قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى:
باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم -" بني الإسلام على خمس"
وهو قول وفعل. ويزيد وينقص.
قال الله تعالى: (ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم -وزدناهم هدى -ويزيد الله الذين اهتدوا هدى -والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم - ويزداد الذين آمنوا إيمانا)
وقوله: (أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا).
وقوله جل ذكره: (فاخشوهم فزادهم إيمانا).
وقوله تعالى: (وما زادهم إلا إيمانا وتسليما).
والحب في الله، والبغض في الله من الإيمان.
وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن عدي: إن للإيمان فرائض وشرائع وحدودا وسننا، فمن استكملها استكمل الإيمان، ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان، فإن أعش فسأبينها لكم حتى تعملوا بها، وإن أمت فما أنا على صحبتكم بحريص.
وقال إبراهيم: (ولكن ليطمئن قلبي).
وقال معاذ: اجلس بنا نؤمن ساعة.
وقال ابن مسعود: اليقين الإيمان كله.
وقال ابن عمر: لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما حاك في الصدر. وقال مجاهد: (شرع لكم من الدين): أوصيناك يا محمد وإياه دينا واحدا.
وقال ابن عباس: (شرعة ومنهاجا) : سبيلا وسنة. باب
حدثنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان عن عكرمة بن خالد عن ابن عمر -رضي الله عنهما -قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: " بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان"
التعيقات:
معنى الحديث: قال ابن رجب رحمه الله تعالى: (والمراد من هذا الحديث أن الإسلام مبني على هذه الخمس فهي كالأركان والدعائم لبنيانه...والمقصود تمثيل الإسلام بالبنيان. ودعائم البنيان هذه الخمس فلا يثبت البنيان بدونها. وبقية خصال الإسلام كتتمة البنيان. فإذا فقد منها شيء نقص البنيان وهو قائم لا ينقص بنقص ذلك بخلاف نقص هذه الدعائم الخمس فإن الإسلام يزول بفقدها جميعا بغير إشكال) (جامع العلوم والحكم شرح الحديث الثالث)