ومن أقدم مااطلعنا عليه من هذه الرسائل رسالة الشيخ العلامة محمد بن عال الإدريسي السوقي, وهو من علماء القرن العاشر ولد عام 960هـ وتوفي 1030 إلى ملك (سنغاي ) اسكيا اسحاق (1) بن اسكيا داود يعلمه فيها بأصول السوقيين وأنهم من ذرية الصحابة وأنهم أهل علم وعمل وليسوا كغيرهم ممن في جوارهم يحثه فيها على احترامهم والعناية بهم يقول فيها مانصه:( اعلم أن السوقيين أصله (لإمرون)(2) والسوق الذي ينسبون إليه بلد في (آضاغ)(3) نزلته الصحابة في آخر غزواتهم فبنوا فيه مدنا عظيمة وجامعا ومصلى ومساجد وحفروا فيه آبارا كثيرة عدده أيقش يعني -ألف ومائة وأحد عشر- ونشروا فيه العلم وولدوا فيه فرجع من رجع وبقي كثير.. إلى أن قال: إن (إمرون) ذرية الصحابة بلاشك وخالهم عقبة المستجاب وقد ورثوا العلم والدين من آبائهم إلى اليوم والحمد لله تجد صبيا صغيرا منهم يغلب الكبار من غيرهم كحال أجدادهم من أهل (الحجاز )يحفظون فنون العلم كلها وما تغير دينهم منذ خلقهم الله تعالى إلى هذا اليوم بسبب من الأسباب وبذلك يعرفون في جميع البلاد وكل من شهد عند القاضي الأكبر الأستاذ النقي الذي لم ير مثله في بلادكم ولا في غيرها المجمع على علمه ودينه وعدالته صاحب تنبكتو محمود رحمه الله (4)يطلب تزكيته إلا السوقيين فإنه قطع بأمانتهم وعدالتهم وقال : لا نطلب تزكيتهم وقد جربناهم فوجدنا أصلهم خالصا تابعين لأجدادهم في العلم والدين الخالص) ثم قال محمد بن عال وقد كان منهم أولياء كبار كالحاج الشيخ الكبير أبي الهدى وقاضي جدك أبي عمر الداني ومن لايحصى كثرة. ..إلخ(5).
-
(1) اسكيا اسحاق بن اسكيا داود يطلق عليه لقب اسحاق الثالث هو آخر ملوك مملكة (سنغاي) السودانية وهو الذي خاض الحرب ضد التدخل العسكري المغربي وانتهى الأمر بعد معارك إلى انهزامه وتفرق جيشه وذهاب ملكه.
(2) إمرون اسم يجمع العديد من قبائل السوقيين الذين بسكنون قرب البحروكانوامن الزعامات الدينيةالسوقية التي لعبت دورا في تلك الفترة التي تحدث عنها محمد بن عال \الجوهر الثمين ص 123مخطوط.
(3)أضغاغ يطلق لدى طوارق الساحل الشرقي والغربي لنهر النيجر على مايسمى الآن بمحافظة (كيدال)
(4)هوالفقيه القاضي العاقب بن القاضي محمود بن عمربن محمد أقيت (868 -955هـ،
(5) انظر الجوهر الثمين في تاريخ الملثمين ص\203 مخطوط