الفجر لا يحتاج إلى مقدمات .. يطلع متى شاء.. عاقتني عن مجاراتكم أشغال ذكرتها قديما .. حين قلت لبعضكم: احم ظهري فانتهز فرصة غيابي تتطاول درد أنياب نظمه على جبل شعري ..إليك وإلى الناطقين والصامتين والحاضرين والغائبين من النظام .. قوافي بحسبكم فهم معانيها .. إلا الأساتذة.. أما مجاراتها فأيسر لكم منها ما أشرت إليه بقولي:
يا درة السوق جبن الشيع يبلعه*أما ابتلاعي فجبن الشيخ يمنعه.
وإلى :
خواتم تؤم هام الرجال
ألم تُطرني فوق النجوم الحمائم**ألم تسر بي بين الزهور النسائم
تُزغرد من عمق البحار لئالئي***فتعبق منهن الرمال النواعم
إذا شمت من برق الفضاء مغانيا**تفجّرُ بالأرض المعاني العظائم
وإن تحد شمسي في الأماسي قصائدا*تصخ لي بأحداق الوجود العوالم
تصف بدورَ اللفظ منها معالم***تؤم بها هام الرجال الخواتم
فلا تجزعي يا درة السوق إنني***كما قلتِ بحر بالردى متلاطم
وبكي أمير المسلمين فإنه***على الشُّمط في البيداء باللحن حاتم
وقد أخجلت شمطاؤه كلّ ناقد*** وأعرضن عنها بالثناء المكارم
وهاجت رميم التاج والتاج ناكل**تُمد له صوب الملاجي السلالم
فقال: سأغزو بالنعام ربيعة*** فما هو إلا أن جفلن النعائم
نعائم طول والمعاني تنابل***عليها من المسخ: البرى والخواتم
وفي تيهه يحتار كالضب آخر***يهيم بدر في الفلا وهو حالم
فيا أيها الضبي ما أنت فاعل***إذا حملقت بالشهب فيك الأراقم
ستطفو على ظهر البسيط فواقعا**وتبلع رمل الشعر إن أنت سالم
فبار جرابيع الفلاة فإنني*** تحز بشطي للضباب الغلاصم
وفي قاع يمي من حناني حُفَلا***مراضع ..إن آمنت بي لا تقاوم
كأني بالضحاك يلقاك واجما*** تولول يا بكاء: إني نادم
ألم تسمعا فتوى دريد بأنه***تلاث وجوبا بالنواصي العمائم
لأوثقتكم..إني جرير بكفه***ربيعة حام للذرى لا يسالم
تنادبتم مثنى إلي وإنما***تنادت إلى نصل الحسام الجماجم