عرض مشاركة واحدة
قديم 03-21-2010, 10:02 AM   #36
مراقب عام القسم الأدبي


الصورة الرمزية السوقي الخرجي
السوقي الخرجي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 32
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 06-03-2016 (12:32 AM)
 المشاركات : 780 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: أوراق سوقية, وأسرارتاريخية.



بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على من لانبي بعده.
وبعد:
فقد وعدناكم بمواصلة السعي في إبراز ما عثرنا عليه من الرسائل السوقية لغرض الاستفادة من الَوْمضات التي وصلتنا بواسطتها.
ومن هذا المنطلق فإننا على موعد بمقتتطفات من رسالة العالم العلامة الشيخ حنا بن المختار السوقي الأنصاري إلى الشيخ سيدي محمد بن سيدي المختار الكنتي وكلا الشيخين من رجال القرن الثالث عشر الهجري وسوف ننقل منها الجانب الخاص بالسوقيين والرسالة كانت في زمن السلطان النابغة بن السلطان كاوا الأمازيغي الطارقي, وكانت ردا على سيدي محمد الكنتي, ودعضا لمزاعم الفلانيين , الذين يدعون إقامة الدولة الإسلامية في (ماسنا), ويرون وجوب الانضواء تحت رايتهم والسمع والطاعة لهم.
بسم الله الرحمن الرحيم, وصلى الله وسلم على طه الكريم, الحمد لله الذي جعلنا من المؤمنين الذين أسبغ عليهم نعمه الباطنة والظاهرة, بتوليهم وتثبيتهم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة, وجعلنا إخوانا متحابين, متعاونين على البر والتقوى, متواصلين متناصحين , ومتواصين بالحق والصبر والذكرى والتبيين والتثبت وبالعقود وحسن العهد وافين.
والصلاة والسلام على إنسان عين أعيان الخلق, ويعسوب الكل وشمسه, ومدده الحبيب الأعظم, والمصطفى الأكرم, محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين,وعلى آله وصحبه الذين سعدوا بمطالعة طلعته الكريمة, ثم بعد الصلاة والسلام تناولت الرسالة الأمور التالية وهي:
1- أهمية العهد والود الذي توثقت عراه, وتجذرت عروقه بين السوقيين والكنتيين.
2- أن الفلانيين محاربون ومبتدعة فلاتجوز مناصرتهم ومعاونتهم وتكثير سوادهم.
3- أنهم نازعوا الأمر أهله وأنهم استحلوا القتل بالموعظة , والسحت بالهدية وأن أولوا الأمر في البلد سلاطين إولمدن وعلماؤهم السوقيون.
4- الكلام في الزكاة والصدقات وأنها لاتدفع إلا لمن ولاه السلطان عليها وهم السوقيون.
وبعد ما تقدم شرع الشيخ في بيان سبب تولية السوقيين لهذه المناصب في طول البلاد وعرضها, وأن ذلك بسبب عدلهم ودينهم فقال:
وعلماؤنا هم أهل أمر هذه البلاد وألو ذكرها من جهتين :
الأولى : أن الله أمر بطاعة العلماء وسؤالهم, لأنهم ورثة الأنبياء قال صلى الله عليه وسلم,العلماء ورثة الأنبياء, وقال تعالى إنما يخشى الله من عباده العلماء إلى أن قال: صلى الله عليه وسلم (إن من العلم كهيئة المخزون المكنون لايعلمه إلا العلماء بالله فإذا نطقوا به لم ينكره أحد إلا المغترون بالله ,) ثم تجب طاعتهم من أجل أن الله أمر بسؤال من جمع بين العلم والخشية, وأوجب طاعتهم في الحق, كما يشهد له قوله صلى الله عليه وسلم: (من أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني ) وذلك يشمل جميع حكام المسلمين وقضاتهم وأيمتهم إذا جمعوا بين العلم والخشية , ولاشك أنهم أحرزوا قصب سبق هاتين الخصلتين على التمام في هذه البلاد كما شهد لهم كل ثقة رضى وكل عدل فاضل من المتقدمين ممن عاصرهم وعرفهم كالشيخ جلال الدين السيوطي(1), والشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي(2), والشيخ السوداني محمود التنبكتي(3), الذي قال: فيهم كل من أقيم شاهدا أسأل عن عدالته وجرحته إلا السوقيين فإنهم وجدناهم وجربناهم كلهم عدولا مرضيين تابعين للحق, وقال فيهم أيضا إنا وجدنا الصغير منهم يغلب الكبار من غيرهم, في العلم كحال أجدادهم أهل الحجاز, وكذلك الشيخ أحمد بابا التنبكتي(4), وهو البحر الفهامة سأله مرة أهل بلده عن سميه بابا السوقي وقالوا له أيكما أعلم فقال لهم أنا أروى والسوقي أدرى, وقد عده شيخ الإسلام جدك الشيخ المختار(5) في كتبه البرد الموشى , في تحريم المطامع والرشى, من المجددين في زمانه وكذلك المتأخرون كالشيخ الولي الفهامة العلامة المتفنن البارع في جميع العلوم شيخ جدنا القاضي محمد البشير سيدي المختار الرقادي(6), وابنه محمد الأمين الشيح الصالح الناصح, كانا يثنيان عليهم ويتنازعان معهم كأس المودة والصفاء والموالاة, والإخاء وكذلك العلوي (7), وأبناؤه الأخيار السادة الأبرار, المشهورون بأنهم من أولاد محمد بن الحنفية بن علي كرم الله وجهه, كانوا يزورون السوقيين كثيرا ويراسلونهم بالقصائد البليغة الحسان, في الثناء عليهم, وذكر مئاثرهم , وكذلك شيخ الحقيقة والشريعة سيدي المختار جدك له في الثناء عليهم نظما ونثرا غير ما قليل, حتى قال في قصيدة له في مدحهم:
ولو كنت بوابا على باب جنة-- لقلت لأهل السوق أنتم لها أهل
إلى أن قال:
والثانية: أن أولي الأمر من ولاة الطوارق كلهم حكمواالعلماء والصالحين من السوقيين في أمورهم كلها, حتى على أنفسهم, واحترموهم وبجلوهم, وفوضوا أمورهم كلها إليهم, فجعلوا يخدمونهم بأنفسهم, بل وولوهم على تولية من شاوا منهم وعزلهم وما ذلك منهم إلا لعلمهم بأنهم أعلم بأحكام الله وأتقى له.
وهذا من زمان دولة (إمزغيرسن)(7) قبل مجيئ (إولمدن) إلى مبتدا دولة (إولمدن) فلما انعقدت الولاية لأول سلاطينهم كرنا بعقد أهل الحل والعقد, من جميع طوائف الطوارق, ومن العلماء الصالحين, من أهل السوق, وغيرهم من المؤمنين, وبيعتهم له, وعقد أمير المؤمنين (بأكدز) العدال المستناب من عند الإمام الشريف عثمان.
فلما تمت له البيعة من الكل أحضر جميع العلماء والصالحين من بلاده والطوارق وغيرهم وأشهدهم وقررهم بعدما بحث كل البحث وتجسس وتحسس, عن أعلم من في ولايته, من علماء أهل زمانه , وأتقاهم وأرضاهم وأورعهم, وأشدهم لله خشية وأشدهم له خوفا بحيث لاتأخذه في الله لومة لائم, فدله على أهل بلده باتفاق منهم على جدنا محمد المختار(9) بن الولي محمد أحمد بن الشيخ الولي الجليل البشير بن الشيخ الولي القطب الرباني محمد بن يوسف, فقلده خطة القضاء وكتب إلى من بعد عنه (كتادمكت)(10) وغيرهم بذلك, ثم كتب رسالة مضمنها أنها وصية منه إلى من سيجيئ بعده من أبنائه, إلى يوم القيامة أن يقلدوا ذرية هذا العبد الصالح الذي استقضاه باتفاق أهل بلده كلهم على أنه أعلم أهل بلده وأتقاهم, وارضاهم مثل ما قلدوه, ويفوضوا إليهم جميع الأحكام الشرعية , والوظائف العادية المرتبة بل ويحكمونهم على أنفسهم وعلى من تحت أيديهم, بأخذ الزكاة منهم, وصرفها في مصارفها, وإنفاذ كل ما حكموا به لهم وعليهم من أمر الدين والدنيا, ومصالحها, وبعد ذلك حث الكل على رفع أيديهم بالدعاء على من خالف ذلك من أولادهم بالبوار ودائم الشقاء فامتثلوا أمره هذا.
فكان السوقيون هم السلاطين والحكام وأولي الأمر من هذه الحيثية أيضا في المعنى, من دولة (إمزغيرسن) إلى الآن, وأمراء وسلاطين الطوارق بالاسم فقط, فكيف يجوز لأهل هذه البلاد أن ينتزعوا من السوقيين وظائفهم, المؤسسة على مصالح الدين والدنيا, المشيدة بنا اقتضته قواعد الكتاب والسنة واجتمعت عليه أهل الملة.
وبقية الرسالة تتحدث عن دور علماء السوقيين في حمل الناس على الكتاب والسنة في البلاد وأنهم هم وحدهم الذين يسوسون أهل البلد على ذلك.
-----------.
(1) عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر بن محمد سابق الدين خن الخضيري الأسيوطي المصري المشهور باسم جلال الدين السيوطي، (القاهرة 849 هـ/1445 م- القاهرة 911 هـ/1505 م) من كبار علماء المسلمين.
(2) هو العالم الجزائري المعروف المتوفى سنة (910 ) للهجرة كان معاصرا للإمام السيوطي وله مشيخة على بعض كبار علماء السوقيين في وقته ألا وهو الشيخ أبو الهدى بن محمد الأدرعي السوقي وقد مكث مدة في عاصمة دولة (سنغاي) (غاوا) عند السلطان محمد بن أبي بكر التوري المعروف بالحاج أسكيا أمير مملكة سنغاي، وألف له أجوية عن أسئلة كثيرة وجهها إليه، وهي المجموعة التي عرفت باسم: "أسئلة أسكيا وأجوبة المغيلي" ولعل هذا هو السبب في صلته بعلماء السوقيين.
(3) هوالفقيه القاضي العاقب بن القاضي محمود بن عمربن محمد أقيت (868 -955هـ،
(4) هوالعالم المشهور صاحب التصانيف التي طبقت الآفاق أبو العباس أحمد بابا بن أحمد بن عمر بن محمد أقيت بن عمر بن علي بن يحيى التكروري، الصنهاجي، الماسي، المسّوفي، التنبكتي.ولد بقرية أرْوان قرب تنبكتو، ونشأ في عصر كانت فيه بلدة تنبكتو قد حظيت في عهد ملوكها (899- 1000هـ/ بنهضة علمية وتعليمية، تمثلت برعاية للعلماء والفقهاء.
(5) هو الشيخ العالم الزاهد نادرة زمانه ووحيد عصره وقدوة السالكين ومربي العارفين سيدي المختار الملقب بالشيخ الكبير بن أحمد بن أبي بكر الوافي الكنتي وينتمي الشيخ الكبير إلى أسـرة فهرية عربية نبيلة , ومدرسته من أعرق المدارس العلمية والأدبية فـي صحراء الطوارقولد 1720م \1142هـ وتوفي \1226هـ ببلدة (أوقال) شمال مدينة (تين بكتو) التاريخية الموطن: صحراء الطوارق - جمهورية مالي.
(6) لم تسعف المصادر بترجمة سيدي المختار هذا هو ولا ابنه محمد الأمين.
(7) العلوي من الشعراء الكبار الذي ينتسبون إلى قبيلة (إدوعلي) الموريتانية وعندي شك هل هو سيدي محمد بن بك الشنقيطي أم لا؟ لأني رأيت له قصيدة في ورقة قديمة مكتوبة بخط سوقي وفي آخرها الاسم السابق وعلى كل فلشعراء العلويين في موريتانيا اتصال وشيت جنباته وطرزت حواشية بأروع القصائد ومنها قول واحد منهم ولعله الشاعر السابق.
ولكنني أراك سافرت مفردا = وهل لغريب مرصد من مصــاف
ورافقت قوما لاتعي من كلامهم =سوى ما تعيه من كلام زيـــاف
وجلت على حرف قفارا مهامها =لزورة قوم صالحين عفــــاف
وجبت بلاد ( السوقيين ) بحرقد =ترض حصى قيعانها بخفــــاف
فألفيتهم في الفقه والنحوأبحرا =عقولهم في الفقه غير ضعـــاف
(8) (إمزغيرسن) من القبائل الطارقية المعروفة, وهي التي كانت الزعامة فيها قبل تغلب كاردنا بن أشود وآلاد آلادعلى البلاد الطارقية.
(9) هومحمد المختار المعروف أمد بن محمد أحمد بن الشيخ محمد بن يوسف المعروف إدا إن تكرنات جد قبيلة (إقدش) انظر ترجمته في الجوهر الثمين.
(10) هذا اللقلب يطلق في اصطلاح أهل (منكا) على (إموشاغ) القاطنين في ضواحي (تنبكتو) دون غيرهم.



 
 توقيع : السوقي الخرجي

غــدا أحلـــــــى .. لاياس ... لاحزن.. لا قنوط من رحمة الله.نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الخرجي ; 03-21-2010 الساعة 07:05 PM

رد مع اقتباس