بسم الله الرحمن الرحيم
كتبه / صالح اليحيوي
لنضع النقاط فوق الحروف
حتى لا نقع في المحذور والمخوف
الحمد لله الذي لا يستحق الخشية سواه
والصلاة والسلام على نبينا سيد من عداه
أما بعد : فعندما كتبت موضوعي ( لما الحساسية المفرطة ؟ ) أساء بي البعض الظن ، ووصفني البعض بالغموض وعدم الوضوح ، وانهال علي البعض بجمع من التساؤلات ، أكثرها واقعية عندي : السؤال عن الفرق بيني وبين " الكليبالي " و " الباقايغو " وكنت آمل من الأخ الكريم الشريف الأدرعي أن يهتم كطالب علم بل وعالم بما يزيد الروابط لا بالفوارق ولو سألني بما يربطني بهما لأجبته بلا تردد ولا خجل بأن ما يربطني بهما أعلى من رابطة النسب ، والسبب رابطة ربطها نبي الإسلام ، وآخى بها بين المهاجرين والأنصار ، وصار بها سلمان من آل البيت بعد أن تنازعه المهاجرون والأنصار وهنا أبادل الأخ المبارك سؤال بسؤال : كيف يميز بين أنصار البنغال ، وأنصار الصحاري والأدغال ، بل ما السمت والسمة التي يميز بها أهل المنطقة الواحدة كمثال .
والحق يقال فإن الباعث لكتابة الموضوع هو كلام نقل لي ولم أصدقه حتى رأته عيني كلام لأخينا " محمد المحمود " الذي كان ولا زال فينا محمودا ، الذي قال فيه : ( إن آباءنا وأجدادنا ... إلخ ) وربما لقلة فهمي رأيته مصادما للحق والحقيقة الثابتة وتنقصه الموضوعية وخانته بعض العبارات الموهمة ، بل وفيه مزايدة على الجميع ، وبما أن كل يؤخذ منه ويرد فقد علقت عليه تعليقا واضحا للمتابع ، أما من يغرد خارج السرب فلا أريده أن يفهم ، وقد كنت لا أحبذ شخصنة الموضوع ، ومن ثم معالجته كمشكلة نعاني منها جميعا وإن على تفاوت .
وعلة العلل أن يتلقف " الغير " الموضوع كرسالة خاطئة يفهم منها أن جدلا عقيما يدور بيننا فيحتج به علينا ليتوصل به إلى ما هو أبعد ، ثم استلم الرد الأخ العزيز أبو أسعد اليعقوبي فأفاد وأجاد وكان هدفنا جميعا لم الشمل والسير في العمل لما فيه رفعة شأن أهل القلم مع نزعات تتنازعنا شرقية وغربية وأخرى تدعي الوسط وإلى الوسط أميل فلا تعارض مثلا بين كوني سوقي النسبة والحال وكون الخزرج نسبي أو من الآل ، ولا يتنافى كون بلدي من مالي أو السودان وأصولي من حمير أو كهلان .
ولكن شخص مجهول تدخل في الموضوع لجرنا إلى المجهول بكلامه الذي ينم عن الجهل والجاهلية الجهلاء والفهم السقيم ولا يدري المسكين أن يوم القيامة هو الطامة (( لكل امرإ منهم يومئذ شأن يغنيه )) (( فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسآلون )) .
وختاما : أدعو الأحبة لتحري الدقة والصدق لعلنا نفوز بمقعد صدق ولا نتبع الهوى فنفشل ، على أبناء الأنصار تذكر ما بسببه حازوا السبق وقربهم أفضل الخلق وقال عنهم نحن فداه( الناس شعار والأنصار دثار ) من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ، وأولى الناس به اليوم من نصر دينه وسنته كائنا من كان ، وعلى أبناء المهاجرين الذين جمع سلفهم بين النصرة والهجرة ، ونالوا بهما الفضل عليهم أن يتفكروا في الأسباب التي قربت بلال وخباب وأقصت أبا جهل وأبا لهب فلا تتكلوا على الأنساب واعملوا بالأسباب .
وصلى الله وسلم على أرحم غالب ، نبينا محمد سيد ولد غالب .