الموضوع: مصطلح الثقافة
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2009, 02:00 PM   #20
مشرف منتدى الحوار الهادف


الصورة الرمزية أبوعبدالله
أبوعبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 10-28-2024 (10:35 AM)
 المشاركات : 1,680 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



وعن الثقافة قال : إبن الجوزي في كتابه صيد الخاطر
فصل الحرص على الثقافة
للفقيه أن يطالع من كل فن طرفا، من تاريخ وحديث ولغة وغير ذلك، فإن الفقه يجتاح إلى جميع العلوم، فليأخذ من كل شيء منها مهما.
ولقد رأيت بعض الفقهاء يقول: اجتمع الشبلي وشريك القاضي فاستعجبت له كيف لا يدري بعد ما بينهما.
وقال آخر في مناظرة: كانت الزوجية بين فاطمة وعلي رضي الله عنهما غير منقطعة الحكم، فلهذا غسلها.
فقلت له: ويحك فقد تزوج أمامة بنت زينب، وهي ابنة أختها فانقطع.
ورأيت في كتاب إحياء علوم الدين للغزالي من هذا ما يدهش من التخليط في الأحاديث والتواريخ، فجمعت من أغاليطه في كتاب.
وقد ذكر في كتاب له سماه المستظهري وعرضه على المستظهر بالله: أن سليمان بن عبد الملك بعث إلى أبي حازم فقال له: ابعث لي من فطورك، فبعث إليه نخالة مقلوة فأفطر عليها، ثم جامع زوجته فجاءت بعبد العزيز، ثم ولد له عمر.
وهذا تخليط قبيح، فإنه جعل عمر بن عبد العزيز بن سليمان بن عبد الملك، فجعل سليمان جده، وإنما هو ابن عمه.
وقد ذكر أبو المعالي الجويني في أواخر كتاب الشامل في الأصول، قال: قد ذكرت طائفة من الثقات المعتنين بالبحث عن البواطن أن الحلاج والجبائي القرمطي وابن المقفع تواصل على قلب الدول وإفساد المملكة واستعطاف القلوب وارتياد كل منهم قطرا، فقطن الجبائي في الأحسا، وتوغل ابن المقفع في أطراف بلاد الترك، وقطن الحلاج ببغداد، فحكم عليه صاحباه بالهلكة والقصور عن بلوغ الأمنية لبعد أهل بغداد عن الانخداع، وتوفر فطنتهم وصدق فراستهم.
قلت: ولو أن هذا الرجل أو من حكى عنه عرف التاريخ لعلم أن الحلاج لم يدرك ابن المقفع، فإن ابن المقفع أمر بقتله المنصور، فقتل في سنة أربع وأربعين ومائة.
وأبو سعيد الجبائي القرمطي ظهر إلى سنة ست وثمانين ومائتين.
والحلاج قتل سنة تسع وثلاثمائة.
فزمان القرمطي والحلاج متقاربان؛ فأما ابن المقفع فكلا.
فينبغي لكل ذي علم أن يلم بباقي العلوم، فيطالع منها طرفا؛ إذ لكل علم بعلم تعلق.
وأقبح بمحدث يسأل عن حادثة فلا يدري، وقد شغله منها جمع طرق الأحاديث.
وقبيح بالفقيه أن يقال له: ما معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا؛ فلا يدري صحة الحديث ولا معناه.
نسأل الله عز وجل همة عالية لا ترضى بالنقائص بمنه ولطفه.


 
 توقيع : أبوعبدالله


العقول العظيمه تناقش الافكار , والعقول المتوسطه تناقش الاحداث , والعقول الصغيره تناقش الاشخاص



رد مع اقتباس