قصيدة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي الجزائري عضو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
هذه أرجوزة موجودة في الآثار 4 / 126 - 130 وأبياتها 73 بيتاً، وقد قالها الشيخ الإبراهيمي - رحمه الله - مخاطباً بعض علماء نجد وقد تضمنت ثناءًا عاطراً على نجد، وعلى علمائه وأئمة الدعوة، ثم ثنى بالمعاصرين، وعلى رأسهم صديقه وأخوه سماحة الإمام الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ وصاحب الفضيلة الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ - رئيس هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر آنذاك- رحمهم الله- ومما قاله في تلك القصيدة :
إنَّـا إذا مـا لـيلُ نـجدعسعسا ّّّّ== وغـربت هـذا الـجواري خُنَّسا
والـصبح عـن ضـيائه تنفسا * == قـمنا نـؤدِّي الـواجب المقدسا
ونـقطع الـيوم نـناجي الطُّرُسا *== ونـنتحي بـعد الـعشاء مجلسا
مـوطَّداً عـلى الـتقى مـؤسَّسا *== فـي شِـيخةٍ حديثهم يجلو الأسى
وعـلمهم غـيث يـغادي الجُلسا *== خـلائقٌ زهـرٌ تـنير الـغلسا
وهـمـم غُـرٌّ تـعاف الـدَّنسا *== وذمـمٌ طـهر تـجافي iiالـنَّجَسا
يُـحْـيُون فـينا مـالكاً وأنـسا *== والأحـمدين والإمـام الـمؤتسا
قـد لـبسوا من هدي طه ملبسا *== ضـافٍ على العقل يفوق السندسا
فـسمتهم مِـن سـمته قـد قبسا *== وعـلمهم مـن وحـيه iiتـبجَّسا
بوركتِ يا أرضٌ بها الدين رسا *== وَأَمِـنَـتْ آثــاره أن iiتُـدْرُسا
والـشرك فـي كلِّ البلاد عرَّسا *== جــذلان يـتلو كُـتْبَه مُـدرِّسا
مـصـاولاً مـواثـباً مـفترسا *== حـتى إذا مـا جـاء جَلْساً iiجَلَسَا
والـشرك فـي كلِّ البلاد عرَّسا *== جــذلان يـتلو كُـتْبَه مُـدرِّسا
مـصـاولاً مـواثـباً iiمـفترسا *== حـتى إذا مـا جـاء جَلْساً iiجَلَسَا
مـنـكمشاً مُـنخذلاً iiمُـقْعَنسسا *== مُـبَصْبصاً قـيل له اخْسأْ iiفخسا
شـيطانه بـعد الـعُرَام iiخـنسا *== لـمـا رأى إبـليسه قـد iiأبـلسا
ونُـكِّـستْ رايـاتـه فـانتكسا *== وقــام فـي أتـباعه iiمـبتئسا
مُـخَافِتاً مِـنْ صـوته iiمحترسا * وقــال إنَّ شـيخكم قـد يـئسا
مـن بـلد فـيها الهدى قد iiرأسا * ومـعْلَمُ الـشرك بـها قد طُمِسا
ومـعهدُ الـعلم بـها قـد iiأسسا * ومـنهلُ الـتوحيد فـيها انبجسا
إني رأيت (( والحجى لن يبخسا)) * شُـهـباً عـلى آفـاقِهِ وحَـرَسا
فـطاولوا الـخَلْفَ ومدوا iiالمَرَسَا * وجـاذبوهم إنْ ألانـوا iiالـملمسا
لا تـيأسوا: وإن يـئستُ: iiفعسى * أنْ تـبـلغوا بـالحيلة iiالـملتَمَسَا
ولـبِّـسوا إنَّ أبـاكـم لـبَّـسَا * حـتى يروا ضوء النهار iiحندسا
والـطاميات الـزاخرات iiيـبسا * وجـنِّدوا جـنداً يَحُوط iiالمحرسا
ولـبِّـسوا إنَّ أبـاكـم لـبَّـسَا * حـتى يروا ضوء النهار iiحندسا
مَـنْ هَـمُّهُ في اليوم أكل iiوكسا * وهـمُّـهُ بـالليل خـمر iiونِـسَا
وفـيهمُ حـظٌّ لـكمْ مـا iiوُكِـسَا * ومَـنْ يـجدْ تُـرْباً وماءًا iiغَرَسَا
تـجسسوا عـنهم فـمن iiتَجَسَّسَا * تَـتَبَّعَ الـخطوَ وأحـصَى iiالنفسَا
تـدسَّسوا فـيهم فـمن iiتـدسَّسا * دَانَ لـهُ الـحظُّ الـقصِيُّ iiمُسلِسا
وأوضِـعُوا خِـلالهمْ زَكىً iiخَسَا * واخـتلسوا فَـمَنْ أضاعَ iiالخُلسَا
تَـلقَونهُ فـي الأخـريات iiمُفلسا * أفـدي بـروحي التَّيِّهانَ iiالشَّكسا
يـغـدو بـكل حـمأة مـرتكسا * ومـن يرى المسجد فيهم iiمَحْبِسا
ومـن يـديل بـالأذان الـجرسا * ومَـنْ يَـعُبُّ الخمر حتَّى iiيخرسا
ومـن يُحِبُّ الزَّمْرَ صبحاً iiومسا * ومَنْ يَخُبُّ في المعاصي iiمُوعِسَا
ومـن يَـشِبُّ طِـرْمذاناً iiشرسا * ومَـنْ يُـقِيمُ لـلمخازي iiعُـرُسا
يـا عـمر الـحَقِّ وقيتَ الأبؤسا * ولا لـقيت ((ما بقيت)) iiالأَنْحُسا
لـك الـرضى إنَّ الشباب iiانتكسا * وانـتـابه داءٌ يـحاكي الـهَوَسَا
وانـعـكستْ أفـكاره iiفـانعكسَا * وفُـتحت لـه الـكُوَى iiفـأسلسا
فـإن أبـت نجدٌ فلا تأبى iiالحسا * فـاقْسُ عـلى أشْرَارِهم كما قسا
سـميُّك الـفاروق (فالدين أُسى) * نَـصرُ بْن حجَّاج الفتى وما iiأسا
غـرَّبَـهُ إذ هـتفتْ بـه iiالـنِّسا * ولا تُـبـال عـاتِـباً تـغطرسا
أوْ ذا خَـبـالٍ لـلـخنا تَـحَمَّسا * أو ذا سُـعارٍ بـالزِّنَى iiتَـمرَّسا
شـيـطانه بـالمُنديات وسـوسا * ولا تـشَّمت مِـنهمُ مـن عطسَا
ولا تـقـف بـقبره إنْ رُمـسا * ولا تـثـقْ بـفـاسق تَـطَيْلَسَا
فـإن فـي بُـرْدْيهِ ذئـباً iiأطلسا * وإن تــراءى مُـحفياً iiمُـقَلْنِسَا
فَـسَلْ بـه ذا الـطُّفيتين iiالأملسا * تـأَمْرَكَ الـملعونُ أو iiتَـفَرْنَسَا
يـا شَـيْبَةَ الحَمْدِ رئيس iiالرُّؤَسَا * وَوَاحِـدَ الـعصرِ الـهُمَامَ الكَيِّسَا
ومـفتيَ الـدِّينِ الـذي إنْ iiنَبَسَا * حَـسِبْتَ فـي بُـرْدَتهِ شيخَ iiنَسَا
راوي الأحـاديثِ مُـتُوناً iiسُلَّسَا * غُـرّاً إذا الراوي افترى أو iiدَلَّسَا
وصَـادِقَ الـحَدْسِ إذا ما iiحَدَسَا * ومُـوقِـنَ الـظَّـنِّ إذا تَـفَرَّسَا
وصـادعاً بـالحقِّ حـين iiهَمَسَا * بـه الـمُرِيبُ خـائفاً iiمُـخْتَلِسَا
وفـارسـاً بـالمَعْنَيَيْنِ iiاقـتبسا * غـرائـباً مـنها إيـاس أَيِـسَا
بـك اغْـتَدَى رَبْعُ العلوم مُونِسَا * وكـان قـبلُ مـوحشاً iiمـعبِّسَا
ذلَّـلْتَهَا قَـسْراً وكـانت iiشُـمُسَا * فـأصبحتْ مثلَ الزُّلاَلِ iiالمُحْتَسَا
فـتحتَ بـالعلمِ عـيوناً iiنُـعَّسَا * وكـان جَـدُّ الـعلم جَـداً iiتَعِسَا
وسُـقْتَ لـلجهل الأُسَـاَة iiالنُّطُسَا * وكـان داءُ الـجهلِ داءً iiنَـجَسَا
رمـى بـك الإلحادَ رامٍ iiقَرْطَسَا * وَوَتَـرَتْ يـد الإلـهِ iiالأَقْـوُسَا
وجَـدُّكَ الأعْـلَى اقْتَرَى iiوأَسَّسَا * وتـركَ الـتَّوحيدَ مَـرْعِيَّ الْوَسَا
حَـتَّى إذا الشركُ دَجَا iiوَاسْتَحْلَسَا * لُـحْتَ فـكنتَ في الدَّيَاجِي iiالقَبَسَا
ولـم تَـزَلْ تَفْرِي الْفَرِيَّ iiسَائِسَا * حـتى غـدا الليلُ نهاراً iiمُشْمِسَاً
يــا دَاعِـيـاً مُـنَاجياً مُـغَلِّسَا * لَـمْ تـعْدُ نَـهْجَ القوْم بِرّاً iiوائْتِسَا
إذْ يُـصْبِحُ الـشَّهْمُ نَشِيطاً iiمُسْلِسَا * ويُـصْبِحُ الـفَدْمُ كـسولاً iiلَـقِسَا
كـان الثَّرى بينَ الجُمُوع iiمُوبِسَا * فـجئتَهُ بـالغيثِ حَـتَّى أَوْعَـسَا
قُـلْ لِلأُلَى قادوا الصفوف iiسُوَّسَا * خَـلَّوا الـطَّريقَ لِـفَتىً ما سَوَّسَا
وطَـأْطِئُوا الـهَامَ لـه والأَرْؤُسَا * إنَّ الـنَّفِيسَ لا يُـجارِي iiالأَنْفَسَا
يتبع .
صدق من قال :
وما من كاتب ٍ الا سيفنى ... ويبقى الدهر ما كتبت يدااه ٌ
فلا تكتب بخطك غير شيئ ٍ ... يسرك في القيامة ان تراه ُ
أبو حفص محمد بن أحمد بن حمدو بن البساطي الإدريسي الأضغاغي