03-25-2009, 03:58 PM
|
#5
|
مراقب عام القسم التاريخي
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 45
|
تاريخ التسجيل : Feb 2009
|
أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
|
المشاركات :
1,152 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
(5)
وقالت الشرق الأوسط بعد كلام لها سابق ما نصه: وعموماً لا ينتمي الطوارق في شمال مالي إلى صنهاجة كلهم فأغلب قبائلهم فيها أسر عربية جاءت بعد الفتح الإسلامي لشمال أفريقيا فسكان (تادمكة) وهي التي يطلق عليها العرب (بلدة السوق) فيهم أسر من الأشراف وبيتات من الأنصار وقبيلة الأنصار وهي قبيلة تأسست على نواة عربية من الأنصار جاءت بعد الفتح الإسلامي وهم كأي قبيلة في الصحراء فيهم الأسر الأصلية التي تنتمي إلى الأنصار وفيهم الأتباع وفيهم الموالي وهذا القول ينطبق كذلك على قبيلة «إفوغاس» فأسرة الطاهر محمد بن ألا من الأشراف وكذلك الأمر بالنسبة لأشريفن وتعني الأشراف ولا يستغرب أحد هذا الطرح، فبعد سقوط دولة الأدارسة في المغرب الأقصى وما تعرض له أفراد البيت الإدريسي في فاس وفي المشرق في عهد الدولتين الأموية والعباسية اضطر بعضهم إلى الفرار جنوباً إلى الصحراء الكبرى حيث وجدوا الاحترام والتقدير الكاملين من هذه القبائل التي كانت تحترم وتجل كل من ينتمي إلى العترة الشريفة.
قلت: بهذا يتبين أن مدينة السوق موطناً مأهولاً قبل دخول الإسلام منطقة الصحراء، وأن أهلها الأصليين قوم من البربر، كما قال الدكتور الهادي الدالي، بعد كلام له ما نصه:
فمدينة السوق تقع إلى الشمال الشرقي من تنبكتو، وكانت مدينة السوق قبل فتح المسلمين لها في أيدي الوثنيين بزعامة كسيلة، ويدل هذا على قدم المدينة، ساعد موقع مدينة السوق الاستراتيجي الحركة التجارية بها، وقد كانت تعج بأعداد هائلة من السكان ويبدو أنها كانت على صلة تجارية وثيقة بالشمال الإفريقي، والأقطار الإفريقية المجاورة، وعندما جاء عقبة بن نافع الفهري أصلح أمرها بأن بنى بها العديد من المساجد التي حفلت بالمؤذنين والأئمة الذين قاموا بنشر العقيدة الإسلامية ورفعوا رايتها عالية خفاقة. الخ
لذا فإن أصول السوقيين طارئون على المنطقة، قادمين من الجزيرة العربية على هجرات متتابعة، لنشر الإسلام في أرجاء المعمورة، من ذلك قول: قال الأستاذ الأديب الشيخ عبد القدوس الأنصاري ـ رحمه الله ـ قائلاً: عند ترجمته للعلامة الشيخ محمد الطيب الأنصاري ـ رحمه الله ـ ما نصه: وقد نزح أحد أجداد قبيلته من المدينة إلى بلاد المغرب، وبعد تجواله في تلك النواحي استقر ببلدة ((السوق))...
الفقرة الثالثة: الفرق بين من يتناوله اسم أهل تادمكة وبين من يتناوله اسم أهل السوق.
وفي هذه الفقرة: ثمان مسائل
المسألة الأولى: تتناول بيان لفظ تَادَمَكَّة جملة وتفصيلاً.
قلت: إن تادمكة: وهي مركبة من (تاد) بتاء مفتوحة بعدها ألف مد، ثم دال مفتوحة، هذه كلمة مستقلة ذات معنى الإشارة باللغة الطارقية . و (مكة) بميم مفتوحة فكاف مشددة مفتوحة أيضاً بعدها هاء التأنيث ، وهي كلمة مستقلة التي هي العلم على مكة المكرمة فركبت بـ: تاد. تركيب مزج. ومعنى الكلمة بجزأيها، هذه مكة باللغة الطارقية تشبيها لها بمكة المكرمة لما يكتنفها من الجبال. وتكتب بـ تادمكة. بهاء التأنيث وذلك هو الصحيح كتابة جريا على أصل الكلمة قبل تركيبها بـ: تاد. تركيب مزج. وبعضهم يكتبها بـ: تادمكت بالتاء كالصوت والصيت والنحت، إلاّ أن تاء (تادمكت)التي هي لام الكلمة ساكنة جرياً على الألفاظ الطارقية المختتمة بالتاء ، وعلى كل حال فإنه قد مرت أمثلة من يكتبها بـ: تادمكت نقلاً من مصادرها، كما سيمر بنا شيء من ذلك أيضاً ـ بإذن الله ـ هذا عن ضبط تادمكة.
المسألة الثانية: تتناول لفظ السوق علماً على هذه المدينة إطلاقاً وتقييداً.
قلت: إن هذه المسألة تتعلق بمدينة السوق من جهة الاقتصار باسم السوق عنها، فهو كما يشير إليه قول الشيخ العلامة الأديب الشيخ محمد الحاج بن محمد أحمد الحسني الأدرعي، بعد كلام له سابق ما نصه: فيقال للثاني مدينة أهل السوق أو قرية أهل السوق أو بلد أهل السوق. فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه كما هو مشهور شائع عند البلغاء الخ
المسألة الثالثة: تتناول ضبط اسم السوق.
قلت: أما من جهة ضبط السوق علماً لمدينتهم. فهو بسين مضمومة، فواو ساكنة سكون ميت، فقاف هي لام كلمتها، قولاً واحداً.
وقد تناولت ذلك لأن بعض الناس ممن ليس من أهل أفق هذا الاصطلاح، ينطقها بسين مفتوحة فواو ساكنة سكوناً حياً، على لفظ المصدر.
مسألة الرابعة: تتناول البحث عن اسم هذه المدينة قبل الفتح الإسلامي.
قلت: إنني حسب اطلاعي وبحثي عن هذه المدينة العطرة المناقب ما وقفت على اسمها الأصلي قبل وصول الفتحات الإسلامية المنطقة، ولا من تعرض لذلك لا من قريب ولا من بعيد، من باب الفائدة. وذلك أن اسم: (تادمكة) اسم إسلامي حسب ترجمته بـ هذه مكة . إذ المتبادر إلى الذهن أن إطلاقه عليها وقع بعد الفتح الإسلامي، والمدينة كانت قبل ذلك مأهولة بالسكان عامرة بالمجتمعات البربرية.
فكان من المحتمل أن يكون لها اسم معروف بها بين سكانها آنذاك، مسماة بها بين من كان في محيطها . فإني على كل حال ما وقفت على شيء من ذلك حسب الاستقراء والتتبع لهذا الجانب ، هذا أمر.
وأمر آخر، هو أن اسم: مدينة أهل السوق، أو قرية أهل السوق، أو بلد أهل السوق.
هو اسم عربي محض أيضاً، منقول عن اسم: سوق لزام بتونس،الذي نزح منه أهله كما تناوله بعض نقول هذه الرسالة، أو غير منقول، أي: أن الفاتحين العرب الذين نشروا الإسلام بين أهالي هذه المدينة ومحيطها، هم الذين سموا مكان هذه المدينة بـالسوق فغلب عليها لما كثر ذكره، وانشر صيت أهله بالمناقب العلمية المرضية، والخصال الدينية الرضية، بعد ذلك أصبح مما يقال فيه ، قول ابن مالك:
وقد يــــــصير علماً بالغـــــلبة مضافاً أو مصـــحوب ال كالعقبة
المسألة الخامسة: تتناول اسم السُّوك لغة واصطلاحاً ورده إلى أصله اللغة العربية أصالة وتصرفاً.
قلت: أيها القارئ الكريم إنه لا يرد على اسم السوق أنه معرب من السُّوكْ بسين مشددة مضمومة فواو ساكنة ميت الذي في اللغة الطارقية بمعنى اسم لمكان بيع وشراء فعرب لفظه إلى اسم السوق.
فنقول ـ وبالله التوفيق: إن السُّوكْ هو: السوق لفظاً ومعنى، وإنما تصرف اللسان غير العربي فيه بنطق القاف كافاً، كما هو معروف عن أهله، وفيما بينهم نطقاً وكتابة. وإنما السوق باللسان الطارقي، هو ((هِيبُو)) ، أو نحوه مما متعارف به بين كل محيط من الإطلاقات اللفظية الطارقية ، وذكرنا ما سبق على سبيل المثال لا الحصر لمسميات السوق بلغتهم خاصة فيما بينهم ـ حسب لهجاتهم.
المسألة السادسة: ضبط السوك نطقاً وكتابة.
قلت: فإذا علمت السوك لغة واصطلاحاً وأصالة ، فاعلم أن من الناس من ينطق السوك من أهل محيطه بلام ال التعريفية، ومنهم من ينطقها بهمز القطع، هذا وأمر آخر ضبط السوك كتابة، فإن من العلماء من يكتب السوك، أي: السوق. بـ السوك بالألف واللام وهو الصحيح الأصوب ـ إن شاء الله : للمح ما قد كان عنه نقلا كما تقدمت الإشارة حول ذلك. ومن العلماء من يكتب السوك: أسُّوكْ بهمزة قطع نظراً لما لوحظ عليه من العجمة التي طرأت له ـ والله أعلم.
قلت: وأمثلة اللفظين منثورة بين نقولات هذه الرسالة، فلذلك تركت التعرج إلى سوقها هنا، نظراً للإيجاز والاختصار.
المسألة السابعة: من تتناوله نسبة اسم: تادمكة من غيرها، ونسبة اسم السوق من غيرها
قلت: فإذا تقررت إشارات هذه الفقرة، فاعلم أن النسبة إلى اسم (تادمكة) أيضاً، تختلف باختلاف القبائل المنسوبة إليها، من المنسوبة إلى اسم مدينة (السوق)، فقد يلتبس أمر ذلك على كثير من الناس، وإن كانت هذه المدينة، اشتهرت باسم (تادمكة) وباسم مدينة (السوق) في الحد ذاته، ومع ذلك فلكل نسبة إلى أحد هذين الاسمين صنف من الناس يعرفون بها دون أصحاب نسبة الاسم الثاني، كما هو معروف عند من له أدنى اهتمام واطلاع بتاريخ المنطقة.
من ذلك قول الشيخ العلامة حَنَّ بن أمتّال السوقي الأنصاري، بعد كلام له عما تكن للسوقيين قبيلة كُنتة العلمية من المودة والتقدير والمقام الكريم، فقال ما ملخصه، عن الشيخ العلامة سيد محمد الكنتي: هل تعلم ما سألني عنه (تدمكت) فقلت له، لا، فقال لي: إنهم قالوا لي: هل تجوز الزكاة في أموالنا التي غصبناها من الناس. قال لي، فقلت لهم: نعم الزكاة واجبة في كل الأموال وإن كانت مغصوبة، لأنها في ضمان غاصبها لما استولى عليها، وقال بعد ذلك إنما قلت لهم ذلك لعلمي أن طلبة أهل تسلي هم الذين لقنوهم ذلك حسداً للسوقيين وأفتوهم به. الخ
وهذا واضح لكل مطلع في المصادر التي تناولت تاريخ المنطقة، فما رأيت من ذكر اسم: تادمكة مقروناً بالعلم حسب نقولات المؤرخين، ما عدا في ترتيب المدارك للقاضي عياض من أن الموازية إحدى أمهات كتب المذهب المالكي لمحمد بن المواز، فذكر القاضي عياض، ومن نقل عنه، أن هذا الكتاب أخذه قوم من تادمكة. ثم بعد ذلك العلماء نهجوا منهجين
أ- إذا أرادوا أن يتناولوا ذكر قبائل وبيوتات السلطنة في المنطقة قديماً عبروا بأهل تادمكة، كما في كنتة الشرقيون، وغيره.
ب- وإذا أرادوا تناول مدينة السوق ذكروها حين تناولهم قبائلها العلمية المنسوبة إلى هذه المدينة العريقة تاريخياً، كما في فتح الشكور، باسم أهل السوق وما تصرف منها.
وما سوى هذا المنهج المطرد متى ما وقف عليه القارئ الكريم، فليعلم أن الأمر فيه كما قال ابن مالك ـ رحمه الله:
ونـــــــــادر أو ذو اضطرار غير ما قــــــــــدمته أو لأناس انتمى
المسألة الثامنة: تتناول بيان معنى كَلَ السُّوكْ وضبطها كتابة والنسبة إلى هذه اللفظة تركيباً وتفكيكاً.
قلت:إن ( كل) بمعنى: أهل. فـ:كل السوك، بمعنى: أهل السوق. وذلك باللغة الطارقية. فإذا تقرر ذلك فاعلم أن من العلماء من يكتبها: كلسوك. كما في إعلام أندية المدن: هذا ما نقلناه من خطوط أسلافنا من علماء كلسُّوك وهم ثقاة وأي ثقاة. الخ
والنسبة إلى هذا اللفظ: كَلَسُّوكيٌّ نكرة بمعنى: سوقيّ. وتعريفه على حد هذا التركيب: الكَلَسُّوكيُّ. كما في كتاب: فتح الشكور، في قوله: والعالم الفقيه الطالب سيدي أحمد بن البشير الكَلَسُّوكيُّ. الخ
قلت: هذا على وجه من ينسب إلى المركب المزجي من غير الاستغناء عن أحد جزئيه: كبعلبكي، والعبد دري.
وأما القياس في كل السوك، أن يقول في النسبة إليه: سُوكيّ بالتنكير، والسوكيّ بالتعريف، لأنه بمعنى: أهل السوق، الذي تقول في النسبة إليه: سوقيّ بالتنكير، والسوقيّ بالتعريف، بحذف كلمة: أهل.
من ذلك ما يتناوله ضبط مفرده في قول الشيخ العلامة محمد الحاج بن محمد أحمد بن أحمد الحسني الأدرعي ـ رحمه الله ـ: اعلم أن (السوق) اسم يطلق على مدينة تادمكة وهو إطلاق عربي ويطلق عليها بلسان الطوارق (السوك). الخ
وأما من يكتبه: أسُّوكْ بهمزة قطع، كما في صنيع الشيخ العلامة المؤرخ العتيق بن سعد الدين ـ حفظه الله ـ في قوله: الباب الأول في الكلام على مدينة تادمكة، وهي التي يسميها العرب (السوق) والتوارق (أسوك). الخ
قلت: فالقياس أن يقال في النسبة إليه:أسُّوكيُّ على زنة: أَفْعُوليّ كـ:أجهوريُّ في النسبة إلى لفظة: أجهور، تنكيراً والأسُّوكيّ كـ: الأجهوريّ، تعريفاً.
قلت: هذا ملخص إطلاقات الألفاظ الواردة على اسم: السوق علماً على هذه المدينة ذات المناقب الكثيرة، والمآثر العطيرة، فأي لفظ من ألفاظ هذا الاسم المستعملة بين العامة والخاصة فأنت في القول بها، والنطق بما مرّ ضبطه، والنسبة إلى مفردها ومركبها، كل ذلك أنت فيه ـ إن شاء الله ـ مخير على حد قول ابن مالك ـ رحمه الله:
واختار غيري اختار الانفصالا
|
|
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
|