سمط لئالي الطبقات:
ألا أيها الليل الطويل ألا انجل***بصبح وما الإصباح منك بأمثل
إنني أحمد الله الذي هو أهل التقوى وأهل المغفرة، داعياً المولى المنعم البر الكريم حسن ثواب الدنيا والآخرة.
أقلي عليّ اللوم سابحة الذيل.***.ولا خير فيمن لا يروي صادق القول
إن شيخي ربيعة الرأي ـ حفظه الله ـ كان عريقاً بعلم فن التاريخ، عارفاً بروائعه، خبيراً بأسرار جماله، ومواطن سحر حلاله، ذو فكر مبدع حر، واسع الخيال، متمكناً في أخذ المعاني المنقحة، مع معرفة الرجال على مناهج ابن معين المقعدة المحققة.
كأنه هو المنشد في حقه:
ما مر في هذه الدنيا بنو زمن***إلاّ وعندي من أخبارهم طرف
أخبرني يوم استرسلت معه في تاريخ المنطقة، فوجدته أجرى من فرس علقمة الفحل إذ كأنه من ألسنة حال تلك الأمم الدقيقة الناطقة ـ بارك الله لنا فيه وفي عمره، فاحفظه اللهم بحفظك، ومد في عمره برعايتك ـ آمين.
فتلطف بي مجيباً لي بقوله ما وصلت في مقام الشيخ إغلس ـ صاحب الترجمة ـ إلاّ مثل قلامة ظفر، إنه من حفاظ التاريخ المطلع على منثوره ومنظومه نظم الضفر.
هذا ولقد استصحبته عبر رحلة هذه الترجمة التي هي أول اتصال لي به في هذا الفن ـ حفظه الله من كل مكروه ـ فوجدته من أوعية التاريخ: ولا سيما يوم بدارة جلجل.
يوم سمط لئالي الطبقات عشية سمر يقص عليّ قصص هذه الرحلات التنغاكلية المنتظم سلكها برحلة المترجم له، قائلا لي إن صاحب هذه الرحلة المتميزة بعده أتى بقية آحاد أضرابه، وأضراب أضرابهم، وكذا.. أولاً تلو أول.
فطفق يعددهم على نحو كدت أن أكون: كالمنبت، لا أرض قطع ولا ظهر أبقى.
فيا لك من ليل كأن نجومه***بأمراس كتان إلى صم جندل
مستهلاً ذكر هذه الرحلات التاريخية الميمونة، بذكر رحلة المترجم له، كأول رحلة أدركها إدراكه ثم من عايش الرحلة التنغاكلية نفسها مع المترجم له في جامعة تنغاكلي من أقرانه، ثم تلا صاحب الترجمة أرباب رحلات أخر، كما سيأتي الاستنارة بأفانين ودقهم ـ بإذن الله.
وما ذكره هو مبلغ علمه، وكان مورخاً وقافاً على ما يعلمه، حتى كأنه صاحب هذا البيت:
الدين إنما أتى بالنقل***ليس بالأوهام وحدس العقل
لذا فعلاقة هذه الجوامع بجامعة تنغاكلي قديم جداً، ومن أخبار جهينة ـ: وعند جهينة الخبر اليقين ـ. الحديث المنقول، الصحيح الحسن المعقول، أن محمد الصالح بن محمد يحيى ـ إنكس أونن الإدريسي السوقي الوامي ـ رحمهما الله ـ كان إذا زاره زور من شموس أعلام عصره التنغاكليين يبلغ بالجميع أنس الأخوة العلمية والقرابة ما يجعلهم يمضي عليهم زمان كشهر وما في معناه من مدد الزمان عنده ثم يقوم بمعاني الإكرام اللائق بالطرفين، يوم ينشد الحال معنى قول الشاعر:
لا بارك الله في غد ولا أهلاً به***إن كان تفريق الأحبة في غد
وسيأتي ـ بإذن الله ـ مزيد بيان القرابة بين محمد الصالح بن محمد يحيى ـ إنكس أونن ـ رحمهما الله رحمة واسعة ـ وبين تنغاكلي خاصة بيت شمس العلوم جار بن غمنا ـ رحمهما الله رحمة واسعة.
الطبقة الأولى:
الشيخ العلامة صاحب الترجمة الشيخ إغلس ـ رحمه الله.
وقد مضى أنه انضم إلى كليتي الأصول: جمع الجوامع، وكلية فن المنطق.
الشيخ العلم الشيخ أحمدُ بن حسنُ الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله مثل صاحب الترجمة.
الشيخ العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن اليمان الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله ـ انضم إلى كلية النحو، إذ قرأ: الخلاصة، والكافية، وكلية المنطق، وكلية البلاغة، كتاب التلخيص ـ سعد الدين.
الشيخ البحر الفهامة الشيخ محمد الآمين الإدريسي السوقي الوامي ـ رحمه الله ـ
انضم إلى كلية النحو، لقوله مؤرخاً لنتائج رحلته التنغاكلية الميمونة ـ رحمه الله:
وهَسْهَست الليالي قدر جهد***بلا ملل لدى (غمنا) الرئيس
يمج النحو لي والصرف مجاً***أنيقاً من عوالي غدير قُوسي
رماحي النحو والتصريف سيفي***أصول الفقه في لغة يَعيسِ
وقد يكون انضم أيضاً إلى كلية الأصول ـ حسب لحن قوله:أصول الفقه في لغة يَعيسِ
وإن كان متخرجاً من فرع جامعة ((كل وامي))، التي يترأسها الشيخ الحبر البحر عمر بن محمد يحيى ـ إنكس أونن ـ رحمهما الله ـ كما لذلك وقت بيان خارج ترجمة صاحب الروض الباسم. المنوه به في بيت صاحب الأبيات السابقة:
وأقراني الثلاثة أعالي إغلسْ***وأحمدُ عدتي وهمو خميسي
الذي سيتناول عنده وقتئذ ـ بإذن الله ـ متعلقات هذا البيت، التي ضمته مع الشيخ العلامة العلم الشيخ عال بن محمد بن اليمان الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله ـ ضمن رواد العلم المعين بين يدي الشيخ الحبر البحر عمر بن محمد يحيى ـ إنكس أونن الإدريسي السوقي الوامي ـ رحم الله الجميع.
علماً أصحاب هذه الطبقة كلهم كانوا بين كليات تنغاكلية يدير بعض فروعها شمس الشموس، علم أعلام العلوم الشيخ غمنا ـ من تدار الفنون العلمية في كلياته بأنفس أنواع الكؤوس.
فهؤلاء الأقمار كلهم ممن كان يتغزل بشمس الشموس النيرة الوضيئة الأنوار ـ رحمهم الله.
وأخبروا باثنين أو بأكثرا***عن واحد كهم سراة شعرا