ولادته ـ رحمه الله.
إنه مما يندر ضبطه بالتحديد موالد أعلامنا المخضرمين بين أواخر القرن الثالث عشر الهجري، وبين صدر القرن الرابع عشر الهجري، بل ومما يصعب زيادة على ذلك تحديد سنوات وفياتهم ـ رحمهم الله ـ إلى عهد قريب.
لما طغى على حياة أهل البادية، من عدم الاعتناء بجانب التاريخ بتاتاً ولادة ووفاة، إلاّ ما يعد إن وجد من النادر بمكان، وخاصة أنهم يؤرخون غالباً بالوقائع المشهورة بينهم، التي إذا ذهب أعيان تلك الفترة، ذهبت بذهاب أهلها ـ نسأل الله أن يتداركنا برحمته ـ اللهم آمين.
وعلى كل حال فإن الشيخ إغلس ـ رحمه الله ـ كان ممن استهل بولادته القرن التاسع عشر الميلادي، وذلك لما أخبرني به ـ ربيعة الرأي ـ الشيخ عبد الله أنه هو من مواليد 1925ميلادياً، وكان الشيخ إغلس وقتئذ شاباً، يقدر سنه بخمسة وعشرين سنة، فتكون ولادته تقديراً عام 1900ميلادي ـ رحمه الله ـ بهذا قدرها لي شيخي المؤرخ الشيخ عبد الله ـ حفظه الله.
نشأته ـ رحمه الله:
قلت: إن جانب النشأة يقال فيه ما قيل في تحديد أعوام الموالد، وأعوام الوفيات من جهة صعوبة تحديد ذلك بالسنين، ثم بداية النشأة إلى نهاية مراحلها، لعدة أمور، منها:
أن الطفل الكريم، أحياناً تكون نشأته في بيت أحد أجداده.
وأحياناً عند أعمامه.
وأحياناً تكون عند أخواله.
وأحياناً تكون عند والديه.
وكل من الأجداد، والأعمام، والأخوال تكون نشأته عند آحادهم بعد انفطامه، إلاّ أن تصادفه وفاة والدته، أو والده، فتكون نشأته عند أحد من ذكر، ومن كان في معناهم من الأقارب ـ والله أعلم.
لكن صاحب الترجمة ـ رحمه الله ـ الكلام عنه، هو كما يلي ـ بإذن الله تعالى:
وهو ما أخبرني به شيخي المؤرخ الشيخ عبد الله ـ حفظه الله ـ حين عرضت عليه هذا السؤال، فقال لي: أما عن نشأته المباركة ـ رحمه الله، فإنها كانت: في البيت الكريم ـ بيت والد الشيخ إغلس ـ محمد بن اليمان الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله.
لكن ما لبث أن توفي والده الكريم، وكان الشيخ إغلس ـ رحمه الله ـ وقتئذ غلاماً يافعاً، دون سن البلوغ.
فقام جده من قبل الأم، وهو الشيخ العلامة الفقي، الشهير بإنتلماني ـ رحمه الله ـ برعايته، هو وإخوته في جميع الجوانب رعاية جميلة جليلة خاصة في الجانب التعليمي، كما سيأتي ذلك ـ حسب إحاءات هذه الترجمة ـ بإذن الله تعالى ـ هذا أمر.
وأمر آخر، هو ما يوحيه قوله: بتعلمي طفلاً لدى خالي الوسط.
فيه إشارة إلى أن خاله هذا هو الشيخ العلامة أحمد بن أحماد بن ألاغ الأنصاري السوقي البكلي.
أو خاله: الشيخ العلامة المسدد بن أحماد بن ألاغ الأنصاري السوقي البكلي.
وهما خالان له ـ رحمهم الله.
وكل واحد منهما في المقام الكريم الأسنى علمياً واجتماعياً، فلو قلنا، إنه كان عند خاله الشيخ أحمد بن أحماد بن ألاغ الأنصاري السوقي البكلي، كما تناوله قلم الأستاذ السوقي الخرجي في كتابه أنوار الشرق.. ص 93.
لكان من الممكن جداً مشاركة خال الشيخ إغلس جده الفقي ـ رحمهم الله ـ في القيام بنشأته المباركة ـ والله أعلم.