوكيد، في المقدمة الآجرومية.
فأثنى شيخي خيراً ـ ولله الحمد ـ عند ذلك قال له الشيخ جار: والذي أعلمه أن بيتهم ، أي: بيت الشيخ إكس أونن، بيت لين له العلم.
وكل واحد منهما شيخي والشيخ جار يراعي في قرابته، إذ كان شيخي زين الدين ـ رحمه الله ـ يوم أتيته ضيفاً متعطشاً العلم المعين. رحب بي غاية الترحيب، قائلاً لي: إن أتيتني كواحد من أهل بيتي فقد أصبت، لأننا نجتمع أنا وإياكم في الجد الثامن أو السابع. الشك مني.
أي من جهة عمود النسب الشريف.
فما أسعدني في تلك اللحظة الجليلة، التي متعتني بطودين عظيمين تنغاكليين أحدهما عمي، والآخر خالي ـ نور الله قبريهما مد البصر، وجعلها روضة من رياض الجنة.
وبالبيت السابق الذي حفظته عن شمس العلوم الشيخ جار بن غمناـ رحمه الله.
انضميت إلى ركب طلابه النبلاء الكرام ـ ولله الحمد والمنة.
كرر عليّ حديثهم يا حادي***فحديثهم يجلي الفؤاد الصادي