هو الرسول

هو الرسول سليل المجد والكرم
أصل المفاخر والأخلاق قد كملت
وأجمل الخلق أوصافا وأشرفهم
حاز الكمال, ونال الفضل أجمعه
وأشرف الأنبيا أيضا وأرفعهم
ودينه أكمل الأديان قاطبة
لن يقبل الله دينا بعده أبدا
به أقام إله الخلق حجته
فمن يخالفه فقد غوى وطغى
أخلاقه من هدى القرآن مصدرها
الحق غايته والجود شيمته
أتى البرية في الضلال هائمة
وما السماحة إلا من شمائله
أعطاه ربي من الأوصاف أكملها
وفي حراء أتاه وحي خالقنا
وقد تلقى الأذى لما إليه دعا
فظل يدعو إلى توحيد خالقه
وداعيا مرشدا حتى استقام له
ثلاثة بعد عشر في مجاهدة
في صحبة من خيار الخلق قاطبة
بذل النفوس في نصر الدين عادتهم
لم يرتضوا الدون من أعداء دينهم
الدين رايتهم والعدل سيرتهم

وقمة العز فوق شامخ القمم
فيه المحاسن بل وأحسن الشيم
ورحمة الله مهداة إلى الأمم
فحقه لا يوفيه بارع القلم
وآخر الرسل فهو خير مختتم
وقد حوى كل ما فيها من القيم
فلنعتصم بعراه خير معتصم
على العباد فزال حالك الظلم
ومن يحالفه فخير مغتنم
أبهى وأسنا من الأقمار في الدهم
ولا يحاكي نداه هاطل الديم
فنور الكون بالإسلام والقيم
والحلم من طبعه وأحكم الحكم
ومن لغات الورى جوامع الكلم
ليعلن الحق في عرب وفي عجم
من العدا وكذا من أقرب الرحم
مجاهدا صابرا وعالي الهمم
أمر الخليقة في حل وفي حرم
وعشرة بعدها من غير ما سأم
جادوا بأنفاسهم وأنفس النعم
وذاك أسمى معاني العز والكرم
هي النجابة فيهم سيمة العظم
والبذل عادتهم في الضيق والنعم