عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-2009, 10:22 PM   #18
تجربه


الصورة الرمزية alsoque.net
alsoque.net غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Nov 2008
 العمر : 44
 أخر زيارة : 10-11-2024 (06:35 PM)
 المشاركات : 78 [ + ]
 التقييم :  10
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
تجربه
لوني المفضل : Black
افتراضي



المـــــــــــدح
يعد المدح من أوسع ميادين الأغراض الشعرية, فقلما تجد شاعرا إلا وقد ضرب فيه بسهم, واتصل بالمدح بسبب سواء في المجال التكسبي, أوفي المجالات الأخرى.
ومما لاشك فيه أن المدح اتسع نطاقه بشكل أكبر عند شعراء الإسلام أكثر من شعراء الجاهلية,لأن الإسلام جمع بين الصفات التي استعملها الجاهليون, ومدحوا بها, إلى صفات أخرى انبثقت من الإسلام نفسه دعا إليها القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة,التي بعث صاحبها عليه الصلاة والسلام ليتمم مكارم الأخلاق .

إن المدح عند شعرائء وأدباء السوقيين لم يتحرر من قيود محاكاة القدماء من الشعراء ولم يقــدروا على أن يضربوا معاني المدح في قوالبهم الخاصة , وبالتالي لم تتبين شخصيتهم فيه, وظلت الأوصاف والمعانـي هي نفسها التي استعملت في شعر الأولين, ولكن يبقى تأكيد ماسبق طرحه في غير ما مناسبة أن التيار الإسلامـي هو الذي يهيمن على أوصاف المدح لدى شعرائنا, وبلغ من قوة هذا التيار أن الأسماء يجرون فيها عملية اشتقاقية تنطلق منها روافد أوصاف تصب في نفس الإتجاه ولاأصدق في ذلك من قول المحمود في ممدوحه محمو د:
عبدالإله فإن أشبعت أولـــه وفهت (بالباء) مكسورا فعابـده
ويدلنا هذا بجلاء إلى قضية أخرى وهي أن المدح لدى أدبائنا له طابع ألا وهو الوصف الديني فهو صاحب صـدارة ومكانـة لاتخفى.
ومفردات هذا القاموس هو نفسه الذي استعمله الأديب الشاعر المرتضى بن محمد الإدريسي السوقي في قصيدته الفائية التي ساجل بها محمد بـن يوسف الإدريسي السوقي فقال:
نبهه بالضيفان إن عاجوا به _ فإذافعلت فشأنه والشــارفا
كرم على كرم وحسبك بامرء _ أن لايجمم تالدا أوطارفـــا
آراءه بصر العقول وسعيـه _ يذر الرجا المأمول نيلا آزفـا
وإذا احتبى بين الأماثل خلته _ بدرا سوى أن لايكون الكاسفا
وإذا ذكت نار المرا ألفيتـه _ طلق المحيا ساكتا لاحـالفـا
سن الغلام وسيرة الزهاد في _ ضبط ينازعه الكبير الدالفـا
فهو الذي أحيى الليالي ساهرا _ من خشية المولى فأصبح واقفا
أو راكعا أوساجدا أوداعيا _وخلال ذاك الدمع يجري ذارفا
الله يعلم للسيادة والنهـى _ والحزم والفهم السليم مصارفا
أنبِأته فهِما فلما جئتــه _ صادفته البحر الخضم الراجفا
العالم الفطن الذكي العابد ال _ ورع التقي الفاطمي العارفا
ولاشك أن هذه الأوصاف ليست من أجل الاستهلاك المجرد كلا فقد أريد لها أن تضفي بعدا دينيا لهذا المدح فهو يعرف من يصفه, ويعرف من يقرؤون له, مما يعني أنه يعتقد جازما أن مدح المؤمن الحق هو التحلي بهذه الخلال التـي وصف بها قرينه محمد وما يضره مافات بعد أن تكون هذه الأوصاف حاضرة, ولا ينفع ماسواها لو كانت هي الغائبة.
وقال الشاعر محمد بن يوسف الإدريسي السوقي يمدح الشاعر إغلس بن محمد بن اليماني الإدريسي السوقي ضمن قصيدته التي وجهها إليه تجاوبا مع النصيحة التي واجه بها الشباب السوقي في قصيدته :
فقالت نماني ابن اليماني ومن تطب _ مغارسه يطب بطيب المغارس
فتى كلما قرت على الرق كفه _ أقر له بالرق كل ممارس
وإن شاء إنشاء القوافي شئى بها _ بمضمار سبق كل قرن منافس
أو استبقت فرسان علم بلاغة _ بميدانها استتلى بها كل فارس
إذا ما تحرى القول يوما فثق به _ ولا تبحثن عما تحرى ابن عابس
لقد أنشأت في راحتيه فردهما _ سحائب عشر كم جلت بؤس بائس
يسح بتا قطر الندى وبتا الردى _ على الود والضدالمعادي المغامس
هما فاعتبر كاسميهما فادر ما هما _ إذا اغبرت الآفاق في فصل مارس
لئن دل عن رشد وحض محرضا _ على الدرس والتدريس غير مدالس
أو أيقظ من وسناة غفوة غفلة _ بوعظ بليغ كل وسنان ناعس
فلا غرو فهو البدر والجهل حندس _ وفي البدر تما جلوة للحنادس
ونقتطع من بعض قصائد محمد بن يوسف الإدريسي السوقي التي وجهها إلى الشيخ محمد الحاج بن محمد أحمد الأدرعي السوقي والتي تعد آخر المساجلة الشعرية التي جرت بينهما ما يتعلق بالمدح حيث تخلص من المقدمة الغزلية ووصف النوق فقال بعد التخلص :
بدر يحت بدورا يوم مسألة _ حتا لمسكنة بالطول مهمومه
وللأراجل يستغلي مراجله _ سودا مكتكتة بالكتر موكومه
بطين شأو بعيد الشأو ليس له _ صوغ وصيغته ليست بمذمومه
يستنتج الشذر ذهنا غير معتقم _ يوما إذا اعتاصت الأذهان معقومه
إذا استقاءت مزابرا شناتره _ قاءت له فقرا في الرق منظومه
يزبرج الوشي إنشاء بعارضة _ في النسج ماهرة ليست بمسئومه
ما اسود كاغده إلا استضاء بما _ عنه انطوى شذرا بالمسك مرسومه
فكم له من نفاثات منعثلة _ عن صوغ أمثالها الصغاة مشكومه
وكم له من سبائك مرصعة _ مسموطة في سلوك الذهن مرمومه
وكم توشت على منوال عارضة _ له الملاوى يد التمعين مرقومه
وكم ترست إلى أن أدهشت وغدت رجلاه في أخريات الليل موصومه
وكم أكب لحر الوجه مبتهلا _ لله مستعبرا عيناه كالديمه
يدعو ويأمل عفو الله منتصبا _ في كل داجية دجياء مظلومه
أناله ربه ذكرا مداركه _ تعيي ذوي همم بالحزم محزومه
أناله حائك حوكا يحبره _ من نسج فك بديع الوشي موسومه
ومن نماذج المدح ماقاله الشاعر إنباكوا بن أمية الأنصاري السوقي قالها في الثناء على امرأة من الطوارق , قامت مقام الرجال في حسن الضيافة , وضربت في الكرم أروع الأمثال , فأثارت سحابة فكر شاعرنا فسحت قريحتـه بودق من المعاني ينساب الجمال من خلالها,ويخيم الثناء تحت ظلالها ويقال إن تلك الدرة المصونة, واللؤلؤة المكنونة لما وصل إليها ركب الشيخ عمدت إلى ناقة لها فنحرتها, وبأعمدة خيمتها فشبت بها النار , حبا في الكمال وخوف العار,واليك الأبيات وهي:
جرى من بنت أحمد (دوش )صنع _ تقاصر دونه همم الر جـــال
أرت من نفسها عجبا عجـابـا _ يدل على المروءة والكمــال
أتينا حيها ليلا فقـــالــت _ حياة الحي في نحر الجمــال
فساقت ناقة عُشَرا وشـدت _ قوائمها بأطراف الحبـــال
فأنفذت المقاتل وهي ترنــو _ لمصرعها ولكن لا تبالــــــي
فما لبثت لنا أن قدمتــهـا _ بواد من وقود النار خــــــال
فتاه الركب في عجب وشكـر _ لآيات جرت في ضيق حـال
إذا ماشام برق المجد شخــص _ تحمل ضاحكا بيض الجبـال
وإن كرمت طباع المرء كادت _ صنائعه تعد من المحـــــــال
وينظر روحه لحياة أخـــرى _ ويسخو بالمطافل والمتــــال
فتلك خلائق منعت لبـعـض _ وتعطاهن ربات الحجــــــال
وتلك كريمة الأتواج ( هتـو) _ مجددة المكارم والمعـــال
]


 

رد مع اقتباس