بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الشعراء, الأخوات الناقدات, الإخوة النقاد, الأخوات الشاعرات.
ابقوا معنا, لا داعي للانسحاب, ذروه في حصتي, فسوف تذروه رياحي, وقد شهدتم جميعا بالتهديدات التي وجهها إلى كبرياء شعري, فأحيانا يزمجر وآونة يقهقر, كم سخر بي آناء الليل وأطراف النهار, وقد آثرت الصمت فيما مضى إبقاء عليه واستغناء بالليوث والأشبال التي تناوشته, أما وقد تناذره الراقون من شدة سمه, فقد انبريت لتقويم أوده, عله يتأدب فيما بعد, وسوف أجره إلى أتون المعركة العوان ولو مكرها, وهذه طليعة حرب ضروس زبون تأكل الأخضر واليابس والطويل والقصير فكونوا معنا.
إليك يا ربيعه.
ستعلم إذا انجلى الغبار....أفرس تحتك أم حمار
وإنني لألفت نظر تلميذتك بل أستاذتك في الشعر وملقنتك في النقد إلى ضرورة تداركها لك قبل أن يفوت الأوان.
و الآن أترككم مع الطليعة بعنوان:
*الشعر يصنعني وأنت تصنعه*
يا درة السوق إن الشيخ ينفعه**أن تستهل أمام القوم أدمعه
لا تبطئي حذريه من ملاكمتي**إني سأصفعه! إني سأبلعه
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي**ومن به صمم يدنو ويسمعه
إن كنت عاطفة فلترحميه, فما**ألوت جهدا بظهر الغيب أردعه
لا تنقديه, فإن النقد يوجعه**قد قلت حقا, ويوما ما سيقنعه
أما ترين تباشير الهزيمة في**تنهدات يواليهن مطلعه
أستغفر الله! ثوب الشعر منخرق**من يوم هددني, أنى يرقعه
الزم مكانك يا شعرور, واغتنمن**سلامة, من يهاجمني سأقمعه
هل ترهبني بأهات ترددها**أم يهزمني الأنين إذ ترجعه
أحنو عليك, ففي قلبي لمثلك ما**بقلب أم لطفل, حين ترضعه
الشين والفاء والقاف التي سبقت**مربوطة, كلَّ ما أعنيه تجمعه
واستجد من شئت, واستنجد, فكم قصمت
مني القوافي كميا حين تصرعه
ولا أرى بيننا أدنى مقارنة**فالشعر يتبعني وأنت تتبعه
بل لا أرى بيننا أدنى مقاربة**ما دام يصنعني وأنت تصنعه
إما انتصبتُ فإن الشعر يدعمني**ما دمت تخفضه جرا فأرفعه
هيا يا ربيعه.
بارز وبعض اجتراء المرء لاحده.